تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخو ناصر الدولة. وعندما غدا سيف الدولة حاكماً لإمارة حلب اصطحبه معه إليها ليتمرس في العلم والأدب والفروسية. عرفت مجالسه الفارابي، والمتنبي، والسري بن أحمد الموصلي، وأبا الفرج الببغاء، وأبا فرج الواواء، وأبا اسحق، وإبراهيم بن هلال الصابي لكن سيف الدولة ميز أبا فراس بالإكرام عن سائر قومه وقربه منه واصطحبه في غزواته واستخلفه على أعماله فقلده بداية إمارة منبج. ذاق أبو فراس وهو أمير لمنبج مرارة الأسر والغربة وذلك بعد أن نصب له الروم كمينا حين كان في رحلة صيد مع بعض أفراد حاشيته وساقوه أسيراً إلى القسطنطينية عاصمتهم وفرح بهذه الغنيمة ملكها المعروف باسم الدمستق الذي كان قد خسر عدة معارك مع سيف الدولة وأسر خلالها ابن أخت للدمستق، أبقى الدمستق أبو فراس رهينة عنده مطالباً بفدية ينوء بها كاهل الملك العربي وأهمها كان مبادلة الشاعر أبي فراس بالأمير الروماني. ويطول صمت سيف الدولة ويمتنع عن افتداء الأسرى فتمتد غربة الشاعر سبع سنوات وتضطرب روحه النبيلة في نفس ظن صاحبها أنه يتفرد لدى أميره ويبرح به الشوق إلى اخوته وموطنه وأصحابه كما يحزنه مماطلة ابن عمه وتحيره وتفقده جلده وصبره فأنشد جميل شعره وهو بالأسر بما عرف بالروميات ويعرف كل من يقرأ هذه القصائد للشاعر أبي فراس أن له نفساً تفيض بالنبل والوفاء وحبا لا تزعزعه الخيبة، بل يبعث ماضي الصداقة الوثيقة نسقا يحافظ على ما نسجته الأيام والقرابة من وشائج بين الفارسين الشاعرين لكن الواقع المرير ما يلبث أن يعيد الأحزان عبر وقائع عابرة أهمها وعي الشاعر أبي فراس بتأثير حاشية سيف الدولة عليه و هي خليط من الأعاجم و الفرس و الترك و الحاسدين وتكون استجابته لفك اسر أبي فراس بطيئة وخاصة عندما كاتب الأسرى صاحب خراسان وغيرها من أصحاب الولايات والبلدان ليقدموا فدية لهم، فيغضب منهم سيف الدولة وينشد له أبو فراس من جميل شعره.

وكان أبو فراس من الموالين لآل البيت (عليهم السلام) وله فيهم ثلاث قصائد هي من أروع شعره، يُعرب عن إخلاصه لهم وصدق تعلّقه بهم، وتألّمهم لما نابهم من حيف وأذى.

والله من وراء القصد

ـ[الجهني]ــــــــ[23 - 08 - 2002, 10:00 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

الشاعر أبو العلاء المعرّي (رهين المحبسين)

شاعر ومفكر عربي. ولد في معرة النعمان قرب حلب. أصابه الجدري في طفولته فافقده بصره،ولكن ذلك لم يحل بينه وبين طلب العلم.أخذه أبوه إلى حلب لما ظهرت عليه علامات النجابة والذكاء،وهناك تلقى النحو على محمد بن عبد الله بن سعد النحوي،وقد كان هذا رواية المتنبي،ومن خلاله تعرف المعري على الأدب العربي وعلى شعر أبي الطيب.طاف أبو العلاء في مدن الشام،وتحدث إلى علماءها وزار مكتباتها،ثم سافر إلى بغداد،ولكنه اضطر إلى العودة إلى منزله في المعرة،حيث اصبح رهين المحبسين: العمى والعزلة. وتعتبر سن الأربعين الحد الفاصل بين طورين في حياته، في الطور الأول كان أبو العلاء أديبا عادياً، وفي الطور الثاني اصبح شاعر الفلاسفة و فيلسوف الشعراء، وصار بيته محجة لكبار العلماء و الأدباء و طلاب العلم، وكان يمضي معظم أيامه في التأليف، وقد بلغت مؤلفاته الستين، وتشمل موضوعات مختلفة بين الزهد و العظات و النحو والعلوم اللغوية وشرح دواوين الشعر وغير ذلك شعرا ونثراً، ومن أشهرها: "سقط الزند"، و "رسالة الغفران" و "اللزوميات " و "الفصول والغايات".

من قصيدته (في سبيل المجد):

ألا في سبيل المجد ما أنا فاعلٌ: ...... عفافٌ و إقدامٌ و حزمٌ و نائلُ

أعندي و قد مارست كلَّ خفيّةٍ ...... يصدَّق واشٍ أو يخيبُ سائلُ

أقلُّ صدودي أنني لكَ مبغضٌ ...... و أيسرُ هجري أنني عنكَ راحلُ

إذا ذهبت النكباء بيني و بينكم ...... فأهون شيءٍ ما تقول العواذلُ

و الأبيات التالية من قصيدة (بارزتِ القلوب):

إن كنتَ مدعياً مودّة زينب ...... فاسكب دموعك يا غمام و نسكبِ

فمن الغمائم لو علمتَ غمامةٌ ...... سوداءُ هدبها نظير الهيدب

والله من وراء القصد

ـ[الجهني]ــــــــ[23 - 08 - 2002, 10:06 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

الشاعر الرائع عمر أبو ريشة (1910 م - 1990 م)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير