مشاجرة كلامية وأمام الطلاب أيضا .. ما هذا اليوم المليء بأنواع الفصول وكأننا رواية تكتب بقلم: عام الفيل ..
تبا لهما حتى هنا لم تنتهي نقاشاتهما ..
يا لحماقتهما كيف يتكلما بهذه الطريقة ..
ظن أحدهما أنه تركي الحمد .. والآخر ظن نفسه عوض القرني ..
ما هذا الموقف المحرج؟
كيف لي أن أنهيه؟
وماذا يمكنني أن أقول.؟
وماذا أفعل معهما؟
ويح نفسي .. لم تنقض مجادلاتهما الفكرية .. حتى في أروقة المدرسة ..
كيف يسمحا لنفسيهما أن يتكلما أمام الطلاب بهذه الطريقة السخيفة ..
موقف لا يمكن السكوت عنه ..
سأدخل وبكل قوة .. لا. لآ .. لآلآ ... بل سأدخل بتعقل لأخرج الطلاب أولا .. ثم أرى ما أمر هذين المفكرين .. وسألقنهما درسا .. أيم درس .. !!
نسمع لسانا يلهج بالحوقلة يزحف إلى أذاننا ..
خطواته متلونة .. مرة سريعة .. وأخرى هادئة ..
إنه الأستاذ عادل ..
وقف ..
تجمد ..
نقاش بين الأستاذين وكأنك تتابع مصارعة حرة ..
الأستاذ ياسر: بل أنتم إرهابية .. وفضحتكم قناة العربية أكثر من مرة وكشفت جلّ أموركم يا المطاوعة ..
الأستاذ فهد: احترم نفسك .. نحن من قدمنا للدنيا كل خير .. وقناتك هذه العبرية أكذب القنوات .. وهي ذنب من أذناب أمريكا ..
ياسر: هكذا أنتم كلما كُشفتم .. اتهمتم من فضحكم بالعلمنة وأخواتها ..
فهد: يا أخي الحقائق معروفة ولا تخفى على كل باحث ومطلع ومنصف ..
-مساكين أنتم العالم تقدم خمسين ألف سنة قدام وأنتم إلى الآن هذه أفكاركم ..
-نحن لسنا مساكين .. نحن نتبع منهج السلف الصالح وعلمائنا الفضلاء وولاة أمرنا .. والمساكين هم من اتبعوا الغرب. وقلدوهم في كل شيء .. حذو القذة بالقذة .. شبرا بشبرا .. وذراعا بذراع .. حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلوه .. كما في الحديث المتفق عليه .. !!
-قل بأني كافر يا شيخ فهد .. !! شفت أنكم تكفيريين .. !
-أعوذ بالله .. بل أنت مسلم .. لكن قلبك مطموس ومليء بالأفكار الغربية التي تحارب الأمة الإسلامية ..
-بل أنت رميتني بالكفر .. يا جاهل .. وأني تبع للغرب .. ومقلد لهم ..
-بل الجاهل أنت ..
.....
أنظر إلى الأستاذ عادل .. يكاد يغرق وجهه بالعرق ..
أرجعت بصري إلى الأستاذين فهد وياسر .. وهما لا يعلما بوجود الأستاذ عادل ..
تبا لنفسي الخائفة .. آه لو كنت جريئا .. لاتجهت إلى الأستاذ عادل ولسحبته مع يديه .. ولأوقفته بينهما .. ليفصل بينهما .. وينهي القضية الكبرى ..
...
التحم صدر كل منهما بالآخر .. بدأت ملامح (المضاربة) تبرز ..
ماذا أفعل لو حصل شيء.؟
نزع الأستاذ ياسر عقاله وشماغه الحمراء ورمى بهما على الطاولة ..
وباللحظة نفسها نزع الأستاذ ياسر شماغة البيضاء وأعطاها أيمن ..
أجزم أن هناك أمر سيحدث .. نفسي أبكي .. أو أخرج من هنا .. أو يعمل شيء الاستاذ عادل .. أو تبلعني الأرض ..
موقف لا نحسد عليه ..
بدأت أسمع ألفاظ غريبة منهما ..
مثل: أصلا أنت ما تفهم .. أنت مدري من اللي خلاك مدرس .. ما بقي إلا أنت تعلمني .. يا مطوع بريدة .. يا أذناب النصارى .. يا عميل .. يا متشدد
.. يا تكفيري .. يا ليبرالي .. يا علماني .. أعلى ما بخيلك اركبه .. تهبى .. تخسى .. ما بقى إلا أنت .. وغيرها ..
وخلال ثواني ...
نشوفكم في العدد السادس .. وأنتم من الناجحين إن شاء الله .. !!
عام الفيل ..
آسف لكل قلب ..
ـ[عام الفيل]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 10:24 م]ـ
وخلال ثواني .. أقل من اللحظة ..
زلزال بشري .. بركان آدمي ..
انفجار جسدي .. تكهرب بدني ..
الأستاذ عادل احمرت عيناه .. بدأت تفور أعضائه .. أنفاسه تغلي .. انتفخت أوداجه .. احترقت أعصابه .. اهتزت أركانه .. اشتعلت روحه ..
تحرك .. ثار .. هاج .. شق الصفوف .. وكأنه كرة نارية تتدحرج نحو المناظرين ..
شتت التجمع الطلابي المرصوص .. تقاذفوا .. تفرقوا .. تباعدوا .. تراموا عن خطواته المدفعية ..
سيدفنهما .. لا .. لآلالآ .. بل سيمزقهما .. أو يخفيهما ..
يا إلهي ماذا سيفعل بهما .. ؟
الكرة النارية وقفت ..
خفت .. أقسم لكم أني خفت .. أغمضت عينيّ .. وطأطأت رأسي .. وجعلت المشهد لسمعي .. يتابع مقاطعه .. وينصت لأحداثه .. ويشاهد حقيقته ..
خيّم الصمت .. وغابت الأصوات .. واختفت الألسنة .. أطباق من الصمت ..
أترقب انفجار الكرة النارية ..
ستنفجر الآن ..
نعم هي لحظات وستتناثر أجسادنا من غضب الأستاذ ..
¥