تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دمعة دامية (على رحيل شيخنا وأستاذنا الجليل: أ. د. فتجي أبي عيسى)]

ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 06:58 م]ـ

يا ناسجَ السحرفي ضافٍ من الحلل=ومدركَ السر في الفصحى بلا كلل

ومبدع النقد تلقائيَّة أسرت=أولي البصائر والألباب والأسَلِ

وصاحب الكلْمة الخضراء زاهيةً=برائق من سنا القرآن منهمِل

يا سيدي الفذ، يا أستاذ مدرسة=وضيئة النهج، ربانية المثُلِ

تفنى الأساطير مهما اغترّ زاعمها=بأن فيها جديدا دائم السُبُل

وينتهي بالخرافات الزمان إلى=أن الخلود قرين الصدق في العمل

ولست أسطورة حتى نهيم بها=ونحوها نمزج الأشواق بالقبلِ

ولا خرافة قومٍ ربما بهروا=بها الظنون فلم تبحث عن البدلِ

وإنما أنت مثل الشمس ضاحيةً=شعاعها في صميم الفكر والمقلِ

وضوءها خفقة الوجدان متقدا=معطرا برحيقٍ كالسنا هطِلِ

ودربها الخير للإنسان مزدهرا=بريّق الحق في حل ومرتحلِ

وأفقها صيبٌ ريانُ وابله=إذا تدفق من إتقان مرتجِلِ

يا سيدي وأنين الحزن يغرقني=في لوعة نارها مغتالة أملي

وحيرتي من ذهول البين مدمية=قلبي وعقلي ووجداني بلا مللِ

أكاد من خبر بالموت زلزلني=أعانق الكذب الممزوج بالخللِ

وتنتحي بي أحاسيسي ممزقة=صوب الظنون، إذا حيكت من الخبلِ

فلا يرد رشادي غير معتقَدٍ=أن الممات خطى محتومة الأجلِ

ولا يصبّر نفسي غير معتصمِ=بالله، يرقب خطب الحادث الجللِ

فلا تزال الحروف البيض تنثرها=معطرات المدى تسري على مهلِ

ولا يزال مضاء الفكر منطلقا=كالسيل من قلم بالحق محتفلِ

وكيف ننسى " ببيَّ" الضوء منتشرا=يزجي إلى النفس عطر الفأل والأملِ

وفي " شبينَ " التآخي صار موطننا=نأوي إليه على ودٍّ لديك جلي

صنعت فيه انطلاقا للقيادة لم=يمطر سوى الحرص يحوي طيب المثُلِ

الحزم والعزم والإقدام في ثقة=والحق والصدق والإصلاح للخللِ

وثورة كالندى بيضاء صافية=سلاحها الفكر مضاءً بلا خطل

ودربها: تالد الأجداد، منبعث=طريفه برؤى علامةٍ جبلِ

بحاثة قلما جاد الزمان به= وفلتة لم يصغها منطق الحيلِ

وناقد ندرت رؤياه، واتسمت = بصحة الطبع يزجي مقنع العللِ

وشاعر خبر الأشعار فانفرطت = منه كنوز بدر الفهم والثَّقَلِ

هل كان " فتحي أبو عيسى " سوى أفق=معشوشب الدرب، مخضر الرؤى خضِلِ؟

مضى يفجر في النقد الحيا غدقا=تألقت منه فصحانا ولم تزلِ

وقام ينثر بالإبداع منهجه=برائع من بديع الفهم مكتحلِ

وراح يصبو إلى التجديد متشحا=من الجدود بإرث فيه مكتملِ

فاستنهض الهمم العليا وطار بها=له جناحان من فكر ومن ثقلِ

ولم تفلَّ هموم العيش عزمته=والخطو يطحننا في دهرنا الخبلِ

وما ارتضى غير صوت الجد يطلقه=من نبض قلب بنور الزهد مشتعلِ

ولم يكن نهجه ممن يحبذ ما=يقوقع النفس في أسوار مختَبَلِ

كأنما هو معني إذا نطقت=حروف بيت لديه حاضر عجلِ:

" وإنما رجل الدنيا وواحدها=من لا يعول في الدنيا على رجل "

وآخر موشكٍ في كل مقصده=وكم شداه بلا كبر ولا وهل:

" إن السلاح جميع الناس يحمله=وليس يعمل إلا في يدي بطلِ"

ما ذا أعدد من أوصاف سيدنا=والشعر أعياه قيد العجز والوجلِ

أحتاج عمرا كعمري كي أوفيه=جزءا من الفضل أو حرفا من الجملِ

يا سيدي، سيظل الصبر مرتفقي=والحزن أوفى صديق غير منبتِلِ

فإن سكبت دموعي فيك قافية=فالقلب دام مع الأحزان من أزلِ

وإن دهاني الأسى فيما أعاينه = من لوعة تقتفي آثارَ مرتَحِلِ

فما دموعي سوى أنغام معترف = بالفضل منك، وبالإحسان مشتمَلِ

أقم بقبر له الأبدان عائدة=يوما وإن تقصر الأعمار أو تطلِ

العلم منك ضياء حولنا ألق=مضاعف أجره من صالح العملِ

وانعم برحمة رب غافر حكمً=ونل بعفو لديه أكرم النزلِ

إني لحكمك يا رباه ممتثل=فجد بعفوك واغفر ذنب ممتثلِ

واغفر لأستاذنا " فتحي " ومن معه=وكل من جعل التوحيد كالظللِ

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 08:36 م]ـ

إنا لله وإنا إليه راجعون ..

مرثيّة تلامس شغاف القلب!

يكاد التأثر يشلُّ الحروف!

سؤال من فضلك دكتور حسان:

هل هو الأستاذ الدكتور، الأديب الكبير، الناقد الفذ: فتحي أبو عيسى أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية - جامعة الأزهر؟

وهل هو نفسه الذي قدم إلى الرياض عام 1419 هـ، وبقي فيها مدة ثلاث سنوات - أو أربع - تقريبًا، بكلية التربية - الأقسام الأدبية ... ينفحنا من عبق علومه، ورائق أسلوبه الذي لا يمل، وتفرّد اللغة التي لا تكون إلا له؟

ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 12:11 ص]ـ

الأستاذة الكبيرة

د. ندى الرميح

شكر الله لك وأثابك الخير الكثير

على مرورك الودود،

وتعليقك المؤثر الذي هدهد الشجون،

وضم سؤالك الكريم وثيقة عرفان

لأهل العلم، وذوي الفضل

وأولي البصائر من العلماء الأفذاذ.

نعم سيدتي هم كما قلت تماما

ولا تحتاج الإجابة عن سؤالك زيادة حرف واحد

على ما سقته في سؤالك النبيل.

لك العرفان والامتنان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير