ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 03:40 م]ـ
أكمل نحن في لهف ...
ـ[عام الفيل]ــــــــ[05 - 02 - 2009, 07:06 م]ـ
صحوي في أولى ثانوي .. (2) .. !!
..
قام أحدهم وقدم لي فطورا .. رفضته .. أصر علي .. إلا أني غلبته .. وقلت له أني أفطرت قبل الحضور إلى هنا .. ونسيت أنهم رأوا وجبتي تبعثرت أمام أعينهم .. كذبت كذبة لا يصدقها أهبل .. !!
وقام آخر وبدأ يتكلم باللغة العربية الفصحى .. كما نشاهدها ونسمعها في بعض الأفلام ..
وهو يقول: أنتم على موعد في هذه الأصبوحة المباركة مع شريط فيديو اخترناه لكم فكونوا معنا ..
أعطانا ظهره واتجه نحو التلفاز ..
وفتح التلفاز مع الفيديو .. !!
وبدأ صوت ..
يا مستورين .. ستكشف الخفايا ..
الموت .. لا تغفل عن الموت ..
ليس له زمان محدد .. ولا حتى مكان معين .. و عمر معين .. !
إنه الموت .. !!
يا محرومين .. ستكتب الخطايا ..
إنه الموت ..
مثل وقوفك أيها المغرور .. يوم القيامة والسماء تمور ..
هذا بلا ذنب يخاف لهوله .. كيف المصر على الذنوب دحور (نشيد)
إنه الموت ..
اللهم أنك تعلم أني كنت أخافك .. أنا الآن أرجوك .. وووك
والشيخ يصيح ويبكي ..
اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لطول البقاء .. ولكن لصيام الهواجر .. وقيام الليل .. ومجالسة العلماء .. انظر على ماذا يبكون .. ووون .. وون .. ون .. انظر على ماذا يتحسرووووون ..
الخلفية آهات تدعوا عيونك أن تجري .. وكأنك في ظلمة القبر لوحدك .. أو في ظلمة بيداء لوحدك ..
والشيخ يبكي ..
...
يا الله .. حديث سمعته كثيرا .. لكن في تلك اللحظة .. أحسست أنه دخل في فؤادي من غير أذن .. !!
يا ألله ..
يا ألله .. كم هي لحظة ساكنة .. شعرت عندها براحة بال رهيبة .. مع إحساس بزلزال داخل جسدي الضعيف المتهالك .. لا أعرف مصدره .. !!
ما الكائن هذا الذي حرّك فؤادي .. وأرجف حواسي .. وغير حالي ..
حركت يدي بهدوء لأتحسس هل فعلا أنا فوق الأرض .. أم أني في أحلام تسير بي إلى حيث سارت .. !!
أبحث عن أحد يمد يديه .. رجليه .. أي شيء .. لأتشبث وأتمسك به ..
لا أحد ..
الأرض تدور بسرعة فوق رأسي .. وتحت رجليّ .. ! دورااان .. !!
.. غابت الدنيا عن ناظري .. وأنفاسي شحت علي .. وأصبحت تبخل بزفيرها وشهيقها ..
الصوت ما زال يصفع أذنيّ بشدة ..
ويرمي حروفه قنابل مدوية ..
ويقذف جمله النارية ..
تفجيرات قوية .. إرهاب .. دمار شامل .. نووي ..
يحاصرني من كل جانب .. !!
يكتم أنفاسي .. ويسكن حركاتي .. ويجمد دماغي .. !!
صوت: إنه المووووت .. !! (كل نفس ذائقة الموث .. ) بصوت خاشع .. !
كان لذلك الصوت نكهة خاصة طعمها في قلبي لم يرحل ولن يرحل ..
ذلك الصوت مليء بدموع حارة .. ولغة لاسعة .. وكلام طيب .. ونبرة لها نوع لا أعرف كيف أصفه لكم ..
صدقوووني ما زلت أتذكر تلك الكلمات .. !! الموجهة إليّ .. كأنه أنا المقصود ..
نعم أنا المقصود .. !!
يآآآآآآه ..
ما زلت أذكر طلقات تلك الخطبة في أذني .. !!
رصاصات طعنت ثوبي .. وعبرت عظامي .. وخرقت صدري .. وفجّرت دمي .. والتصقت على جدار قلبي ..
لو سمعته الحجارة القاسية لتزلزلت ..
فكيف بقلبي اليتيم .. !!
صوت .. نبرته حزينة .. صداه عميق .. جرى مني مجرى الدم .. نازع الشيطان حتى غلبه بل وطرده.!! وولى وله ضراط .. !! .. انتشر في أنحاء جسدي .. يسبح كما يريد .. لم تمنعه .. لا كريات الدم البيضاء ولا حتى الحمراء ..
صوت .. يدمر العيون الجامدة .. !! ويجعلها نهرا أجاجا .. !! وسيلا عارما .. !!
أنظر إلى الطلاب .. وكأن على رؤوسهم الطير ..
كأن الله ضرب على آذانهم في الكهف سنين عددا ..
هياكل .. لا ترى فيها عوجا ولا أمتا .. !!
لا حركة .. لا نفًس .. ولا حتى همسا ..
دموعهم على خدودهم ..
انقلبت جماعة التوعية خلال لحظات .. من ضجيج الضحكات والحركة .. إلى سكون الدموع .. ورعب الموت ..
شهق أحدهم شهقة أطار قلبي .. وأقام شعري .. وجن دماغي .. !!
.. ما به؟ هل تلبس به جني ..
شهق .. وشهق .. ويرتفع شهيقه كلما ارتفع صوت الخطيب ..
أريد أن أصيح بمن حوله .. ساااعدووه .. لكن لساني جامد .. لا يتحرك
لعلي أقوم وأنظر ما به .. إلا أنني خائف .. !
أين الأستاذ فهد عنه .. لم لا يقوم ويعيد لهذا الطالب روحه .. !!
سكون تام ..
ما هذا الجنون .. الطفل يكاد يفارق الحياة .. والجميع عنه ساهون ..
هدأت حالته .. وغاب صياحه ..
أنظر إليه .. وهو يتعمد أن يخفي عني عينيه ..
تارة يضع شماغه من على خده .. ليرد كل سهام نظراتي ..
وتارة يمسح بأنفه .. ويصد وجهه للجهة الأخرى ..
وثالثة يجعل وجهه للأرض ..
هدأ .. هدأ .. هدأ ..
يبدو أنه يبكي ..
التفتـ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ن
1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ن ... 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ررن .. 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ن
تبخرت كل الأحاديث والمشاهد التي كانت تصول وتجول في خاطري ..
وبقي خوفا خفيا .. ! أحس بحرارته في قلبي .. !!
يحوم في أرجاء بدني .. ربما يكون سحرا .. !! أو قريب منه ..
جمعت أعضائي ولملمتها .. ونهضت بتثاقل عجيب .. أجر عظامي جرا .. وقفت ..
الأرض تدور من حولي .. المدرسة كلها تهتز أمام عينيّ ..
دو1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ان .. رهيب ..
أدافع نفسي للحركة ..
أحرك قدميّ .. خطوة .. خطوة ..
أسير بجسدي الخالي من روحي .. أهم شيء أريد أن أصل إلى مقعدي .. !!
وفي طريقي إلى الخروج من هذا المعبد .. وعند باب التوعية وقفت أبحث عن حذائي .. وإذ بصوت الأستاذ: فهد يرن في أذني .. وبأسلوب لم أعتاده ..
يقولـ
تابعونا .. فالرواية طويلة .. !!
قناة الفيل الفضائية .. !!
n1n19*************
دمتم بخير ..
¥