شفّ منها الحشا ورفّ العودُ
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 03:28 م]ـ
من الأرشيف،،،
قال أبو يحيى ـ غفر الله له ـ:
شَفَّ منها الْحَشَا ورَفَّ العُوْدُ = فَهْيَ هيفاءُ غادةٌ أُمْلُوْدُ
غُذِيَتْ بالنَّعيمِ حتى اسْبَكرَّتْ = فَهْيَ خَوْدٌ من الرَّعَابِيْبِ رُوْدُ
وهْيَ تُجْلَى كالشمسِ وافَتْ بِسَعْدٍ = وكبدرِ التَّمَامِ حينَ يَزِيدُ
وهْيَ جِنِّيَةٌ وتُدْعَى لإنْسٍ = وهْيَ وحشيَّةٌ حَوَتْها البُرُودُ
وَهْيَ تختالُ بينَ وَشْيٍ وعَصْبٍ = وعَلاَهُنَّ جَوْهَرٌ وفَرِيدُ
تلكَ تلكَ الّتي تُبِلْتُ بِتَبْلٍ = ودَهَتْنِيْ منها الدَّوَاهي السُّوْدُ
وقَسَتْ بَعْدَ رِقَّةٍ ولِيَانٍ = وجَفَتْ فاسْتطَالَ منها الصُّدُودُ
كيف يقسو مَنْ كان حُلوَ التَّثَنِّي = ويُجافِيْ مَنْ خَصْرُهُ مَعْقُودُ!
يا أُهَيْلَ الحِمَى ويا مَنْ أريدُ = إنَّ شوقيْ إليكُمُ لَشديدُ
حالَ حالِيْ مِنْ بَعْدِكُمْ واسْتَحالَتْ = أدمعي أنْهُراً وسالَتْ خُدُودُ
كانَ حظِّيْ منكمْ تَعِلَّةُ عَوْدٍ = ثُمَّ عِيْدٌ يتلوهُ مِنْ بَعْدُ عِيْدُ
ثمَّ قاسَيْتُ بَعدَكمْ نارَ هَجْرٍ = واشتياقاً ما إنْ عليهِ مَزِيدُ
ليلةً نابِغِيَّةً بِتُّ فيها = ثُمَّ حَوْلاً لم يَقْضِ فيهِ لَبِيدُ
وإذا كُلُّ عاشقٍ عادَ خِلْواً = وغرامِيْ هُوَ القديمُ الجديدُ
وإذا أنتمُ بَعيدٌ وقلبيْ = مُفْردٌ عنكُمُ قَصِيٌّ شَرِيدُ
يا سَقَى اللهُ بالعِهَادِ عُهُوداً = أمْحلَتْ بَعْدَ إِذ أَرَثَّتْ عُهُودُ
أَتُرَاها تَعُودُ يوماً بِحَمْدٍ = أم تُرَاها قَضَتْ فليستْ تَعُودُ
ـ[مُسلم]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 10:48 م]ـ
لحظة ... سأحضر المعجم الوجيز وأرجع إلى القصيدة لعلِّى أفهم .... : d
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيك أخي (مسلم)
وزادك حرصا وشغفا بالعربية وأدبها؛ لا سيما وأنت في أوان الطلب زادك الله من فضله
ولعل يوما أن يمر عليك ـ قريبا إن شاء الله ـ تستقلٌّ فيه ما أكبرته من بعض ألفاظ هذه القصيدة، وعندها ستعلم إنها إنما كانت من سقط متاع الشعراء وأقل زادهم.
وفقك الله
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 01:02 ص]ـ
الله أكبر
ما هذا يا رجل ...
يكفيك البيت الأول بل يكفيك الشطر الأول
شَفَّ منها الْحَشَا ورَفَّ العُوْدُ
كيف يقسو مَنْ كان حُلوَ التَّثَنِّي
ويُجافِيْ مَنْ خَصْرُهُ مَعْقُودُ!
سامحك الله فتحت جرحا عميقا يهم بالإندمال لولا هذا البيت!
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 02:01 ص]ـ
الله أكبر
ما هذا يا رجل ...
يكفيك البيت الأول بل يكفيك الشطر الأول
شَفَّ منها الْحَشَا ورَفَّ العُوْدُ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب (رسالة)
هذا من حسن ذائقتك أخي التي لا تزال تزيد مع طول ممارستك لهذا الطريق جدة وتميزا وظرفا. فبوركت وبوركت ذائقتك!
كيف يقسو مَنْ كان حُلوَ التَّثَنِّي
ويُجافِيْ مَنْ خَصْرُهُ مَعْقُودُ!
سامحك الله فتحت جرحا عميقا يهم بالإندمال لولا هذا البيت!
لا بأس عليك أخي رسالة!
ولو كنتُ أعلم أنك ضعيف القلب أمام الحدق الحسان الناعسات، والقدود اللدان المائسات ... لأعفيتك من تجشم عناء هذا الشقاء. لطف الله بنا وبكم! آمين
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 05:41 ص]ـ
كلفك بالبديع بديع
يا أُهَيْلَ الحِمَى ويا مَنْ أريدُ ... إنَّ شوقيْ إليكُمُ لَشديدُ
هذا البيت مع جماله وما فيه من موسيقا داخلية لا أراه يرقى إلى مستوى باقي أبيات القصيدة الرائعة (أخوك يحاول أن يلبس ثوب الناقد:))
وإذا كُلُّ عاشقٍ عادَ خِلْواً ... وغرامِيْ هُوَ القديمُ الجديدُ
دمت وفيا
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 04:06 م]ـ
كلفك بالبديع بديع
لا شك أن البديع مدرسة كبرى من مدارس البيان (بمفهومه العام)، والبلاغة (بمفهومها الخاص)، وقد جعله أكثر البلاغيين في الساقة وما أراه إلا مقدما، وشرف لي أن أنتسب إليه؛ وإنما أغراني بذلك الحبيب (حبيب)، ومن لذلك أستاذا كالطائي.
على أنّ البديع إذا كثر استهجن، والغاية فيه ما لم يزد على حد الاعتدال، وإذا لطف وظرف وقع من النفس موقعا لا يريم عنه، كما وقع منك يا أبا سهيل:).
هذا وقد ورد البديع بمختلف أنواعه عند العرب في حر شعرهم وإن لم يكثروا منه تحقيقا لمقام المعنى، وأعلى طبقاته ما جاء في الذكر الحكيم. وأذكر أني وقفت مرة على الجناس البديعي في قوله تعالى: "وهم ينهون عنه وينأون عنه" فأدركتني هيبة البلاغة، وقلت في نفسي: " هذا ما لا يستطاع "! ونظائر ذلك في القرآن كثيرة، وأعلامه منشورة؛ فهو ركن من أركان البلاغة لا محالة.
يا أُهَيْلَ الحِمَى ويا مَنْ أريدُ ... إنَّ شوقيْ إليكُمُ لَشديدُ
هذا البيت مع جماله وما فيه من موسيقا داخلية لا أراه يرقى إلى مستوى باقي أبيات القصيدة الرائعة (أخوك يحاول أن يلبس ثوب الناقد)
صدقت يا أبا سهيل، وحاشاك أن تلتبس بما ليس لك!
وقد أصبتَ في نقدك (في هذا البيت على الأقل)
وحتى أبين لك صحة ما ذهبتَ إليه؛ سأشرح لك بالتفصيل ملابسات نظمي لهذا البيت ـ وإن كان فيه كشف لسر المهنة:). فأقول:
كنت قد بدأتُ القصيدة كما ترى بالوصف الحسي، ثم استغرقتُ في ذلك بضعة أبيات، حتى استنفدت ما لدي، بما يتناسب وجو النص. ثم إني أردت أن أنتقل إلى النسيب المعنوي فأحسست بحاجة إلى قنطرة أنفذ منها إليه، وسلك نظم أسلك منه لديه؛ فقلت متخلصا من هذا إلى ذاك مفتتحا بالنداء:
يا أهيل الحمى وسكان قلبي ... إن شوقي إليكم لشديد
ثم إني شعرت أن البيت لم يحقق ما قصدت من تمام النقلة والتحول؛ فعمدت إلى طريقة القدماء عندما ينتقلون من غرض إلى غرض؛ فأتيت بالبيت مرصعا على النحو الذي رأيتَ في القصيدة.
ولما كان البيت غير مقصود لذاته؛ بقي مشتتا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء؛ فأدركته الضعفة، ولحقه القلق والشتات. والله المستعان!
هذا عذري إن كان ثمة عذر، وهذا مصداق بصرك بالنقد يا أبا سهيل:)
وإذا كُلُّ عاشقٍ عادَ خِلْواً ... وغرامِيْ هُوَ القديمُ الجديدُ
دمت وفيا
وأنت يا أبا سهيل، فدمت نقيا تقيا، وصفيا حفيا