في قراءة سريعة لنص الأخت ضياء الأمل (فلتتصافح القلوب) ندرك أننا أمام قلم إمكانياته عالية
من هذه الإمكانيات:
- حسن الاستهلال
- القدرة على التشويق وهومن أهم مقومات القصة
فجأة في أثناء سيره والهم والتفكير في تلك الصدمة
أخذ منه كل مأخذ دون أن يعي
آآآآآآآآآآه ياإلهي ماهذا .......... وضع يده على رأسه شعر بدفء
يتسرب إليها ويحي ماهذا إنه دم
آآآآآآآآآه رأسي ....... لا .. لا أستطيع أن أتحمل ماهذ لماذا هذا الدم؟!
فتح عينيه وشعر أن الكون يدور من حوله
حاول تثبيت نفسه ..... ركز جيدا .... شجرةٌ كبيرة فلو قالت (اصطدم بشجرة) لما كان له ذلك الطابع الحركي الذي جعلنا نراه وهو يضع يده متحسسا رأسه ونشعر بدفء الدم
- الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة وهذا من موقومات القصة القصيرة
- الأسلوب سلس يشبه أسلوب ترجمات القصص القصيرة الغربية
- القدرة على الربط بين الأحداث في تسلسل منطقي
لكن قدرات هذا القلم بحاجة إلى التطويرويجب على الكاتبة مراعاة الآتي:
1 - الانتبهاه للأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية
- فمن الأخطاء الإملائية:
فالسقطتُ كانت قوية
حتى امتلئ الهم بقلبي
- ومن الأخطاء النحوية:
ولم أتعرض لإذاء أحدمصدر آذى هوإيذاء (في الأصل هو إئذاء فسهلت الهمزة فصارت ياء)
وإذا به يشعر بأيدييجب حذف الياء من أيدي والتعويض عنها بتنوين مناسب لحركة الياء فتكتب هكذا بأيدٍ لأن المنقوص (ما انتهى بياء من الأسماء) تحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر وتثبت في حال النصب
فمثال الرفع: حكم قاضٍ ومثال الجر: مررت بقاضٍ ومثال النصب: رأيت قاضيا هذا فقط في النكرة أما المعرفة فتبقى الياء
فلو عرفنا القاضي بأل (القاضي) أو بالإضافة (قاضي القضاة) أو كان علما لشخص سماه أهله قاضيا فنقول:مر القاضي بقاضي القضاة , وإن كان علما قلنا: (جاء قاضي , ورأيت قاضيا , ومررت بقاضي)
يلاحظ أن أهمية النحو ليست في ذاته فقط يرتبط به الإملاء فالأخطاء النحوية تخلق أخطاء إملائية كما في الجملتين السابقتين - ومن الأخطاء الأسلوبية:
حتى امتلئ الهم بقلبي القلب هو الوعاء والوعاء يمتلئ بالشيء
*استدراك: يوجد أيضا خطأ إملائي في الجملة السابقة فهمزة امتلئ يجب أن تكتب على ألف هكذا امتلألأنها مفتوحة وما قبلها
2 - عدم توظيف علامات الترقيم في خدمة النص وسوء توظيفها أحيانا
ويؤيد كلامي قول الكاتبة ولماذا لم أتنبه إليك أنت ظاهرة للعيان فما من علامة استفهام وإن كان في لماذا الدلالة على الاستفهام فعدم وضعها أدى إلى شك في المعنى عندما قالت الكاتبة ((ولماذا لم أتنبه إليك أنت ظاهرة للعيان)) فإما أن تضع الاستفهام هنا: ولماذا لم أتنبه إليك؟ أنت ظاهرةللعيان
وإما أن تضعها في نهاية الجملة ولماذا لم أتنبه إليك وأنت ظاهرة للعيان؟ بإضافة رابط (الواو)
أما سوء توظيف علامات الترقيم فيؤيده رؤيتنا لعلامات التعجب والنقاط والفواصل موجودة في غير مواضعها
انظري إلى الفرق بين جملتك السابقة وهذه الجملة:
أنا لا أرى أحدا من أنتِ؟! ......... وماذا تريدين مني؟!
هذه الأخطاء بسيطة ولكن إساءتها إلى النص كبيرة
3 - الانتباه لأسلوبية الجمل من بدايتها حتى يختل بناء النص
فقد أفسدت الكاتبة متعة التشويق عندما قالت:
أنا لا أرى أحدا من أنتِ؟! ......... وماذا تريدين مني؟!
فقد صرحت - سواء أرادت أم لم ترد - أن ذلك المجهول الذي لمس بطلها وهاتفه هو امرأة بعد أن خاطبت مؤنثا وشخصته -وهذا رائع جدا في البلاغة- غير أنها قالت:
أنا لا أرى أحدا قبل ذلك
أما الحجة القائلة بكفاية سماع صوت ذلك الهاتف لتحديد جنسه , فالهاتف هنا شجرة ونحن لا نعرف كيف يكون صوت حديث الأشجار
أضف إلى ذلك أن الدلالة على تأنيث الهاتف لا تناسب تمتمة البطل مستعيذا , فحالة الهلع التي وصفتها الكاتبة لا تتولد إلا عندما يجابه الإنسان المجهول
ولون قالت: من هناك؟ ماذا تريد مني؟ لكان أنسب
غيرأننا نجد أنفسنا ملزمين بالاعتراف بهمارة الكاتبة في ترك المجال لذهن القارئ ليتوقع
وهذا من أهم مقومات القصة
هذا رأيي الشخصي فاحتماله الخطأ أكبر من أحتمال صوابه
ونعتذر للكاتبة إن قصرنا
ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[03 - 09 - 2008, 05:14 ص]ـ
شاكرة لك أستاذي الفاضل
على هذه الوقفة الراقية على نصي المتواضع
توجيهاتك وتوضيحاتك
من الأمور التي أتمنى أن ألم بعلمها وفهمها
لك التحية والتقديروالعرفان بالجميل
أختك ضياء الأمل
ـ[أم أسامة]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 07:12 م]ـ
هل لابد أن يتماثل الرسم في الكلمات ككلمة "يسرة"
فهل إذا كتبنا " يمنى " لابد أن نكتب " يسرى"
وإذا كتبنا" يمنة" لابد أن نكتب " يسرة"
... تكون العبارة أجمل وأيضاً التناسب الصوتي في النص مهم من وجهة نظري ...
دام نبضك .. عزيزتي ..
ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 09:36 ص]ـ
... تكون العبارة أجمل وأيضاً التناسب الصوتي في النص مهم من وجهة نظري ...
دام نبضك .. عزيزتي ..
مشكورة ياغالية على توضيحك
ووجهة نظرك لها احترامها
لك مودتي