ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 03 - 2009, 04:59 ص]ـ
[صحوي .. في أولى ثانوي .. !!]
خرج ..
خرج أستاذ خالد من الفصل .. بعدما أعطانا واجبا لمادته الجغرافيا ..
وكتب بطبشورته على السبورة السؤال الأول والثاني ص 54 واجب ..
أخذت قلمي الأزرق لأكتب في سجل واجباتي ما أمرنا به المعلم وفي صفحة الواجبات دونت ذلك الواجب مع كومة واجبات أخرى ..
وما إن رفعت رأسي عن قرطاسي وتدويني إلا ودخل أستاذ فهد مدرس مادة الفقه ومعه أوراق بيضاء ..
وقلّ ما رأيت الأستاذ فهد داخلا بغير صورته المعتادة ..
فابتسامته دائمة .. ووجهه مشرق .. ونكتته مستمرة .. يسامرنا كثيرا .. ويضحك معنا .. في أوقات الفراغ .. ويعطينا فرصة للحديث معه ..
إلا أنه هذه المرة دخل علينا بصورة لا نتمناها لبشر ..
ولج إلينا وكأنه مراقب ..
دخل وكأنه قناص يبحث عن صيدته ..
كأنه شرطي يبحث عن لص ..
يتمعن فينا .. ويقلّب على أجسادنا نظراته .. ويديرها على وجوهنا .. يعديها مرة من بعد مرة ..
تقف عيناه على جسد واحد للحظة قد تزيد أو تنقص يتأملنا بطريقة عجيبة ..
لا أدري ما الأمر؟
يا ربي .. لا تجعلني ضحية لهذا المعلم ..
يا رب .. كم أنا أحب هذا المعلم حبا جما .. إلا أني أكره ضربه وأبغض غضبه ..
فيا رب .. لا تجعلني بين يديه .. " ضحية " .. !!
وكم أخافت تلك النظرات قلبي .. وعبثت في فؤادي .. لأني أعرف أستاذ فهد عندما يغضب فإنه ينتفض كالأسد يرعبنا صوته .. ويخيفنا سوطه .. ويبكينا ضربه ..
نظرات تسير علينا واحدا تلو الآخر .. تقرأ فيها أمرا مهما .. وشيء ما سيحدث ..
المفاجأة ..
بدأ الأستاذ فهد يحصر نظراته بين ثلاثة طلاب ..
ويا لسوء حظي أني أوسطهم ..
الوساوس تحوم حول رأسي .. وتدور فوق جمجمتي .. !!
هدوء تام ..
والحمد لله .. وبفضل الله التفت الأستاذ إلى السبورة وكتب عنوان درس اليوم (صلاة الكسوف) وبدأ يشرح لنا بإسلوبه المبدع الأخّاذ ..
هدأت نفسي أثناء الدرس .. خاصة وأن الأستاذ عاد إلى ابتسامته الرائعة .. وزال مني العرق .. الذي ملأ وجهي .. وعادت نبضات فؤادي تتوازن دقاتها وتنظم نبضاتها بشكلها الطبيعي ..
خمس وأربعون دقيقة .. مرت بين خوف وأمن .. وهدوء وإزعاج ..
آآه
ستنتهي الحصة الآن .. وسيخرج الأستاذ فهد من غير أن يغضب .. ومن غير أن نرى جانبه القاسي .. الذي لا يظهر إلا قليلا .. لكنه مهيب ومخيف .. !!
1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رن .. 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ن .. 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ن .. رن .. رن
وما إن أعلن الجرس انتهاء الحصة .. حتى أخذ معلمنا يجمع أوراقه .. ويلملم أقلامه .. لينطلق إلى غرفة اسمها " التوعية الإسلامية " .. !
وبدأ " الطلاب " يتسابقون إلى الباب للخروج .. إلى ساحة المدرسة .. والمقصف .. ! فقد جاءت ساعة اللهو واللعب .. والأكل ..
وكعادتي أكلي في حقيبتي من الصباح الباكر ..
سندويتش صنعته أمي صناعة محلية بيديها الكريمتين ..
أخذته فطيرتي وفي جيبي وضعته وهممت بالخروج إلى الساحة وعند معبر فصل 2/ 1 يناديني صديقي أيمن ..
يا خالد .. يا خالد .. تعال إلى هنا ..
من يناديني ..
أنا يا خالد ..
ومن أنت؟
أنا صديقك أيمن .. أنا هنا .. انظر إلى النافذة ..
أها .. ولم أنت هنا يا أخي ..
ادخل مع الباب الخلفي .. وسأخبرك ..
وهل المدير يسمح لك بذلك ..
نعم .. فنحن جماعة التوعية ومعنا الأستاذ فهد
أستاذ فهد .. !! (بصوت فيه خوف .. )
نعم .. هيا ادخل بسرعة .. وإلا سأخرج عليك وأدخلك رغما عنك ..
لا بل سأدخل أنا ..
أقدم رجل وأخر أخرى ..
أحس أنه ما زالت نظرات الأستاذ فهد تدور حولي ..
خطواتي بطيئة ..
لا أدري هل سأجد أستاذ فهد .. وإذا وجدته ماذا أفعل .. وبدأت الأسئلة تحيط بي والخوف يرتفع لأعلى درجاته ..
اقتربت للباب ..
وعلى خشبة الباب وجدت لوحة كبيرة كتب عليها .. أهلا وسهلا بك في جماعة التوعية الإسلامية ..
وفي أثناء قراءتي لهذه اللوحة .. فتحت الباب بقوة .. وخرج صديقي أيمن وهو يقول: الله حيه .. نورت الجماعة بوجودك ..
تفضل يا خلووووودي .. الغرفة غرفتك ..
لم أرد عليه ولا بكلمة .. ارتبط لساني ببعضه .. وأسناني تتراقص .. وتجمدت بمكاني بعدما رأيت الأستاذ فهد من خلف الباب جالسا يتكلم مع بعض الطلاب ..
ومن غير هدوء كعادة صديقي الملقوف أيمن .. سحبني بقوة وقال تفضل يا أبو خلود ..
تعثرت قدماي بعتبات الغرفة .. وسقطت في وسطها .. بل وأمام الأستاذ: فهد .. وفطيرتي (السندويتش) تناثر .. وعصيرتي تقاطرت .. وبدأت الضحكات .. وكأني مشهد درامي أمامهم .. ماتوا من الضحك .. ومت أنا من الخجل والخوف والربكة .. وجهي امتلأ عرقا .. احمرا واصفرا واخضر ا .. ألوان شتى ..
تداركت نفسي .. ووقفت ألملم أعضائي .. وأجمع شماغي بطاقيتي .. وضعتهما على رأسي .. بعجلة من أمري ..
الثوب مستخ .. والفطور أعدم .. عصيرتي وفطيرتي .. أشلاء على الأرض ..
أحاول أدافع دموعي .. وأمنعها من النزيف هنا .. إلا أنها رفضت وسقطت دمعتين أو ثلاثة ..
جسدي يرتعد .. ويرتجف كثيرا ..
ياه كم أنا في حالة يرثى لها ..
يا للدنيا كلها ..
ليت أمي لم تلدني ..
هدأت قليلا .. وتراجعت أنفاسي ..
وبدأت أسير .. حتى جلست في آخر ما انتهى بي المجلس ..
كم امتلأ قلبي حقدا على هذا الغبي أيمن ..
بدأت أناظر لأيمن الأحمق بنظرات حمراء .. غارقة بالقهر .. والانتقام .. يا له من حقير .. !! كيف يفعل هذا؟؟
تكاد نظراتي تخرق جسده ..
وتخنق أنفاسه ..
وتمزق وجهه ..
قطع تلك النظرات صوت الأستاذ: فهد .. مرحبا بك يا أيمن بيننا .. التفت بسرعة وقلت بصوت خافت جدا: مر .. حبا .. حبا .. مرمر .. مرحبا بك يا أستاذي ..
قام أحدهم وقدم ليـ ......
تابعونا .. فالرواية طويلة .. !!
قناة الفيل الفضائية .. !!
دمتم بخير ..
نتابع إن شاء الله
¥