تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[في وداع الحبيبة]

ـ[عاشق القلم]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 01:43 ص]ـ

إلى جدتي الحبيبة في قبرها مع خالص الدعوات:

ومضت بصمتٍ، مثل مرّ الشهب في الأفق البعيد

ومضت كومض البرق وانطفأت وشعت من جديد

ومضت، وصاح الرعدُ، سال الدمعُ، لم تخضرَّ بيد

أوّاه يا دمعاً تحدّر حاملاً ماء الوريد

وترنّحتْ لغةُ البيان وغصّ في الحلق النشيد

مذ فارقتْ عيناي عيناها تبدّت في المنام

وتجدّدتْ في القلب ذكراها بإقبال الظلام

وتمثّلتْ لي طائراً أبداً يحلّقُ للغمام

والشهر فارقها فلم ينعمْ بصاحبة الصيام

وتلا عليها القبرُ مغتبِطاً تراتيلَ الختام

دعْ ما يناغي الشعرَ يا قلمي وسر نحو المدى

وإذا تمنى القلب أمنيةً فقل: ذاك الردى

وإذا تخطّفك الضلال فلذ بأسباب الهدى

واصبرْ فما من نائحٍ إلا وجاوبَه الصدى

واجمعْ أنينَك في الدعاء تفوزُ، واثبتْ يا شدا (1)

القلبُ بعد معينها الدّفاق أصبح كالقليب

كالأرض بعد الحرب، كالأطلال فارقها الحبيب

كالعود غادر طيرُه، ما عاد ذا الغصنُ الرطيب

والغرفة الثكلى وكرسيٌّ حزينٌ كالغريب

وبقيةُ الأشياء تبكيها وريحان وطيب

كالشمس كانتْ، ثم غابتْ مثلها عند الغروب

وعلى الطريق تمددتْ، ترتاحُ من تَعب الدروب

يبكي العفاف مماتَها في غمرة الدنيا اللعوب

ويغار منها السترُ، يصغر عند مرآها، يتوب

وتظلُّ تحت قناعها جسداً تُناوشه الكروب

شتّان بين مضائق الدنيا وذيّاك المكان

والسجن إذ تشتد قبضته ستتسع الجِنان

وبقدر خوفك ها هنا يزداد في الأخرى الأمان

وهناك تعلم حجمَ دنيانا وحجمَك في الزمان

وإذا القضيةُ أشكلتْ فالموتُ أبلغُ ترجمان

والختم: عدتُ مُسائلاً نفسي، ستمضي بي الحياة

مُتعللا بالذكريات، ومُثخناً بالذكريات؟!

سيغيبُ وجهُ حبيبتي عني لأحيا في الممات؟

أرسلتُ آخر نظرةٍ، وحثوتُ بعد مع الحثاة

ودعوتُ أرحمَ من عفى، وأحقَّ من منح النجاة

وذهبتُ لا بمودِّعٍ: إني غداً يا قوم آت!

الأربعاء 10/ 9/1429هـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) شدا: جبل عظيم في جنوب المملكة في محافظة المخواة

ـ[أم أسامة]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 10:08 م]ـ

أوّاه يا دمعاً تحدّر حاملاً ماء الوريد

وترنّحتْ لغةُ البيان وغصّ في الحلق النشيد

وبقدر خوفك ها هنا يزداد في الأخرى الأمان

وهناك تعلم حجمَ دنيانا وحجمَك في الزمان

وإذا القضيةُ أشكلتْ فالموتُ أبلغُ ترجمان

والختم: عدتُ مُسائلاً نفسي، ستمضي بي الحياة

مُتعللا بالذكريات، ومُثخناً بالذكريات؟!

سيغيبُ وجهُ حبيبتي عني لأحيا في الممات؟

أرسلتُ آخر نظرةٍ، وحثوتُ بعد مع الحثاة

ودعوتُ أرحمَ من عفى، وأحقَّ من منح النجاة

وذهبتُ لا بمودِّعٍ: إني غداً يا قوم آت!

أخي الكريم أبيات حزينة جداً

كسوتها بشيء من التأمل ,,

وتجد فيها حكمة ..

دمت مبدع ...

ـ[عاشق القلم]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 07:08 م]ـ

شكرا لك أختي الثلوج الدافئة

وأنى للشعر أن يصف حجم الجرح، ولكنها نفثات

ونسأل الله أن يتغمدها برحمته .. آمين

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 07:25 م]ـ

غفرالله لجدتك ورحمها وأسكنها فسيح جناته وجمعكم بها في الفردوس

ولافض فوك وأحسنت أحسن الله إليك

ـ[عاشق القلم]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 07:21 م]ـ

شكرا لك أستاذنا الحداوي

وتقبل الله دعواتك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير