[أقواس الرماد .. أبجديات عكاظ الجديدة]
ـ[على المطيري]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 11:53 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا أهل الفصيح وتحية معطرة بعبير الود
أقواس الرماد
أبجديات عكاظ الجديدة
على الرياح التي تلهو بأشرعتي=على الظنون التي تمتاح من لغتي
على بداية: ذي عيناكِ أغنيةٌ=وفي نهاية: كم أشقى بأغنيتي
على مواجد: يا أنتِ معذبتي=ورجعها: هل ترى بانت معذبتي
على اللحون التي عادت نوارسها=واستوحشت حينما غنت بلا شفتي
على الهلال الذي رنحت في يده=كأسي فأطرق في شوق لأخيلتي
على البواكير إذ تزهو بِجِدَّتِها=على الروابي التي تزهو بأقنعتي
على الرمال التي زينت معصمها=بما تساقط من بوحي وموجدتي
على الحصون التي تأوي إلى كنفي=على الفضاء الذي يقتات من سعتي
على السراب الذي أدمى حوافره=وتاه في رحلة ظمأى بخارطتي
أرقتُ روحي وأشواقي وفيض دمي=وما انزوى خلف أستاري وأروقتي
غنيتُ, غنى الضحى, أبدى نواجذه=بكيت فاستعجل الديجور تعزيتي
غفوت, أغفى الدجى, أرخى جدائله=صحوت رف السنا شوقا لأغنيتي
سافرت, مل السها يخطو على أثري=فعاد يبكي على أطلال مملكتي
ظمئت فاستعبر النهران وارتعشت=كل البحور وجاء النيل في شفتي
بدوت, فاسابقت كل النجوم إلى=رملي ورصعت الجوزاء مزودتي
سكرت, جاء المدى يهفو إلى قدحي=ولست أعرفُ من خمر سوى لغتي
على يدي أقحوان الشعر أمنحه=إلى النسيم فيسري عطر قافيتي
عرفته فانتشت روحي فعلمني=سري وعلمته يعلو بأجنحتي
نضوت عن وجهه السحري أحجيةً=لطالما فسرت قبلي بأحجيةِ
جنايتي أنني أهواك يا وطناً=طافت به في حميا الشعر محبرتي
على منارتكَ الخضراء كم رقصت=حمائم البوحِ تغري كل خافيةِ
وما زرعت بأرض الشعر سنبلة=إلا تشظت إلى مليار سنبلةِ
علقت فوق جفون الريح غاديةً=من الخواطر تروي كل مجدبةِ
مشاعري خلجات لست أعرفها=ولست أعرف ما بدئي وآخرتي
لا جن تلهمني لكنه وهجٌ=من الصبابة أدنا كل شاردةِ
الصمت والنظرة الغرثى وفلسفتي=تلك السواقي مدارات لساقيتي
حرفي ربابة صلصال أشكلها=على اللحون التي تُملي مخيلتي
دمي غوايةُ أشعار سقيت بها=أرض النبوءة فاخضرت بأخيلتي
نادمت كل طيور البوح ما بقيتْ=حمامة في المدى ترجو منادمتي
الشعر يا هذه تغري سواحله=ما آب منه فتى إلا بمعجزةِ
حملت في دربه المحموم أمتعتي=ورحت أرسل للبحار معذرتي
أعتذر عن (الأنا) وهي لا تعدو عن كونها حالة شعورية ذهبت مع آخر بيت.
علي عبيد المطيري
المجمعة
26 _ 3_ 1429 هـ
ـ[أحاول أن]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:14 ص]ـ
حيَّاك الله أستاذنا ,
الحقيقة أنها لم تكن أقواسا رمادية ,بقدر ما كانت قزحية ً ملوّنة ..
صور حديثة رغم السوق العتيق ..
ومعانٍ عميقة وإن كانت بلفظٍ رقيق ..
أما "الأنا " فلها قصة أخرى؛ ففي أكثر أبيات النص تجد ضمير ملكية الشاعر مضافا يشغل المحل قبله "تاء التأنيث " بالكسر اللازم!
النص يستحق قراءة متأنية من نقادنا الأفاضل ..
وبورك المداد الشاعري الراقي ..
ـ[على المطيري]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 01:38 ص]ـ
الأستاذة أحاول أن
أشكرك على هذا التعليق الجميل.
وأعتذر عن التأخر.
وفقك الله
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 04:08 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومرحباً بالحبيب شاعرنا والأديب بعد طول غياب وكل عام وأنت بخير
لله درك ولافض فوك
وبالأمس كنا في الإبداع نتحدث عن عدم قراءة النصوص الشعرية من النقاد ونشكوقلتهم والحمد لله هذه القصيدة شاهد على هذه الندرة في القراء
فهاهي هذه الدرة أيها الأحبة لم تجدلها من يقراءها سوى الأستاذة السباقة للخيرأحاول أن
سلمت وسلمك الله ولاعدمنا منك هذا الإبداع وأتمنى من الإخوة النقاد أن يتناولوها ليزداد لمعانها وبريقها
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 04:49 ص]ـ
أهلا بكم مشرفنا الكريم هنا ..
ونعتذر عن تأخر الرؤية لدينا والوقوف على هذه الدرر الجميلة
والتي تعيدنا للشعر الأصيل ..
لافض فوك على غيرتك هذه ونسأل الله أن يديمكم ذخراً لخدمة لغتنا المجيدة والتي لانخاف عليها بوجود أمثالكم استاذنا الفاضل.
تحية معطرة أتركها هنا لكم.
ـ[عبدالله بن سالم العطاس]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 08:31 ص]ـ
شاعر أنت أستاذي الكريم
كم أطرب لحرفك العذب!
أرق تحياتي،،
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 12:19 م]ـ
على بداية: ذي عيناكِ أغنيةٌ
وفي نهاية: كم أشقى بأغنيتي
لعل إضافة الجملة إلى المفرد هنا نسق تعبيري مضطرب قد يشكل على القارئ فيجر " بداية " و "نهاية" بتنوين الكسر فلا يسقيم البيت.
على السراب الذي أدمى حوافره
وتاه في رحلة ظمأى بخارطتي
صورة مركبة جمالها في قلب المعنى المألوف فالسراب المطرود مُطارِد مكدود.
دمي غوايةُ أشعار سقيت بها
أرض النبوءة فاخضرت بأخيلتي
أرض النبوءة لا تُسقى بشعر الغواية، فأخشى من محظور شرعي هنا.
الشعر يا هذه تغري سواحله
ما آب منه فتى إلا بمعجزةِ
الإغراء في عباب بحر الشعر لا في ساحل الشعر، فضلا عن المبالغة غير المقنعة في التعميم بأن يعود كل فتى شاعر بمعجزة شعرية.
على مواجد: يا أنتِ معذبتي
أنتِ: كي يستقيم البيت فعلى القارئ أن يشبع كسرة التاء ياء وهو إشباع لم ينتشر في موروثنا الشعري، ويعد عيبا على الشاعر تجنبه.
هذه قصيدة شاعر متمرس متأمل أرهقتها رتابة تكرار قوالب البناء في جُلِّ أبياتها