تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أُمِّي

ـ[عيسى جرابا]ــــــــ[21 - 05 - 2008, 03:03 م]ـ

أُمِّي

شعر: عيسى جرابا

14\ 5\1429هـ

حَمَلُوْكِ ... لا وَاللهِ بَلْ حَمَلُوْنِي

دَفَنُوْكَ ... لا وَاللهِ بَلْ دَفَنُوْنِي

مَا مُتِّ يَا أُمَّاهُ كَلاَّ بَلْ أَنَا

مَنْ مَاتَ قَبْرِي حَسْرَتِي وَشُجُوْنِي

تَتَصَاعَدُ الآهَاتُ نَاراً أَحْرَقَتْ

قَلْبِي وَأَطْفَأَتِ الدُّمُوْعُ عُيُوْنِي

أَنَا لا أَرَى فِيْمَا أَرَى إِلاَّ أَسَىً

مُتَغَلْغِلاً فِي كُلِّ ذَرَّةِ طِيْنِ

الفَقْدُ يَا أُمَّاهُ خِنْجَرُ غَادِرٍ

أَهْوَى بِهِ فَجَرَتْ دِمَاءُ حَنِيْنِي

أَنَا مَا بَكَيْتُ عَلَيْكِ بَلْ أَبْكِي عَلَى

نَفْسِي بُكَاءَ الخَائِرِ المَغْبُوْنِ

الكَوْنُ بَعْدَكِ فَارِغٌ وَالقَلْبُ بَعْـ

ـدَكِ فَارِغٌ صَارَ الفَرَاغُ خَدِيْنِي

مَنْ ذَا يُعَزِّيْنِي وَرَوْضِي مُجْدِبٌ

مِنْ دَفْقِ إِحْسَاسٍ وَخَفْقِ لُحُوْنِ؟

أَوَّاهُ لَوْ تَدْرِيْنَ كَيْفَ تَفَجَّرَتْ

سُحُبُ الدُّمُوْعِ عَلَى بِسَاطِ جُفُوْنِي

هَلْ أَنْتِ رَاضِيَةٌ؟ سَأَرْضَى بِالإِشَـ

ـارَةِ عَنْ شُرُوْحٍ جَمَّةٍ وَمُتُوْنِ

لا تَصْمُتِي أُمَّاهُ صَمْتُكِ وَالسُّـ

ـؤَالُ يُمَزِّقَانِ القَلْبَ كَالسِّكِّيْنِ

أمي فَدَيْتُكِ مَا لِمِثْلِي حِيْلَةٌ

الفَقْدُ زَلْزَلَنِي وَهَدَّ حُصُوْنِي

أَتُرَى أَعُوْدُ فَلا أَرَاكِ؟ فَجِيْعَتِي

بَحْرٌ هَوَتْ أَمْوَاجُهُ بِسَفِيْنِي

البَيْتُ كُنْتُ أَظُنُّهُ حَجَراً وَلمَّـ

ـا غِبْتِ نَاحَ عَلَيْكِ كَالمَحْزُوْنِ

وَسَرِيْرُكِ الخَشَبِيُّ حِيْنَ تَرَكْتِهِ

أَنَّتْ مَفَاصِلُهُ أَحَرَّ أَنِيْنِ

وَهُنَاكَ تَذْرِفُ دَمْعَهَا سُجَّادَةٌ

تَهْفُو لِنُوْرِ هُدَىً وَبَرْدِ يَقِيْنِ

أَيُلامُ طِفْلٌ أَنْ بَكَى شَوْقاً إِلَى

حِضْنٍ أَرَقَّ مِنَ النَّسِيْمِ حَنُوْنِ؟!

فِي خَاطِرِي أَطْيَافُ ذِكْرَى كُلَّمَا

لاحَتْ سَكَبْتُ الآهَ كَالمَطْعُوْنِ

وَالشَّوْقُ يَا أُمِّي مَرَاجِلُ تَغْتَلِي

بَيْنَ الضُّلُوْعِ أَزِيْزُهَا يَكْوِيْنِي

أُمَّاهُ مُدِّي لِي يَداً إِنِّي لأَطْـ

ـمَعُ بِالقَلِيْلِ وَدُوْنَهُ يَكْفِيْنِي

المَاءُ مِنْ حَوْلِي ... وَلَكِنْ ظَامِئٌ

مَنْ لِي سِوَاكِ حَبِيْبَتِي يَرْوِيْنِي؟

وَأَمَامِيَ النُّوْرُ المُبِيْنُ ... وَلا أَرَى

مَنْ كَانَ غَيْرُكِ نُوْرُهُ يَهْدَيْنِي؟

لَوْ عُدْتِ كُنْتُ حَبَسْتُ كُلَّ لُحَيْظَةٍ

حَتَّى أُعَفِّرَ فِي رِضَاكِ جَبِيْنِي

يَا بَهْجَةَ الدُّنْيَا وَيَا عَبَقَ الحَيَـ

ـاةِ وَيَا نَمِيْرَ العُمْرِ لِلمِسْكِيْنِ

غَنَّيْتُ أُغْنِيَةَ الوَدَاعِ وَلَمْ أَزَلْ

مِنْ هَوْلِ مَا لاقَيْتُ رَهْنَ ظُنُوْنِي

رُوْحِي وَرُوْحُكِ تَوْأَمَانِ وَإِنَّمَا

أَجْسَادُنَا طِيْنٌ هَفَا لِلطِّيْنِ

المَوْتُ لَمْ يُمْهِلْ فُؤَادِي كَلَّ يَـ

ـوْمِ رَاحِلٌ ... أَيَعِيْشُ لِلتَّأْبِيْنِ؟

فَارْحَمْ إِلَهِي مَنْ أَتَتْكَ وَلَمْ تَكُنْ

إِلاَّ بِحَمْدِكَ عَذْبَةَ التَّلْحِيْنِ

وَاسْكُبْ عَلَى قَبْرِ الحَبِيْبَةِ صَيِّباً

كَمْ سَبَّحَتْكَ ... فَكُنْتَ خَيْرَ مُعِيْنِ

أُمَّاهُ شِعْرِي لَمْ يُحِطْ بِمَشَاعِرِي

عِنْدَ الفِرَاقِ وَلَمْ يَكُنْ بِضَنِيْنِ

هُمْ كَفَّنُوْكِ وَشَيَّعُوْكِ وَكُنْتُ قَبْـ

ـلَكِ دُوْنَ تَشْيِيْعٍ وَلا تَكْفِيْنِ

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 12:11 ص]ـ

قصيدة صامتة ناطقة شاعرنا الكريم جرابا، بارك الله لك هذا النظم ورحم الله الفقيدة وأسكنها الجنة.

ـ[أحاول أن]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 10:46 ص]ـ

غفر الله لها وأسكنها فسيح جناته , وأبقاكم لها ولدا صالحا يدعو لها ما حييتَ ..

ثم إننا نرحب بك شاعرا كبيرا قديرا في الفصيح , وإن كنا ضيوفا على فصيح عريق كما أنتم ..

بقراءة رثاء الغالية وجدت الكسر قاسما مشتركا فيها , ولكن لا غرابة؛ حيث رحيلها أعنف انكسار , وأعتى منخفَض ٍ يهزُّ أجواءنا ..

ذكرتني برائعة أستاذنا الدكتور العايد:

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=32640

غفر الله لوالدينا أحياء وأمواتا , وشفى الأحياء منهم ومتعم بالصحة والرضا والثبات ..

ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 08:18 م]ـ

رحمها الله , وتجاوز عنها

ولا فُضَّ فوك أستاذ عيسى

ولازلت كما عهدناك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير