تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما غبطنا ذوي الملايين يوما ** لا ولم نلتفت لينٍّ ويورو

ـ[أبو دلامة]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 06:25 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبارك لأحبابي مشرفي وأعضاء منتدى الفصيح بلوغ شهر الصيام

وأسأل الله أن يوفقنا فيه للصيام والقيام وتلاوة القرآن

أسوق لكم قصيدتي المتواضعة متمنيا أن تحوز على رضاكم بعد رضا باريكم

**********

ما لقلبي سعادة وحبورُ؟! =كل عرقٍ بنبضه مسرورُ!

وكأني ملكتُ ملكا عظيما=كلُّ مُلْكٍ سواه فيه قصورُ

وكأني أحسّ حوليَ نورا=يعتريني وفي فؤادي َ نورُ

وكأن الزّمان لحظة أنسٍ=من سنا وجدها تذوب الدهور

عندما أفتح الكتاب وأتلو=آي ربي وهل سواه سرور؟!

كل حرفٍ يقول تحت لساني=حين أتلوه: ليتني المذكور

أيُّ تيهٍ وأيٍّ فخر ومجدٍ؟ =كل مجدٍ سواه سوف يبورُ

مكرماتٌ وعصمةٌ وعظاتٌ=ما عداها من المكارم عورُ

نزلتْ آيه على خير قلبٍ= (دثروني) وليس فيه دثور

لم ينم بعدهنّ إلا قليلا=ما ثنت رجلَه لذاك فطور

بلّغ الوحي والأنام غضابٌ=وعلى الخلق رحمة وصبور

وصِحاب الرسول خير معينٍ=لنبيِّ الهدى وحصنٌ وسور

دون وحي الإله كانوا فداءً=وأسودا لأجلهِ لا تخورُ

وإذا الليل جنّ صاروا شخوصا=في محاريبهم فما الدور دورُ؟

حوّلوا الكون مسجداً وتغنّتْ=بالحواميم لسنُهم والصدورُ

ليت ذاك الزّمان يرجع يوما=ويح قلبي! وهل تعود العصور؟!

إيه يا أمتي وهل لكِ عَوْدٌ؟ =رب ميْتٍ وما حوتْه القبورُ

فالدنا دون وحي ربي ظلامٌ=حالكٌ والأنام فيهِ تَمورُ

يطحن الكون بعضه ويغنّي=دُعيَ الويلُ كلّه والثُّبور

أي خيرٍ؟ وأي سعدٍ سنرجو؟ =إن بقينا ووحينا مهجور

ما غبطنا ذوي الملايين يوما=لا ولم نلتفت لينٍّ ويورو

جعلت كلّها لهذا فداءً=وحي ربي. وما عداه يبورُ

أبو دلامة

عبدالله الدوسري

..

ـ[فارس]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 07:37 ص]ـ

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أبا دلامة

أشهد أنك شاعرٌ مجيدٌ

أحييك بقوة على هذا النص الرائع

ما لقلبي سعادة وحبورُ؟! ... كل عرقٍ بنبضه مسرورُ! الصدر تقليدي و لكن الاستدراك في العجز في غاية الروعة، أطربتني الصورة كثيرا

وكأني ملكتُ ملكا عظيما ... كلُّ مُلْكٍ سواه فيه قصورُ أحسنْ به من ملكٍ ملكتَه.

العجز لم يُضف كثيرا، إنما هو تحصيل حاصل لما فهمناه من الصدر.

وكأني أحسّ حوليَ نورا ... يعتريني وفي فؤادي َ نورُ

صدقتَ، أنار الله قلبك.

وكأن الزّمان لحظة أنسٍ ... من سنا وجدها تذوب الدهورالأنس لا أراه منسجما مع الوجد.

عندما أفتح الكتاب وأتلو ... آي ربي وهل سواه سرور؟! صدق العاطفة و سلاسة الألفاظ ميزتك، فبوركت.

كل حرفٍ يقول تحت لساني ... حين أتلوه: ليتني المذكورجعلت الحرف يتلهف إليك، و بالتالي جعلتَ منزلتك فوق منزلة الحرف، و الأصح -برأيي- أن يكون التلهف منك إلى الحرف في هذا المقام.

البيت يذكرني بقول بشار - مع فارق الموصوف! -:

و كأنَّ رَجْعَ حديثِها ** قِطَعُ الرياضِ كُسِينَ زَهْرا

و كأنَّ تحتَ لسانِها ** هاروتُ ينفثُ فيهِ سحرا

لي عودة مع البقية إن شاء الله

دمت شاعرا مفلقا

ـ[فارس]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 09:55 ص]ـ

أيُّ تيهٍ وأيٍّ فخر ومجدٍ؟ ... كل مجدٍ سواه سوف يبورُ

العجز هنا أيضا لا يضيف كثيرا للصدر، و هو مشابه لقولك: كل ملكٍ سواه فيه قصور.

مكرماتٌ وعصمةٌ وعظاتٌ ... ما عداها من المكارم عورُ

تأكيد للمعنى بألفاظ مختلفة.

نزلتْ آيه على خير قلبٍ ... (دثروني) وليس فيه دثور

لم ينم بعدهنّ إلا قليلا ... ما ثنت رجلَه لذاك فطور

بلّغ الوحي والأنام غضابٌ ... وعلى الخلق رحمة وصبور

وصِحاب الرسول خير معينٍ ... لنبيِّ الهدى وحصنٌ وسور

:=

غلب السرد و خفتت الشاعرية، و لكن المضمون النبيل يشفع لك.

دون وحي الإله كانوا فداءً ... وأسودا لأجلهِ لا تخورُ

وإذا الليل جنّ صاروا شخوصا ... في محاريبهم فما الدور دورُ؟ لفتة لطيفة و مقابلة جميلة بين البيتين، بوركت.

حوّلوا الكون مسجداً وتغنّتْ ... بالحواميم لسنُهم والصدورُالفعل (تغنت) لا أراه يلائم حواميم القرآن.

ليت ذاك الزّمان يرجع يوما ... ويح قلبي! وهل تعود العصور؟! استدراك لطيف جدا في عجز البيت.

إيه يا أمتي وهل لكِ عَوْدٌ؟ ... رب ميْتٍ وما حوتْه القبورُجميل استخدامك للتشبيه الضمني في العجز، و إن كنت أطمع بصور مبتكرة كعجز المطلع.

فالدنا دون وحي ربي ظلامٌ ... حالكٌ والأنام فيهِ تَمورُصدقتَ!

يطحن الكون بعضه ويغنّي ... دُعيَ الويلُ كلّه والثُّبورأعجبني التعبير في (يطحن الكون بعضه).

أي خيرٍ؟ وأي سعدٍ سنرجو؟ ... إن بقينا ووحينا مهجورأحسنتَ و صدقتَ.

ما غبطنا ذوي الملايين يوما ... لا ولم نلتفت لينٍّ ويورواقتناص جميل لمفردات العصر و الواقع.

جعلت كلّها لهذا فداءً ... وحي ربي. وما عداه يبورُكرّرتَ تركيبتي الصدر و العجز من قبل، و التنويع مطلب ٌ ضروريٌ:

جعلت كلّها لهذا فداءً = دون وحي الإله كانوا فداءً

وحي ربي. وما عداه يبورُ = كل مجدٍ سواه سوف يبورُ

هذا ما تبين لي من مصافحتي الأولى لنصك.

و لعل لدى الإخوة ما هو خير.

وفقك الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير