تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سهم العقوق .. !!!]

ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 12:31 م]ـ

دخلتْ الى غرفتها الصغيرة ويدها ترتعش مثل قلبها المكلوم .. وقد اسندتها الممرضة من كتفيها خوفا عليها من السقوط .. استلقت ْ على فراشها بمساعدة الممرضة بعد معاناة ونصب فقد كانت أمَّاً طاعنةً في السن.

خرجت الممرضة وقد اطمأنتْ ان الأم الطيبة ستخلد الى النوم, فأحكمت إغلاق الباب وانصرفت ...

أطلقت الأم زفرة تعب والم وقبل ان تكمل تنهيدتها المتالمة تناهى الى سمعها صوتٌ غريبٌ يأتي من النافذة .. تحركت متثاقلة وبعد جهد جهيد استطاعت النهوض والنظر من النافذة فوقع بصرها على عصفورة تطعم صغارها بمنقارها في عش صغير على شجرة مجاورة للنافذة .. تساقطت دموعها فقد تذكرت ولدها الحبيب الذي اشتاقت اليه فضغطت الجرس الذي وضع امام سريرها لتستدعي به الممرضة وقتما تحتاج اليها ..

حضرت الممرضة وهي تتافف فبادرتها الأم بالسؤال: الم يتصل ولدي طالبا زيارتي؟

أجابت الممرضة بالنفي وطمأنت الأم الى انه سيحضر في وقت لاحق وأكدت عليها بضرورة لزوم فراشها وأخذ قيلولة الظهيرة .. انصرفت الممرضة وهي تخاطب نفسها بصوت خفيض قائلة: مسكينة هذه الأم التي لاتكف عن السؤال عن ولدها الذي أكد على دار رعاية المسنين بعدم الإتصال عليه إلا في حالة وفاة أمه ليقدم لهم مستحقاتهم المالية الختامية ..

لم يجد النوم والراحة إلى عين الأم طريقا فخاطبت العصفورة من وراء نافذتها ودموعها متحدرة على وجنتيها ..

انطلق ياطيرُ حلِّقْ في السماءِ العاليهْ ..

واقطفْ لهُ من روضةٍ باقاتِ زهرٍ باهيهْ ..

لنورِ عيني أهدِها إحدى الهدايا الغاليهْ ...

قل له: ولدي الحبيبُ لديكَ أمٌّ باكيهْ ..

في ظلمة الليلِ البهيمِ دموعُ عيني جاريهْ ..

أوصاك بي ربُّ العبادِ وصيةً متتاليهْ ..

لكنكَ اخترتَ العقوقَ به تزيدُ مُصابيهْ ..

قد كنتُ عينك كي ترى قد كنت أذْناً صاغيهْ ..

كانتْ حياتي في يديكَ كما القُطوفُ الدانيهْ ..

تختار منها ماتشاءُ ولستُ منكَ بشاكِيهْ ..

فارقتني إذ أنَّ" زوجَكَ "لاتحبُ بقائيهْ ..

فهجرتَني وتركتَني أوقدْ كرِهتَ لِقائيهْ؟

لكنَّني مهما فعلتَ تظلُّ رُوحي الغاليهْ ..

أوماعلمتَ بأنَّنِي أمٌّ رءومٌ حانيهْ؟

ويمرُّ طيفُ الذكرياتِ منَ الليالي الخاليهْ ..

من يومَ أنْ كنتَ جنينا ًتحتمي بعظاميهْ ..

قدْ كنتُ أحتملُ الأذى حتى تكونَ بعافيهْ ..

وأظلُّ اجتنبُ الدواءَ ونارُ قلبي ضاريهْ ..

وأعيشُ في رحمِ العنى وانا بذلكَ راضيهْ.

حتى إذا جئتَ الى أعتابِ دنيا فانيهْ ..

عصفتْ بيَ الآلآمُ مثلَ الريحِ تأتي عاتيهْ ..

هلَّا تذوقُ مرارتي أوقدْ جهلتَ بحاليهْ .. ؟

تصلُ الأحبةَ والرفاقَ وقدْ قطعتَ حِباليهْ ..

الهجرُ لي مرُّ الطعامِ وذا الجفاءُ شرابيهْ ..

وغداً إذا تأتي المنيةَُّ نحوَ أُمِّكَ ساعيهْ ..

وأتى هنا الملكُ الكريمُ لكي يردَّ العاريهْ ..

أتراكَ تحملُ جثتي أمْ هل ترى أكفانيهْ؟

أم هلْ ستنزلُ بي لقبري كي تفَُكَّ رِباطيهْ .. ؟

أم سوفَ تُخبرُ بالرَّنينِ بأنَّ أُمَّكَ ساجيهْ ..

أُواهُ من سهمِ العقوقِ فقدْ أصابَ فؤاديهْ ..

ـ[أم أسامة]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 04:20 م]ـ

كلمات رائعة جداً واسلوب متميز ...

ومعنى جميل ينبع من عاطفة صادقة ..

ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 11:05 م]ـ

جزيت خيرا أختي الثلوج الدافئة مرورك أروع وتعقيبك أسعدني بارك الله فيك ..

ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 11:14 م]ـ

تعليق واحد ولا نقد او حتى ... ماذا دهاك يامنتدى الإبداع .. ؟

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 04:11 ص]ـ

أهلا بشِعرك يا شقائقْ في مورد للعلم رائقْ

وردت إليه شقائق النعمان كالريحان عابقْ:)

أستاذة شقائق أجدت وأبدعت

نصك راق قالبا ومضمونا

قد كنت أذْناً صاغيهْ ..

يقولون الصواب مصغية.

من يومَ أنْ كنتَ جنينا ًتحتمي بعظاميهْ ..

هل الجنين حقا يحتمي بعظام أمه؟ ربما تكون الصورة غير واقعية.

دمت بخير

ـ[فارس]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 12:10 م]ـ

هذه بعض الملاحظات في عجالة:

بعض الهمزات سقطت في المقطع النثري، مثل:

أطلقت الأم زفرة تعب وألم وقبل أن تكمل تنهيدتها المتألمة تناهى إلى سمعها صوتٌ غريبٌ يأتي من النافذة

البيت الأول اختلف وزنه عن البقية في النص الشعري

انطلق ياطيرُ حلِّقْ في السماءِ العاليهْ

فاعلاتن مكررة، بينما معظم النص على متفاعلن

ولو قلتِ: هيّا انطلقْ يا طيرُ ... لانتقل وزنه إلى متفاعلن كالبقية.

بعض الأشطر اختل وزنها، مثل:

قل له: ولدي الحبيبُ لديكَ أمٌّ باكيهْ

فاعلن ثم متفاعلن

بعض الأشطر اختلطت فيها زحافات مستفعلن بمتفاعلن، مثل:

من يومَ أنْ كنتَ جنينا ًتحتمي بعظاميهْ

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 04:44 م]ـ

رائع رائع رائع

ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 07:37 م]ـ

أهلا بشِعرك يا شقائقْ في مورد للعلم رائقْ

وردت إليه شقائق النعمان كالريحان عابقْ:)

أستاذة شقائق أجدت وأبدعت

نصك راق قالبا ومضمونا

يقولون الصواب مصغية.

هل الجنين حقا يحتمي بعظام أمه؟ ربما تكون الصورة غير واقعية.

دمت بخير

جزيتم خيرا أبا سهيل تواجدكم أسعدني .. لقد انتظرت حتى مللت .. لم اجد نقدا او حتى مجاملة من يوم ان وضعت الموضوع .. لكن حضوركم أضاء متصفحنا جزيتم خيرا ..

أخي الفاضل ثبت علميا أن عظام الحوض عند المرأة مع اربطة البطن وغيرها من عضلات الحوض تشكل مستقراً ومستودعا للجنين فيه يحيا كل اطواره في مكان آمن ومجهز .. هذا ما اعلمه .. والله اعلى واعلم ..

عموما جزيت خيرا وبارك الله فيكم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير