تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

. والأسئلة بدأت تُرمى على الأستاذ فهد من كل حدب وصوب .. والأستاذ يجيب ..

لا أخفيكم أنه من خلال سماعي لبعض البرامج والأفكار ..

وكذلك من خلال مشاهدتي لحماس الطلاب .. وتفاعلهم الكبير .. اشتقت لصحبتهم ..

لكن هناك خوف متشبث على صدري .. لا أدري ما أصله وما مصدره .. !

انتصف أيمن الطريق .. ولا أدري هل سيعطيني ورقة أم لا.؟

كنت أنا آخر طالب في الجلسة .. !

بقي بيني وبينه أربعة طلاب ..

ثلاثة ..

طالبان ..

طالب ..

أيمن وقف عند رأسي .. والطلاب جميعهم مشغولون بقراءة أوراقهم .. !

من حظك الحلو يا خلودي بقيت لك الورقة الأخيرة .. !

قدم الورقة إليّ وقال لك هذه الورقة يا خالد ..

-لا .. لا لست معكم في جماعة التوعية الإسلامية .. أنا ضيف عليكم يا أيها الملقوف.

-وبأسلوب ساخر جدا يرد أيمن ويقول:ومن قال أنك لست معنا في الجماعة يا أيها العاااااقل المهذب ..

- أنا هنا ضيفا يا أيمن .. فقط لا غير ..

-لا .. بل أنت معنا في الجماعة منذ اليوم.

-اغرب عن وجهي يا أيمن.!

-يبدو أنك خائف من الرسوم يا بخيل.!! لا عليك فالقطة أمرها هيّن .. !

- (خالد وبصوت شديد وملامح الغضب ظاهرة على وجهه) ..

قلت لك لست معكم .. وأرجوك لا تمزح معي مرة أخرى .. وأظن أن العلاقة التي بيننا نسفتها بحماقتك التي لا مثيل لها .. انصرف عن وجهي قبل أن أصنع بك شيئا لا يسرك .. فمن اليوم أنت لست صديقي أبدا.!!

- (أيمن وهو مرتبك ومستغرب من غلظة خالد) ..

أزعلت مني يا رفيقي.؟ لا .. لا تفهمني خطأ ..

والله لم أقصد أن أؤذيك بشيء .. أقسم بالله عز وجل.!

يا صديقي.! أرجوك لا تزعل .. أقسم لك أني كنت أمزح.!!

-تمزح.! يا لبرودتي وجهك.! أهذا مزح يا أحمق.! قلت لك انصرف عن وجهي.!

-أتوسل إليك يا خالد ألا تحمل في نفسك عليّ شيئا ..

فأنا أخوك وخلك القديم .. أم أنك نسيت أني صاحبك منذ الصغر .. أعتذر إليك .. أرجوك اقبل اعتذاري ..

ولو أردتني أن أقدم لك اعتذاري أمام الطلاب جميعهم لفعلت.!

صدقني .. أنت من أعز أصدقائي إلى قلبي .. ولا أتحمل هجرك ..

يا خالد .. سامحني .. اعف عني .. (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) ..

يا خالد أعتذر لك ..

أنا آآسف .. أنا آسف .. آآآسف .. !

لا أريدك أن تخرج من هنا يا صديقي حتى تغفر ذنبي ..

لا أكاد أصدق أني جرحت مشاعرك .. وأغضبتك بهذه الطريقة .. !

لم أتخيل أن يكون ذلك ..

جثى أيمن على ركبتيه أمام خالد ..

سقطت أوراق الرحلة من يده ..

وضع يديه على رأسه .. !

أرجوك يا خالد .. أرجوك .. فأنا لا أتحمل أن أراك هكذا ..

يا خالد .. أتوسل إليك .. !

انكسر أيمن .. وأحس بخطئه ..

فهو لا يقبل أن يغضب عليه أحد .. كيف وإن كان من أعز أصدقائه وأقربهم .. !

وبدأ يقدم اعتذاره بصورة أخوية .. قلّ أن تجد لها شبيها.!

سبحان من قلب أيمن إلى هذه الحالة .. وسبحان من خلق روح الأخوة والمحبة ..

ما هذا القلب الكبير .. ما أروعك يا أيمن .. !!

خالد في موقف لا يحسد عليه ..

لا يدري ماذا يصنع؟

ما عاد يعرف أين يصرف نظراته .. إلى الأعلى .. بل إلى الأرض .. بل إلى وجه أيمن .. لا .. لا .. بل إلى الأسفل .. لأني لا أستحق أن أرفعهما ..

يا رب أعني .. !

بدأ يوبّخ نفسه .. ويعاتبها .. ويحاسبها ..

بالفعل لم أنا غضبت.؟ لم.؟ لم.؟

ليس هناك شيئا يستحق ذلك ..

هكذا هي نفسي دائما ما تكون حساسة في غير المعقول .. !

بحق .. الأمر كان مجرد مزح .. فلم الغضب.؟

حتى ولو لم يكن مزحا .. أليس أيمن صديقي.؟ أم أني نسيت ذلك؟

أليس هو من وقف معي في مواقف شتى.؟

ألم تجمعني به أفراحا وأتراحا.؟

أأنسى كل هذه السنون الطويلة في مواقف بسيطة.؟

أننسى كل تلك الأيام التي ربطتني به بلحظة غضب.؟

آآه لو كنت صامتا .. لكان خيرا ليّ ..

كم أنا مجرما ..

قطعت ابتسامة أيمن الجميلة بسيف عتابي .. ودفنتها تحت دموعٍ أنا سببها .. !

كم أنا مجرما ..

جعلت طُرفة أيمن تندحر وتولي.! وجعلت نكتته الدائمة تغيب بسببي .. !

قاسي .. !

أأرضى لأيمن هذا الموقف.؟ لا والله .. لا أقبله .. لا أقبله أبدا .. !

رفعت رأسي .. وإذ بأيمن يقصد رأسي ليقبله ..

رفضت .. وهو يحاول ..

يحاول وهو يقول أنا أخطأت في حقك .. أنا أخطأت في حقك ..

-بل أنا يا أيمن من اخطأ .. أنا غضبت من غير ما داع للغضب .. والأمر كان عاديا جدا .. لكنّ حماقتي جلبت لي هذا الانفعال ..

-يا خالد أنا آسف ..

-أيمن بل أنا آسف ..

-خالد وأيمن بصوت واحد: بل أنا آسف ..

ابتسما معا .. ضحكا ..

-الأستاذ فهد قطع حديث الاعتذار عليهما: استعجل يا أيمن .. ووزع الأوراق قبل أن يرن الجرس .. !

-أيمن: أبشر يا أستاذ .. لكن خالد ..

- ما به خالد؟

-خالد بصوت خفيف جدا (لا تحرجني يا أيمن).!

-أيمن: لكني أريدك أن تكون معنا .. ! فالرحلة معك لها طعم خاص ..

-خالد: لكني ...

-الأستاذ يعيد سؤاله لأيمن: ما به خالد يا أيمن ..

- يقول أنه ليس معنا في التوعية ولا يريد أن يأخذ ورقة الرحلة .. !

-خالد يسر في أذن أيمن وهو بنصف ضحكة .. سأغضب مرة أخرى.!

يتبادلا أيمن وخالد الضحكات

-الأستاذ:أفاا .. أفاا يا خالد .. ! تتغلى علينا.!

-لا والله يا أستاذ فهد لكن أنا بالفعل ضيف عليكم ولو لم يدعوني أيمن لما حضرت .. !

-أم أن التوعية الإسلامية لم تعجبك ..

-أبدا والله .. أعجبتني كثيرا .. لكن ..

-أيمن (مقاطعا): بلا لكن .. بلا هم .. خذ ورقتك ورافقنا في الرحلة.!

أيمن يمد الورقة أمام وجه أيمن.!!

خالد متردد .. ينظر إلى أيمن .. ثم يعيد نظره إلى الأرض.!

-أتعبت يدي يا صديقي .. خذ الورقة أرجوك.!

الأستاذ: خذ الورقة يا خالد وأعطها ولي أمرك.

-أبشر يا أستاذي ..

فرح أيمن وقال أخيرا يا خالد ستكون معنا ..

أعطاني أيمن الورقة ..

وهذه الورقة فتحت لي نافذة جديدة .. ورحلة طويلة .. سأكون فيها جريئا .. وصريحا .. فتابعونا ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير