تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لِتَفهَمُوا مَا الذِيْ يَختَلِجُ شُعُورِيْ وأنَا أنظُرُ إلَيْهِم فِيْ جُملةِ الشَّائِمِيْنَ مَا علَيْكُم سِوَىْ أنْ تنظُرُوا إلىْ شَيْطَانٍ يَتَوشَّحُ بِالسَّوَادِ الْمُوحشِ الذَّاهلِ، أَنيَابُهُ سَافِرَةٌ طوِيْلةٌ نَاحِلَةٌ، وقَسَماتُ وَجْهِهِ قَبِيْحةٌ شَاحِبَةٌ ناهِكَةٌ، ثُمَّ هُو يَضْحكُ فِيْ تَخابُثٍ مَاكِرٍ، والنَّاسُ تُلَوِّحُ بِراياتِ التَّشجِيْعِ وتضْرِبُ الأرْضَ بِأقدامِهَا وَترْفعُ أعضُدَهَا الْمشدُودَة وتُطلِقُ صَيْحَاتِ التَّمجِيْدِ والتَّعظِيْمِ، وقُلْ لِيْ أيُّ غثَيَانٍ جَارفٍ يَمسُّكَ؟! وشَيَاطِيْنُ الإنْسِ كثِيْرٌ.

ـ[ودق]ــــــــ[07 - 01 - 2009, 05:37 م]ـ

(3)

سَأظَلُّ أحلُمُ وأحلُمُ مُغَرِّداً بِذَلِكَ الأدِيْبِ الذِيْ يَمشِيْ فِيْ ضَعَةٍ وذِلَّةٍ بَيْنَ الْمُؤمنِيْنَ، ويَخْرِقُ الأرْضَ كِبْراً وعُلُوَّاً بَيْنَ الْكافِرِيْنَ، الأدِيْبُ الذِيْ يَعتَصِرُ قِربَةَ الأَدبِ لأفْوَاهِ الظَّمأىْ، وَيَختَرِفُ النُّجُومَ رُطَباً شَهِيَّاً يُقدِّمُها لقُرَّاءِ العرَبِيَّةِ السَّامِقَةِ، إنَّ الأدِيْبَ الْمُؤمِنَ الفَاضِلَ تَخشَعُ لَهُ كُلُّ ذَرَّةٍ مِنْ ذَرَّاتِ السَّمَاواتِ وَالأرْضِ وَيَهتِفُ بِاسْمِهِ كُلُّ لِسَانٍ ناطِقٍ وَسَيُخلِّدُهُ الأبَدُ السَّحِيْقُ، أمَّا الأدِيْبُ الْهلُوكُ النَّاهِكُ فَتلعَنُهُ كُلُّ ذَرَّةٍ، وتَنفُضُهُ كُلُّ أرْضٍ، وَيَهتِفُ بِاسْمِهِ كُلُّ شَيْطانٍ أَخْرقٍ.

بَلْه الْحُرُوفُ ذاتُها التِيْ يَكتُبُها تستحِيْلُ إلىْ شُواظٍ مِنْ حَمِيْمٍ لاهِبٍ تَشتعِلُ فِيْ جَوفِهِ نَاراً ضَارِيَةً، وَتَشْمَعِلُّ فِيْ كَيانِهِ كُلُّ فضِيْلةٍ وَتَنتحِرُ كُلُّ سَجِيَّةٍ طيِّبَةٍ، وَتَستعمِرُهُ الْخبَائِثُ وتَنتَشِرُ فِيْ جسدِهِ الأوْهَامُ الْمُضنِيَة وَالْوسَاوِسُ الْسَّاقِطَة والْخيَالاتِ السَّافِلَة، فَيَنحَدِرُ وَلا حَبْلٌ يَستَمْسِكُ بِهِ فَيَغُوصُ فِيْ لُجَّةٍ عمِيْقةٍ بَعِيْدةٍ وَلا ثَمَّ مِنْ مُنقِذٍ، سأظلُّ أحلُمُ مُغرِّداً بذلكَ الأَدِيْبِ الذِيْ أَكَادُ أتَخيَّلُهُ وَأتَوسَّمُهُ بِإشْراقَةِ مُحيَّاهِ وبَهاءِ طَلعَتِهِ وسُمُوِّ رُوحِهِ وسَلامَةِ ذَائِقَتِهِ وَقُوَّةِ لِسَانِهِ ولذَّةِ رَحِيْقِهِ وَتَوهُّجِ عيْنَيْهِ ورِقَّةِ قلبِهِ وَعَزْمةِ إيْمَانِهِ.

الأَدِيْبُ الْحقُّ الذِيْ لا يُنافِقُ وَلا يُخاتِلُ وَلا يَكذِبُ وَلا يَغتَرُّ يقُولُ الْحقَّ ويُقدِّسُ الإسْلامَ وَيذُبُّ عَنهُ فِيْ ذِمارٍ تَهتزُّ لهُ الْجِبَالُ الشُّمُّ، وَتَرتَعِدُ لهُ الْمفَاصِلُ وَالأوصَالُ، ويُعرِّيْ كُلَّ نِظامٍ فَاسدٍ مِنْ ثِيَابِ النِّفَاقِ فَيَكشِفُ جُرْمهُ لِكُلِّ ذِيْ عيْنَيْنِ، وَلِسَانٍ وشَفَتَيْنِ، يَكتُبُ فَلا يَخلُو كِتَابٌ لهُ مِنْ وَمَضَاتٍ إيْمانِيَّةٍ وإِشْراقاتٍ مَعنَوِيَّةٍ ودَفَقَاتٍ رُوحِيَّةٍ وإمدَاداتٍ إنسَانِيَّةٍ، يَترفَّعُ عَنْ تَجسِيْدِ الفَواحِشِ والْمَناكِرِ لأَجْلِ إثَارةٍ هابِطَةٍ فَاجِرَةٍ، ويَتنَزَّهُ عنْ سَوْقِ كَلِمَاتٍ تَمُجُّها الفِطَرُ النَّظِيْفةُ الطَّاهِرةُ، ويَأبَىْ إلاَّ قَولةَ الْحقِّ يَرفعُ سَبَّابَتهُ مُوحِّداً مُؤمِناً، والقُوَّةُ تُشرِقُ مِنْ قلبِهِ والعِزَّةُ تنضَحُ مِنْ لِسانِهِ.

وَالحَمدُ للهِ سأظَلُّ أحلُمُ بِهِ سَيَجِيءُ تَمَاماً مِنْ حَيْثُ تُشرِقُ ذُكَاءُ، يَسْبَحُ فِيْ أخيِلَةِ الْجَمالِ الفَاتنِ، وَيَعتَلِيْ صَهْوةَ الأثَالِ الغَابِرِ، فَارتَقِبُوا هذَا الطُّلَعَة الْمُضِيءَ الْمُشرِقَ كَالتِيْ تَرقُبُ حَبِيْبَهَا وَالنَّارُ تَلظَّىْ فِيْ أحشَائِهَا وَجَلاً ألاَّ يَعُودُ، وارتَغِبُوا إلَيْهِ وانْجَذِبُوا نَحْوَهُ انْجِذابَ النَّحَلاتِ اللاهِفَةِ علىْ الزَّهْرَةِ البَيْضَاءِ الْبِكْرِ يَمصُصْنَ رَحِيْقَها، وعَظِّمُوهُ وأكبِرُوهُ حتَّىْ يَكُونَ آيَةً آيَةً إلَهِيَّةً سَماوِيَّةً كَمَا لأَهْلِ السُّوءِ آيَاتٌ وآيَاتٌ حتَّىْ ولَوْ كانَتْ آيَاتٍ شَيْطانِيَّةً أرضِيَّةً طِينيَّةً!!

ـ[ودق]ــــــــ[07 - 02 - 2009, 09:19 م]ـ

لَيْتَنِيْ أتسَمَّعُ إلَىْ شَيءٍ ولَو قَلِيْلاً مِنْ ذائِقتِكُم النَّقديَّة ظلَّلكُم اللهُ برحمتِهِ

ـ[عبده فايز الزبيدي]ــــــــ[11 - 02 - 2009, 10:02 م]ـ

الأخ الكريم

ودق

ما مثل هذا القلم يهمل

فلله أبوك لا فض فوك

بيان ساحرٍ و تقطيع شاعر

ووردت ورود رائد لنهر بيانك فشربت ثم نهلت و لم يقطع شربي ظمئي

لأنِّي صادٍ لمثل هذا الكلام الجميل من زمن حتى منَّ الله بك علينا.

أخي تذكرت قول جرير:

و إني تمنعي مني الشفاء فقد أرى=مشارع للظمآن صافية الشرْب

بارك الله فيك وفي همتك

و اعلم أنني ممن سيشتاق لهذا البيان.

ـ[ضاد]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 01:40 م]ـ

الجزء الأول

وجبت فاصلة بعد "بسم الله" حتى لا تدخل في "أحلم".

توزيع الفقرات غير موفق, لأن الفقرة الثانية بدأت دون فاعل, والفقرة في الأدب كيان قائم بذاته على الأقل تركيبيا.

لماذا تضع سكونا فوق المد؟

البقاء هو خلاص شيء من شيء, أما معنى بقي المتداول اليوم فتؤديه أفعال مكث وظل ولبث. ولذلك "سَيَبقَىْ يَكشِفُ" لا تستقيم إلا مع "ظل" كقولك "سيظل يكشف".

ضَالُّوا الفِكْرِ وَهامِدُوا الشُّعُورِ

ضالو وهادمو دون ألف.

سَيَعُودُ وفِيْ يَدِهِ سَيْفُ النُّبُوَّةِ وخَاتَمُ الْمُلكِ؟؟؟

حَتْماً سَيَعُودُ فَمِثْلُهُ كثِيْرٌ أولئِكَ الذِيْنَ يعِيْشُونَ لِغايَةٍ نبِيْلةٍ

اختلال في التركيب.

هَؤلاءِ سَيكتُبُ اللهُ لهُمُ الْخُلُودَ الْخُلُودَ تَجْسِيْداً حقِيْقيَّاً فِيْ جَنَّاتِ النَّعِيْمِ

لم التكرار؟

فلسَفَةَ الأخْلاقِ

من الكلمات التي لا معنى لها في نظري.

وجُلُودُهُم تَشتهِيْ أنْ لَوْ تنسَلَّ هَارِبَةً وَاجِفَةً مِنْ أجسَادِهِم القَذِرَةِ

لم أستسغ "أن لو".

قَلَمٍ نَاشِيءٍ

ناشئ

ولَمَّا يَنبَلِجُ فِيْهَا النُّورُ ولَمَّا يَتشعْشَعُ فِيْهَا الْهُدَىْ

لمّا هنا جازمة.

---

هناك إطناب في إيصال الفكرة يمل منه القارئ رغم التضامين القرآنية.

نقدي خطأ ربما يحتمل صوابا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير