تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فلتتصافح القلوب]

ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 06:41 ص]ـ

سار حائراً في متاهات الحياة يتخبط في مشيه

لا يعلم أين ستحط برحله الخطوات

هاهو في أثناء سيره .... صخرة صغيرة لم يتبه لها ...... آآآآآآآآآه

ياألهي لقد سقطتُ دون أن أنتبه

جلس بالقرب من تلك الصخرة

أخذ يتأملها ويلقي عليها لومه ..... لماذا أسقطني؟!

ماالذي فعلته لك؟!

قالت:أنت تسير في هذه الدنيا دون وعي

تسير مغمض العينين

لا ترى أحدا في طريقك ..... فلو كنت على حذر

لتفاديت التعثر بي

ألا تعلم أنني أمكث هنا منذ سنوات ..... ولم أتعرض لإذاء أحد

إلا الذين يتسببون في أذيةِ أنفسهم

صمت َبرهة ً حائراً .......... فسألها

ولماذا لم أتنبه إليك أنت ظاهرة للعيان

قالت: تأمل حالك ...... واصدق مع ذاتك ..... ولا تتوجه لي

بسؤال ربما لا أتقن الإجابة عليه

قام وهو يتألم ... فالسقطتُ كانت قوية

أخذ يسير وعلامات الأسى ترتسم على وجهه

فجأة في أثناء سيره والهم والتفكير في تلك الصدمة

أخذ منه كل مأخذ دون أن يعي

آآآآآآآآآآه ياإلهي ماهذا .......... وضع يده على رأسه شعر بدفء

يتسرب إليها ويحي ماهذا إنه دم

آآآآآآآآآه رأسي ....... لا .. لا أستطيع أن أتحمل ماهذ لماذا هذا الدم؟!

فتح عينيه وشعر أن الكون يدور من حوله

حاول تثبيت نفسه ..... ركز جيدا .... شجرةٌ كبيرة

لا ... لا ... لا ليس مرة أخرى

إلى متى سأصطدم وأتعثر

جلس كسيرا حزينا متألما تحت تلك الشجرة

لماذا؟ ّ! .... ماالخلل؟! ..... إلى متى؟!

تساؤلات كثيرة ألقى بها على نفسه

كان الجو جميلا ......... وظلال الشجرة تحتضنه ........ وعبق الزهور الربيعية يغطي المكان

وهو في أوج همه وألمه .......... أخذته إغفائة قليلة وفي أثناء نومه

رأى نفسه وحديث الصخرة ينعاد على مسامعه

وإذا به يشعر بأيدي حانية تضمه وتهون عليه وطأت الألم

ويسمع كلمات عذبه تنهال عليه

ارفق بحالك ياعزيزي ماهكذا يكون العيش في الحياة

انتفض ..... وجلس ليتأمل المكان ....... تلفت يمنة ًويسرى

ياإلهي يبدو أني أحلم

وعاود الإسترخاء

صوت يخترق الأجواء ... لا ياعزيزي أنت لا تحلم أنا التي أحدثك

فتح عينيه .......... والخوف بادٍ على ملامحه

ويتمتم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

أنا لا أرى أحدا من أنتِ؟! ......... وماذا تريدين مني؟!

ضحكت وقالت: لا تخف ياعزيزي

تنام في حضني ........ ولا تراني

أنظر إلى الأعلى

رفع رأسه .......... وابتسم بارتياح عميق

أنتِ .......... أنتِ التي كنت تحدثيني

أنتِ ياشجرتي الغالية

نعم .... أنا هي

رأيتُ الهم يعتلي وجهك ..... والإنهاك قد دب في جسدك

حتى أنك اصطدمت بي ولم تشعر

وكأنك لم ترى الدم ينساب منك

سقطت من عينيه دمعات

آآآآه ياغالية لو تعلمين أن عمري الذي مضى كله

قضيته دون أن أعي أي طريق سأسلك

اصطدمتُ كثيرا ......... وتعثرتُ أكثر

حتى امتلئ الهم بقلبي ...........

وشعرتُ أنه قطعتٌ ملازمةٌ لي ولا يمكن أن أتخلص منه

اقتربت منه وضمته ضمةً حانية

وقالت ياعزيزي ألاترى المكان الذي تجلس به؟!

ألا تشعر بالأجواء من حولك؟!

عند سماعه لكلماتها ........ وكأنه استيقظ من رقاده الطويل

فتح عينيه جيدا رأى بقلبه ذلك الجمال وقال

سبحان الله ماهذا إن الجو بديع ومنعش

أشعر أن الهواء في صدري بدأ

يتجدد للتو واللحظة

ياإلهي ماهذا الجمال بل ماهذه الروعة

بساط أخضر وأزهار تحمل جميع ألوان الطبيعة وجمالها

ولمستك الحانية وظلك الوارف يغمرني

كل هذا مع حِملي الثقيل لم أشعر به!

الفضل لك أيتها الغالية فقد أزلتِ عني هذا الحِمل

بكل هذا العطاء ......... ياشجرة الحب

ضحكت ضحكةًعالية

آآآ ياله من مسمى رائع

أتعرف معنى الحب؟!

نكَّس رأسه ...... وعاد البؤس ليحتل ملامحه

مابكَ؟! ...... ما الذي قلته ليجعلكَ تبتئس

لا عليكِ ياغالية ..... كلماتك ذكرتني بلحظات الألم والقسوةالتي عشتها

الآن فقط علمتُ لماذا كنت أتعثر في سيري

الآن فقط علمتُ لماذا اصطدمتُ كثيرا

بل الآن فقط علمتُ لما لم أتنبه لهذا الجمال عندما اصطدمتُ بك

أصحيح ماتقول أخبرني لماذا فعلت كل هذا

لربما تمكنتُ من مساعدتك والتخفيف عنك

نعم .......... نعم آن الأوان لأعترف أن الحياة ليست لي وحدي

بل آن الأوان لأبسط يدي لكل الناس

هل أنتِ مستعدة لسماعي

بل ومتشوقة لذلك

غاليتي ظننتُ أن الحياة لي وحدي أفعل فيها مايحلو لي

امتلئتُ أنانيةً ......... أحببتُ كل شيئ لذاتي

أستمتع عندما أرى الفرقة تدبُ بين القلوب

لا أحب أن أرى الإبتسام على وجه أحد غيري

كنتُ دائماً سيئُ الظن بكل من حولي

في تلك اللحظة أحسَ بأن يديها ابتعدت عنه

سقطت لذلك أدمعه فتدارك الوضع قائلاً

أما الأن بفضل الله ثم بفضلك غُرس الحبُ في قلبي

أحسستُ بدماءٍ جديدة تتدفق في جسدي

أشعر أنني كيان جديد ........ بل في هذه اللحظة ولدتُ من جديد

فكوني معي ساعديني على الثبات

لفته بظلالها واحتضنته حتى أحسَ بالأنس بقربها

وقالت .......... ياعزيزي اعلم أنك ستموت إن لم تمتلئ حباً

وإن لم تصافح قلوباً أخرى

وتسعدَ لسعادتها

فكأس الحبِ الصافي إذا فُقدَ استوطنَ الحقدُ والحسدُ

بل جميعُ أمراضِ القلبِ

فلتتصافح قلوبنا ياأيهاالقلب الغالي

ولنخلص في محبتنا لله ولرسوله وعامة المؤمنين وخاصتهم

ليعم الأمن بقلوب الجميع

وهكذا اعتلت ضحكاتهم وتصافحت قلوبهم

لكم التحية والتقدير

أختكم ضياء الأمل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير