تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[شبابنا .. إلى أين!]

ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 09:33 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

رفقاء الأنس وصحبة التنادم هنا في فصيح العلم والأدب ..

أما بعد ..

فهذه المقالة جوابُ رسالةِ جوالٍ أبردها إليّ سريٌّ من السَّراة .. ذكر فيها وهو في طريقه لمقابلة مدير مدرسةٍ ما؛ ما وقعت عينُه عليه، ونبا سمعُه منه، من تعاركٍ بالأيدي، وتلاسنٍ بالقبيح المندي؛ من بعض الطلبة إبّان انصرافهم وقت الظهيرة. يقول هذا الصديق: فذكرت ما رأيت للمدير، فأجابه بأن المدرسةَ مسؤولةٌ عنهم ما داموا داخل أسوارها، فإذا ما انصرفوا؛ جاء دور البيت في تقويم المِعْوج وتنقية المنكدر! فحينئذٍ سألني صديقي أن أسمعه رأيي، وأبدي وجهة نظري في قول المدير الآنف ... فوُلِدت هذه الوُريقات، وخرجت هذه الرسالة التي أرجو من فضلاء الفصيح إبداء الرأي حولها، وإجراء النقد في تراكيبها، وإيقاف العبد الضعيف على أصول إخوان الصفاء من أحلاس الأدب وأقطابه ...

أقول فيها ...

أخي الحبيب ... شكر الله لك حسن ظنك بأخيك؛ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كرم أصلك ونبل طبعك وسراوة خلقك، وأنت ولا ريب في هذه الثلاث مضرب المثل وموضع القدوة ومحل الأسوة.

ورد إلي بريدك العاطر يرف بالندى البهيج ويضوع بالمسك الأريج مع بشائر الفجر الندية وطلائع الغد المشرق، وأخو الجسد المهدود والعصب المكدود مكروب النفس مسلوب الإرادة لا يفيء إلى كن ولا ينجلي له هم.

فتحت بريدي المثقلَ ببنات الأرض، وأرسلت طرفي الساجي يسرح في رياضه البكر ويتهادى في مروجه الغين، وقد طللت بواكير الصباح وروده بأنداء الربيع، وجلّلت حبات البرد أديمه بأفواف الوشي، وبينا الساهد المكروب يتملّى بدائع يد القدرة في الكون ومجالي صنع الله في الأرض؛ إذ فاح من تلك المروج ريّا القرنفل، فعطّر أنفاسي بالشذى الفواح، وملأ جوانحي بالغبطة والسرور، فأدرت الطرف الفاتر أتتبع مصدر السحر وأتلمّس منشأ الغبطة وأتنسّم مكمن الحسن، فإذا بتلك الربى تهتز من الرِّيِّ، وتَفْتَرّ عن مثل الجمان، لتعلن عما وراءها من كنز دفين، نطقت به رسالتك الباذخة، وصدعت معانيها بالحق الصادح، ففضضت ختمها ونشرت طيها فإذا فيها بعد عذب السلام ورقيق التحية، ما تفضلت به من قالة الأخ المدير الذي أدّاك القدر المغيب أن تقابله، وقد ذكرت ما تشاجن بينكما من حديث وما جرى بينكما من كلام حول تربية الطلبة الأيفاع، فقال إن تربية النشء حِمْلٌ ينهض به البيت والمدرسة ونبلٌ يريشه الآباء والمعلمون وخَرَزٌ ينظمه الأهل والمربون.

واسمح لي يا صديقي بادئ الرأي أن أقول: إنك نكئت جرحا طالما سفا الدهر الغافل عليه، وقصدت فجاًًّ كثيراً ما غفل الأدلاء عنه، فقول المدير الفاضل آنفاً لا ظل للريب عليه ولا كرة للنظر فيه؛ فلو أن الطالب منذ نشأته في مهد الصبا فتح عينَه على القدوة الحسنة، وأرهف سمعه لصوت الواجب، لوجد من ضميره الحي وشعوره اليقظ وَزْراً من المعصية وعِصمة من الغواية. وكذا في فصله وبيئة علمه فمنذ أن تفتَّحت أكمامه الغضة وتفتّقت براعمه الندية رأى الموجه النابه والمربي الناصح الذي يشوب العلم بالمتعة والدرس بالطرفة والمثال بالقاعدة وشاهد المعلم الحصيف الذي يخلق الإبداع في كل رأس والثواب لكل جهد؛ وإذاً لوجدنا كل طالب يدخل كل مدرسة متعلماً ثم لا يلبث أن يتخرج منها عالماً.

ومن هنا صار الواجب على المربين إن أرادوا توجيه المسار وتحديد الهدف وتثبيت القاعدة وإرشاد الحائر؛ أن يولوا اهتمامهم بالأسرة لتنهض بعملها التربوي، وتذكر المدرسة لتضطلع بدورها الثقافي، فيتخلّى الطالب قبل أن يتحلّى ويلتقي الماء على أمرٍ قد قُدِر.

ولعلك بعد هذا يا صديقي واجدٌ لهؤلاء الفتية الذين ذَكَرْتَ العذر، وملتمس لهم من تقصيرنا شفيع، فما ترى من عراك وما تسمع من سباب وما تلمس من أذى؛ شواهد عدل ومقاطع حكم على وبالة المرعى وكدورة المورد. فالشباب كما تعلم سواعد الأوطان في الكرب ومضارب الأمة في المحن وحق أبلج يقذفه الله في معترك الخطوب على من شاء فإذا هو زاهق، فإن وهى الساعد ونبا المضرب ولُبّس الحق، انحل النظام وتبدد الجمان وتفرق في مجاهل الأرض أباديد.

هذا ما عنّ لأخيك في هذه القضية والسلام ...

ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 11:14 م]ـ

يبدو أنَّ أهلَ الفصيح مشغولون باختبارات النصف الثاني ..

هذا كان ظني بادئ الرأي ..

غير أني وجدت بعضَ المقالات لا تخلو من ردود، ولا تعدم من مشاركة ..

ولا يظننّ أحدٌ أني مولعٌ برؤية الأقلام تتكسّر نصالها، وتتبارى محابرها على أعتاب معرّفي! كلا .. فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه .. ولا أزكّي نفسي ..

ولكن .. بقدر ما أفرحني وجود منتدىً رصينٍ يهتم بالعربية، ويحتفي بكتّابها ..

بقدر ما آلمني زهدُ بعضِ كرام الإخوان في التعليق على المقالات بشكل عام ..

وإن شئتَ قارئي فانظر إلى الكم الذي يدخل ليقرأ، ثم لا يلبث أن يخرجَ حثيثاً ..

فياتًرى .. ما مردُّ هذه الجفوة ..

إلى الله المشتكى ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير