ـ[همس الجراح]ــــــــ[12 - 02 - 2006, 02:46 ص]ـ
كان بعضهم يقرأ " ولا تَنكحوا المشركين حتى يؤمنوا " بفتح التاء بدل ضمها، فضحك أستاذه حتى وقع على قفاه وهو يقول له: أيجوز أن نَنكِحهم إذا آمنوا؟!
ـ[همس الجراح]ــــــــ[12 - 02 - 2006, 02:52 ص]ـ
كان الإمام يقرأ في سورة طه " فإذا هي حية تسعى " ثم تلعثم وبدأ يتأتئ فقد رأى أمامه حية حقيقية تسعى .. وخاف منها، فأُغلق عليه ... ففتح عليه مَن وراءه " قال خذها ولا تخف." فردّ الإمام: تعال خذها أنت ... وولّى هارباً.
ـ[القضاعي]ــــــــ[14 - 02 - 2006, 09:20 م]ـ
الطرائف جمع طرفة،و هي الحادثة التي تقع عفوية بين أناس، فيستملحونها، لما يرون فيها من عجب، فيفرحون لنهايتها أو يحزنون.
و من معانيها المستظرف و الأطروفة و الطارف، انظر العجم الوسيط 2/ 555
و كلها تدور حول المعنى المراد الحديث عنه.
فها هنا هاتان القصتان الطريفتان التي رواها لنا الدكتور: فهد بن ضويان السحيمي عن الدكتور: عبدالعزيز السدحان،و هو ممن لازم الشيخ: عبدالعزيز بن باز رحمه أكثر من 22 سنة،قال في طرفته:
كان رجل كبير السن،يعمل في وزارة الداخلية أوائل عهد الملك فيصل رحمه الله،و كان الوزير إذ ذاك،هو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، فإذا جاء وقت الآذان،أذن هذا الرجل،ثم مرَّ بالموظفين لينبههم على دخول وقت الصلاة،لأنهم في ذلك الوقت لم تكن هناك مكبرات للصوت،فمر على أحد الموظفين الكبار في الوزارة، فنهره و هدده بفصله لو جاءه مرة أخرى، عندها تضايق الرجل و خشي على نفسه من شره، فقرر أن يقدم استقالته إلى الوزير،و لكن الوزير بحصافته أدرك أن وراء طلبه هذا أمراً مهماً، فالح عليه أن يخبره بحقيقة أمره، فما كان منه إلا أن رضخ له، و قال: إنني كنت أمر على الموظفين لأنبههم على الصلاة،ففوجئت بالموظف الفلاني يوبخني و يتههدنني إن مررت به مرة أخرى،عندها قال الوزير: و الله لا بد أن تؤذن على طاولته مدة أسبوع رغماً عن أنفه، فذهب في اليوم الأول ليبر بقسم الوزير،فواجهه الموظف بالزجر، و هو لا يرعوي،و هدده إن عاد ليفعلن به و يفعل، فعاد في اليوم الثاني فعرف أن وراءه ما وراءه من تحريض الوزير له،فهد أكثر نففقعل هذا فيه قلة أدب،فكيف يكرر فعلته،،عندها أمره الوزير أن يعدل إلىالآذان في مكانه المعتاد،و كأن شيئاً لم يحدث من قبل.
و في هذه الطرفة من الفوائد ما يلي:
1 - حكمة الملك فهد رحمه الله منذ أن كان وزيراً،حيث عالج الموضوع بطريقة غير مباشرة،فربما يزع الله بالسلطان ما لم يزعه بالقرآن.
2 - أن الله نصر هذا المؤذن الضعيف الذي يرفع الذكر و يأمر بالمعروف،بدفاع الوزير عنه.
3 - أن الموظف قد استفاد من حلم الوزير عليه،و كونه لم يواجه بجرمه و يأخذه بجريرته، فصار بعد ذلك من المحافظين على الصلاة في الصف الأول من المسجد، و تلك هداية الله يهدي بها من يشاء من عباده.
الطرفة الثانية: وقع يا حمار:
ذهب رجل فقير و ذو عيال و له أم كبيرة و أخت أرمله إلى الرياض ليبحث له عن وظيفة،فسمع أن في الإدارة الفلانية وظيفة،فذهب في الصباح إلى مديرها،ليشرح له ظروفه و شدة حاجته،و لكنه فوجىء به ينهره،قائلاً له من أخبرك أن عندنا وظيفة،و أخرجه من مكتبه و هو منكسر الخاطر،فلما خرج من عنده رآه أحد الموظفين،فسأله عما قال له، فأخبره الخبر، فقال له: لا ضير تعال معي لنصلي مع أمير من الأمراء- و لم يسم الأمير- لعله يرى حاجتك فيجد لك وظيفة،و فعلاً ذهبا إليه،و بعد أن عرف مشكلته و قول الموظف له، قال: إن شاء الله ستأخذ هذه الورقة فتسلمها له، و سيوظفك مباشرة،و لكني أقسم عليك،قبل أن يعطيك إياها و قبل توقيعها أن تقول له: وقع يا حمار.
فما كان منه إلا أن ذهب إليه،و سلمه الورقة في صبيحة اليوم التالي،فأخذها و هو مطرق رأسه خجلاً من كلمته له و إذلاله له أمس،و قال له ما أمره به الأمير دون خشية منه و رهبة له.
فانظروا رحمكم الله إلى ما في هذه الطرفة من العجائب:
1 - عدم تقدير بعض المسؤلين لحاجة المتقدمين عليهم،فلو رده بإحسان لكان في ذلك جبراً لخاطره، إما أن ينهره و يوبخه على تجاسره على الدخول عليه و معرفته أسرار مهنته.
2 - الظلم و التسلط في بعض المسؤلين عاقبته الذل و الصغار،فأذله الله هذا الموظف بمثل عمله لهذا المسكين، و الجزاء من جنس العمل.
3 - نصرة ذووي القدرة للضعفاء،و هذا شيء يفرضه علينا ديننا،كل حسب قدرته،و هذا يصدقه قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم: (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) فهذا اللأمير نصر هذا الرجل الضعيف في موضع أحوج ما يكون إلى النصرة.
4 - و فيها أن في بعض هؤلاء الأمراء الخير الكثير،فهم يراقبون ربهم فيمن ولاَّهم الله تحت أيديهم، فلما لجأ إليهم الضعيف، ليستنصر بهم، نصروه،بما حباهم الله من الفضل، فجزاهم الله خيرا و بارك فيهم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
¥