فقاعةُ الصابون قصريَ المشيد
ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 08:16 ص]ـ
في زواية من حلبةالحياة الصاخبة كنت أترقب عالم غريب
وفي أثناء تأملي سمعت صوتاً من الأعماق ينادي
صوت صغير تخنقه العبرات ........ اقتربت من مصدر الصوت
ياالهي انها طفلة صغيرة
مسحت ُعلى رأسها ..... رأيتُ الدمع في مقلتيها يحتبس
خاطبتها: صغيرتي مالذي دهاكِ لماذا البؤس والدموع
قالت لي بصوتٍ متحشرج: أفتقدُ أبي وأمي ....
ذُهلت من جوابها ... أمثلكِ يُحرمُ منهما .... كيف ذهبا وتركاك ِ
قالت: أبي سلوى نفسي .. وسكن روحي .. الذي لا أهنأُ في نومي إلا في حضنه الدافئ
وبين ذراعيه الحانيتين ... كان رؤما عطوفا ... إنه الأخ والصديق
ابتسامتي لا تكون إلا في حضرته .. لم ابتعد عنه كثيراً إلا عدتُ إليه وكلي شوق وحنين
شاءَ اللهُ وقدَّر أن يفرقَ بيننا ..... صعقتُ لبعدِه عني .. افتقدتُه كثيراً
عَرَفَ قلبي معنى الألم .. وذاق َ نارَ الحرمان
ولم أعرِف للحياةِ بعدَهُ طعما ً
فجأة اختطفتني يدين حانيتين لم أألف ذلك الحنو منهما
كانت بعيدة نوعاً ما عن عالمي الذي عشتُه مع أبي
ياإلهي إنها تريد أن تجبر كسر قلبي بالدنو والحنو
إنها أمي الحبيبة .... رغم ما يختلجُ فؤادَها من هم ٍ توغلَ في الأعماق
لفقدِ الحبيب ورفيقَ القلبِ إلا انها أصرت أن تعوضني وتنسى أوجاعها وآلامها
بل تجاهلتها لتعيشَ من أجلِ إحياءِ الإبتسام على وجهي الطفولي البريء
إلا أن القلب المكلوم لم يتحملِ البعدَ ولم يستطع أن يقاومَ ألم الفراق
لم تلبث أمي بعد أبي طويلاً عامانِ فقط
ووري جسدها التراب
لتلحق روحها بروح حبيبها
قد تكون اللقيا في جنة النعيم ..... اللهم آمين
اغرورقت عيني بالدموع ...... إنها طفلةٌ صغيرة ... سلبت براءتها
وسكن الحزن قلبها ... كيف لها أن تحيا؟!
ضممتُها لقلبي ... مسحت ُ على رأسها حبيبتي رويدك
ستكونين امراةً قوية
استرسلت وقالت لي: لا تحزني ياأخية عشت طفولة محرومة
وفجأة وجهت لي سهامٌ قوية تقول لي لا بد أن تتجلدي وتخرجي ما بداخلك من طاقة مشحونة
لتصبحي فتاة يافعة ناضجة
فأصبحت أسمع كلمات وأوامر
لقد كبرتِ لا بد أن تعتمدي على نفسك ِ
أنت فتاة لو تركت في الخلاء لتناهشتها الذئاب
آآآآه من ذئاب لا ترحم
إذن لا بد أن تكوني قوية
افعلي ..... وافعلي .... أوامر تتردد من كل جانب
حتى خلت نفسي بالجيش العسكري
عشت بين اخوة وأخوات لكل منهم حياته الخاصة
وأنا التي لا بد أن تراعي نفسها
إذن يانفسي لا بد أن تدفني آلامكِ
لابد أن تلبسي ثيابا كبيرة لتقضي على ضعفك ... وكسر قلبك ولو تصنعا هذا هو الحل الوحيد
نعم هم يريدون منك ذلك
لم أتمالك أن أقول لها: صغيرتي لا تجزعي عندي لك حل جميل
هذه فقاعة صابون انها تتسع لك
ابقي بداخلها .... وتأملي من حولك .... لا تخدشي بقايا الفؤاد الممزق
يكفيه ألما وتوجعا
صغيرتي فقاعتي قصر مشيد .. فهي قوية لن تنفجر
ستحميك من أيدي البشر
تأملي عالمهم وسأتفقدك بين الحين والأخر
غاليتي الصغيرة أريد منك ألا تحرميني بسمتك البريئة
فهذا فؤادي سيكون مسكناً لك ِ
وهاتان اليدان ستظل ترفق بك ِ
لا تقولي أنا وحيدة ..... فأنا رفيقتك التي لن تنفك عنك وانسك في هذه الحياة
لا تخشي من فقاعتي الصابونية فهي جميلة براقة
تزيدك جمالا ً وألقاً
أردت أن أسمع جواباً منها بأنها سعيدةٌ بقربي منها
إلا أنها التزمت الصمت وأخذت زاوية من الفقاعة
رأيت حينها دمعتين تنحدر من عينيها البائستين
علمتُ لحظتها أنني وأَدتُها داخلَ فقاعتي
كانت ترمقني بين الحين والأخر بعينين وجلة ..... وصمتٌ محير
يا الهي لقد ألبستها ثوباً كبيرا ً لتبدو فيه قوية
وأسكنتها قصراً كبيراً لتبدو عزيزة
ورغم ذلك لا أعرف لماذا تريد أن تخلع ثوبها وترحل عن قصرها
انه قصرٌ جميل وثوبٌ أجمل بهر الأنظار
فلماذا ياصغيرتي تؤثرين البؤس على السعادة
ماالحل الذي ينسيك ذلك الحرمان
وذلك الحضن الدافئ
وتلك الأيدي الحانية
لن تجدي البديل
فلا بد أن ترضي بقصري وثوبي
ألا يعجبك ذوقي
اني أحبك .... نعم والله اني أحبك
حياتكِ غالية عليّ
وهأنا ذا أهديك ضياءً من الأمل أبثه في قلبك المحزون
عله يستعيد حلمه الجميل ليعيش واقعا أجمل
لن ابتعد عنك صغيرتي
فأنا دائما بالقرب منك ِ
أتأملك في داخل تلك الفقاعة إلى أن يحين الأجل ...... ونرحل سوياً
للقيا الأحبة
لكم أعذب التحيا وأرقها
أختكم ضياء الأمل ...... سجينة الحلم
ـ[فارس]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 06:50 م]ـ
كنت أترقب عالما غريبا
يا إلهي إنها طفلة صغيرة
لم أبتعد عنه كثيراً
فجأة اختطفتني يدان حانيتان
لفقدِ الحبيب ورفيق ِ القلبِ
من أجلِ إحياءِ الابتسام
وهاتان اليدان ستظلان ترفقان بك
وأنسك في هذه الحياة
رأيت حينها دمعتين تنحدران من عينيها البائستين
كانت ترمقني بين الحين والأخر بعينين وجلتين ..... وصمتٍ محير
وأسكنتها قصرًا كبيرًا لتبدو عزيزة
لن أبتعد عنك صغيرتي
لا بد أن أشيد بجمال الأسلوب في النص و رشاقة العبارة
و إلى الأمام.
¥