[أيتها الحسناء! نثر وقصيد: أرجو النقد]
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 02:35 ص]ـ
أيتها الحسناء! يا أحسن ما في الكون، يا أغنية السراة، يا جذوتهم حين يلبسهم الليل، أين أنتِ؟ بل أين انا؟،
والذي أبدعك ما عدتُ أطيق الفراق ولوعة الاشتياق، أسكني قلبي، املئيه بالنور، ازرعي فيه ما شئت، فكل ما تزرعين خير، وكل ما أحصده خير ..
حبيبتي! شطّت بي سفينتي عن شواطيك .. ونأى بي زورقي عن موانيك .. أما حان لظامئ تمددتْ به مفاوز السنين .. وأقضّت مضجعَه مخارز الحنين، أن يمتّع ناظريه بأعطافك، ويسعد قلبَه بألطافك:
سحابٌ عداني قطرُه وهو صيبٌ ... وبحر خطاني سيله وهو مفعمُ
وبدر أضاء الأرض شرقا ومغربا ... وموضع رجلي منه أسود مظلمُ
لقد ظفرتُ بما حسبته شيئا، ولكنه كان (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا) ..
و مع ذلك ما رفعت عيناً، وما مددت يداً، بل ثنيتُ عِطفي باحثا عن سواه ... آملا في لقياه،
وأتت هذه الليلة، فما أطول حزنها وما أسبغه، وقد بلغ بي العطش مبلغه.
أيها السراب:
لستَ الملوم، أنا الملوم لأنني ... علّقتُ آمالي بغير الخالقِ
هذه عاقبة الذي ظنّ أن الأرض ستمده بكل شيء، إنه لم يكلف بصره نظرةً إلى السماء، ولم يبسط يده بالدعاء:
لقد تقطّعت الأسباب وانفصمت ... لا الأرض تغني ولا تقضي لنا وطرا
رباه يامالكا قلبي وناصيتي ... وعالما بالذي أبدي وما استترا
مر لي بغانية حسناء تصحبني ... أعني السعادة لا جنا ولا بشرا
رب اسقني من نمير الحب آنية ... ملأى فبركان جدبي في الفؤاد جرى
مما سقيت به عبدا ألم به ... خطب فأبصره غِرّا وإن كبُرا
غدا له كل شيء آية فرأى ... عظيم قدرك في خلقٍ وإن صغُرا
وأدمن الصوم حتى صار مطعمه ... فالصوم أصبح من فيض الرضى ثمرا
والذل ليس لغير الله يخلصه ... تراه بالذل معتزا ومفتخرا!
********
ملاحظة: الأبيات المكتوبة بالأحمر ليست لي، وهذا معلوم ولكن وجب التنبيه.
ـ[فارس]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 02:52 م]ـ
إن لم أكن مخطئا، فالحسناء التي تخاطبها هي الأرض، و النأي و الظمأ هما نأيك عن هذه الأرض و حنينك إليها.
حبيبتي! شطّت بي سفينتي عن شواطيك .. ونأى بي زورقي عن موانيك .. أما حان لظامئ تمددتْ به مفاوز السنين .. وأقضّت مضجعَه مخارز الحنين، أن يمتّع ناظريه بأعطافك، ويسعد قلبَه بألطافك:
أعجبتني انسيابية هذا المقطع و ما فيه من بيان مسجوع جميل.
لقد ظفرتُ بما حسبته شيئا، ولكنه كان (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا) ..
و مع ذلك ما رفعت عيناً، وما مددت يداً، بل ثنيتُ عِطفي باحثا عن سواه ... آملا في لقياه،
وأتت هذه الليلة، فما أطول حزنها وما أسبغه، وقد بلغ بي العطش مبلغه.
أيها السراب:
شيء من الغموض أحاط هذا المقطع ..
لم أفهم .. ما الذي ظفرت به و حسبته شيئا ثم بحثت عن سواه؟
جملة (وأتت هذه الليلة ... ) أحسستها مباغتة لم يمهد لي ما قبلها إليها.
و الإشارة (هذه الليلة) تدل على أن هناك ليلة سواها تم أو سيتم ذكرها، أو قرينة تساندها، و لكني لم ألمحها في النص، مما جعل اسم الإشارة يبدو غريبا مقحما.
لقد تقطّعت الأسباب وانفصمت ... لا الأرض تغني ولا تقضي لنا وطرا
رباه يامالكا قلبي وناصيتي ... وعالما بالذي أبدي وما استترا
مر لي بغانية حسناء تصحبني ... أعني السعادة لا جنا ولا بشرا
رب اسقني من نمير الحب آنية ... ملأى فبركان جدبي في الفؤاد جرى
مما سقيت به عبدا ألم به ... خطب فأبصره غِرّا وإن كبُرا
غدا له كل شيء آية فرأى ... عظيم قدرك في خلقٍ وإن صغُرا
وأدمن الصوم حتى صار مطعمه ... فالصوم أصبح من فيض الرضى ثمرا
والذل ليس لغير الله يخلصه ... تراه بالذل معتزا ومفتخرا!
شعرك في النص كان رائعا و في رأيي المتواضع أنه تفوق على نثرك حسنا و جودة.
دمت أديبا متميزا.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 03:31 م]ـ
وهذا ما يسميه النقاد: النص المفتوح، الذي يعتمد على تداخل الأجناس وتراسلها
النص برمته عفوي، حتى وإن اتكأ على الرمزية ..
وأميل إلى ذائقة أخي المشاغب في أن نصك يستوي على سوقه ودليله تلك الأبيات الموزونة
لله درك في هذه: وأدمن الصوم حتى صار مطعمه
دمت بخير
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 12:15 م]ـ
إن لم أكن مخطئا، فالحسناء التي تخاطبها هي الأرض، و النأي و الظمأ هما نأيك عن هذه الأرض و حنينك إليها.
أعجبتني انسيابية هذا المقطع و ما فيه من بيان مسجوع جميل.
شيء من الغموض أحاط هذا المقطع ..
لم أفهم .. ما الذي ظفرت به و حسبته شيئا ثم بحثت عن سواه؟
جملة (وأتت هذه الليلة ... ) أحسستها مباغتة لم يمهد لي ما قبلها إليها.
و الإشارة (هذه الليلة) تدل على أن هناك ليلة سواها تم أو سيتم ذكرها، أو قرينة تساندها، و لكني لم ألمحها في النص، مما جعل اسم الإشارة يبدو غريبا مقحما.
شعرك في النص كان رائعا و في رأيي المتواضع أنه تفوق على نثرك حسنا و جودة.
دمت أديبا متميزا.
الأستاذ: المشاغب
شكرا لك على هذا الطرح وهذا السبر
الحسناء: هي السعادة وهذا البيت يوضحها:
مر لي بغانية حسناء تصحبني ... أعني السعادة لا جنا ولا بشرا!
ولعله بهذا تتضح بقية الكلمات.
وبالنسبة لكون الأبيات أجود من النثر: فهذه المقالة النثرية هي أول ما أكتبه جدّيا في هذا المجال ولذلك يتضح الفرق في الجودة.
أجدد شكري وتقديري أيها الفاضل
¥