نشأ في الكوفة إبان الحكم الأموي واتصل بالخلفاء من بني العباس، فكانوا يستلطفونه ويغدِقون عليه صِلاتِهم، وله في بعضهم مدائح.
ولم يعرف شاعراً إلا زمن العباسيين، كان فاسد الدين رديء المذهب روج له ظرفه وسرعة بديهته وبلاغته عند السفّاح والمنصور والمهدي.
وكان يتهم بالزندقة لتهتكه، وأخباره كثيرة متفرقة.
وهذه بعض من نوادره
دخل على المنصور فأنشده:
إني رأيتك في المنام ... وأنت تعطيني خيارةْ
مملوءة بدراهم ... وعليك تفسير العبارةْ
فضحك المنصور وقال له: "امض فاتني بخيارة أملؤها لك دراهم"
فما صدق خبراً حتى انطلق مسرعاً إلى السوق، وظل يبحث عن ضالته ساعة حتى وجدها، وحين عاد إلى الخليفة كان يحمل معه يقطينة كبيرة جداً!
وما إن شاهدها الخليفة حتى صاح به: "ما هذه؟ ألم تقل (وأنت تعطيني خيارة) .. هل هذه خيارة؟ "
قال أبو دلامة: "عليّ الطلاق إن كنت رأيت غيرها في المنام، ولكني تذكرتها حين رأيتها في السوق"
فصاح الخليفة بأحد الغلمان قائلاً: "اذهب واملأها دراهم، واحملها معه إلى بيته".
وهذه قصة أخرى له:
كان (أبو دلامة) في أحيان كثيرة يغامر بظرفه، ولا يحسب حساباً للنتائج، ولكنَّ الحظَّ كان دائماً يحالفه، فيتحوّل الغضب إلى رضى، ويتبدّد الغيظ، فتحلّ محلَّه الابتسامة والمسرة.
دخل يوماً على الخليفة المهديّ بن أبي جعفر المنصور حزيناً باكياً على غير عادته، فتعجَّب المهديُّ حين رآه على تلك الحال، وسأله:
- ما بك؟
فأجابه أبو دلامة وهو مغرورق العينين:
- لقد ماتت أم دلامة، وتركتني وحيداً.
ولم يجد المهديُّ بُدّاً من مواساته، والتخفيف عنه، ولم يبخل عليه بالمال والثياب، فأخذها وخرج.
وحين التقى الخليفة بزوجته (الخيزران) بعد ذلك، وجدها حزينة، واجمة، فسألها:
- ما بك؟.
فأخبرته أنّ أمَّ دلامة كانت عندها قبل قليل، وأنبأتها بخبر قد يحزنه.
فسألها:
- ما هذا الخبر الذي يحزنني؟.
قالت زوجة الخليفة:
- لقد مات المسكين (أبو دلامة) وتركها وحيدة في البيت.
سأل الخليفة زوجته:
- وهل أعطيتها شيئاً؟.
أجابت الخيزران:
- كيف لا أعطيها، وقد أصبحت أرملاً بائسة، لا معيل لها؟.
فهزّ المهديُّ رأسه وهو يقول:
- قاتل الله أبا دلامة وأمَّ دلامة .. لقد خدعانا والله.
قال الخليفة المهديُّ ذلك، وقصَّ على زوجته حكايته مع (أبي دلامة).
بارك الله فيك أخي عز الدين وشكراً للموضوع اللطيف
ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[07 - 09 - 2010, 09:45 ص]ـ
بارك الله فيكم أستاذ عز الدين على هذا الموضوع الجميل الطريف
وشكرا لأختنا الباحثة على إضافتها.
ـ[صَاحِبَةُ الْصَّمْتِ]ــــــــ[07 - 09 - 2010, 09:51 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
موضوع جميل وفكرة رائعة
أصر أحد المهتمين باللغة العربية على أن يتحدث أولاده باللغة العربية الفصحى.
ذات يوم طلب من إحدى بناته أن تحضر له قنينة حبر.
أحضرت ابنته القنينة, وخاطبته: هاك القَنينة يا أبي (بفتح القاف).
فقال لها: اكسريها (يقصد كسر حرف القاف).
فما كان من البنت إلا أن رمت القنينة على الحائط بقوة،
فتناثر الحبر ملوثاً الجدار وما جاوره من فرش.
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 09 - 2010, 11:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذ عزّ الدين على هذه الزاوية اللطيفة ..
والشكر موصول لأختي باحثة و إضافتها الجميلة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 09 - 2010, 04:35 م]ـ
الأخوات الكريمات:
الباحثة عن الحقيقة: شكرا جزيلا على المرور والإضافات الرائعة.
ينابيع الهدى: شكرا جزيلا على المرور والتعقيب الكريم.
أنوار: شكرا جزيلا على المرور والتعقيب الكريم.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 02:59 ص]ـ
جاء رجل إلى الحسن البصري فقال: ما تقول في رجل مات فترك أبيه وأخيه؟ فقال الحسن: ترك أباه وأخاه. فقال: ما لأباه وأخاه، فقال الحسن: ما لأبيه وأخيه. فقال الرجل: إني أراك كلما طاوعتك تخالفني!.
************
وقيل: قدم العريان بن الهيثم على عبد الملك، فقيل له: تحفظ من مسلمة فإنه يقول: لأن يلقمني رجل بحجر أحب علي من أن يسمعني رجل لحناً، فأتاه العريان ذات يوم فسلم عليه. فقال له مسلمة: كم عطاءَك؟ قال: ألفين. فنظر إلى رجل عنده وقال له: لحن العراقي، فلم يفهم الرجل عن مسلمة، فأعاد مسلمة القول على العريان وقال: كم عطاؤك؟ فقال: ألفان. فقال: ما الذي دعاك إلى اللحن أولاً والإعراب ثانياً؟ قال: لحن الأمير فكرهت أن أعرب، وأعرب فأعربت. فاستحسن قوله وزاد في عطائه.
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[14 - 09 - 2010, 10:28 م]ـ
جميل ماطرحت لنا
شكرا لك
ـ[صَاحِبَةُ الْصَّمْتِ]ــــــــ[14 - 09 - 2010, 11:56 م]ـ
ننتظر المزيد من إبداعكم
ـ[ابراهيم حسن سعيد]ــــــــ[19 - 11 - 2010, 11:43 م]ـ
إكترى نحوى حمالا ليحمل له زيرا .. فلما وصل الى البيت وفيه بركة .. قال له النحوى: اقفزن .. فقفز الرجل فوقع فانكسر الزير.
فقال النحوى: ما هذا؟
قال له الرجل: لام البركة ساكنة والنون في إقفزن ساكنة وهل يحصل عند التقاء الساكنين الا الكسر.
فقال النحوي: احسنت يا سيبويه الحمالين.
¥