السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكل من ساهم في إخراج هذه بهذه الصورة الراقية حوارا والغزيرة فائدة
شكرا للشاعر: الباز
شكرا للشاعر:محمد الجهالين
فقد أمتعانا أدبا جما , وأغدقا علينا فهما وعلما
أستاذنا: الباز
أيها الشاعر الفذ: أجدت إحكام البناء قافية ووزنا , وأحسنت اختيار لبناته لفظا ومعنى
أعذروني يا صحابي فَحَياتي في اضطراب موجةٌ تعْلُو .. و أخرىحطَّمَتْ فُلْكِي و بابي
ربط معنوي جميل , وزاده حسنا أن جاء دون تكلف واضح , تلقائية تحسب للشاعر لا عليه , فهي دليل الموهبة الشعرية ,
وإن قصده الشاعر فعدم التكلف يحسب له
كلاهما له
سنقتبس ونلون مرة أخرى:
موجةٌ تعْلُو .. و أخرىحطَّمَتْ فُلْكِي و بابي
فاجأت أذهاننا وقطعت على خيالنا توقعه عندما قلت " حطمت "
وفاجأتنا أكثر عندما قلت " بابي" فلم تقطع علينا خيالنا فحسب بل انتقلت به مباشرة قبل أن يكمل رحلته
أفكارت تعددت , ومعان تنافرت
وكل ذاك بسبب:أخرى
كلُّ أحلامي اسْتَحَالتْ و غَدَتْ مِثْلَ السّراب
الانطباع الأولي - وآه منه كم يخون - أنك أردت باستحالت تحوَلت
فجعلت أقول في نفسي:
هذا الرجل يخيط ثم يفتق
وعندما قرأت البيت ثانية رأيت أنه يمكننا أن نقول استحال بمعنى:
صار مستحيلا أي غير ممكن
فاكتشفت أن الرقعة المفتوقة هي في عقلي ( ops
فالمعنى مرتبط: صارت مستحيلة وغدت مثل السراب , فلو جعلني شاعرنا أقول:صارت مستحيلة فغدت سرابا
أداة التشبيه تأخذ حصة من الصفة المشتركة , فتنقص الصفة في المشبه
حيثُ كانت زهرَةُ الدُّنْيَا لإرضائي تُحابِي
برغيد العيش صافٍ و نعيمٍ مُسْتَطَابِ
أرى فيها النصب على الحالية , فهي - إن جاز لنا تعليق الجار والمجرور "برغيد" بالفعل إرضائي - فهي حال تعود على "رغيد "
فإن وفقني الله وأصبت , وجب عليك إثبات الياء "صافيا" وأعانك الله على الوزن لو لم ترد إلا لفظة صافيا سفيرا لمعناك
حيث كانت كلُّ شمسٍ من حِسانٍ و كِعابِ
تَرْتَجِي وَصْلِي و تسعى لِرِضائِي واصْطِحَابي ماذا سيقول عنك نقاد الاتجاه النفسي؟ * ولو قالوا ما قالوه وحللوا ما حللوه
فكلامهم مردود , ورأيهم مفنود - أعانني الله على أبي الحسن:) لو رأى مفنودا , إذن لأصبح اشتقاقي في وجههي مردودا: p -
فليس من حق كائن من كان ولا كائن ما كان , أن يحصر الدوافع التي تدعو الشاعر إلى اختيار ما يقول
آراؤهم مجرد أمثلة مبنية على ظواهر شعرية تخص القصيدة أو ظواهر نفسية تخص شخصية الشاعر ثم جردوها وقاسوا عليها
أقول أنني وجدت في تصريحك ظرفا ولوقعه في نفسي ارتياحا
مِنْ حَوالي ثُمْنِ قرنٍ تشتكي نفسي غيابي
الشاعر الذي يحسن ترجمة شعوره فهو مجيد , والأكثر إجادة منه من تشعر أنه لم يترجم عندما حاول ترجمة مشاعره الإمشاعرك , ومشاعر أغلب الناس
فمن منا لم يسأل يوما: أين نفسي؟
ولا يؤخذ عليه اتخاذه فكرته من شعور معروف لدى الكل **
إنما الفيصل في طريقة إخراج المعنى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أحد المذاهب النقدية التي ترى أن دور التركيب النفسي لشخصية الكاتب أو الشاعر يظهر في عمله الأدبي , واعتبروه من عناصر العمل الأدبي
وهذا المذهب كالبهارات إن زادت فسد الأكل
**وجدت مقالا اتهم أحد المحدثين المتنبي بقصور الخيال وعدم الابتكار واعتبر كل ما قاله من حكم معروف لدى الكل نتيجة لتراكم الخبرات ومضى في تحليل شخصية المتنبي إلى أن كاد أن يجعل منه طبيبا نفسيا , ونسي أن الكل ردد أشعاره وما زال الكل يرددها , فلو لم يكن المتنبي سحره في شعره , له نكهته الخاصة مهما كانت فكرته , أكانت مبتكرة أم مكتسبة ومهما توارث البشر الخبرات سيظل المتنبي أفضل من وصف وصور وعبر وابتكر , فأدهش العميان أدبا وأسمع الصم بلاغة
هو الذي قال: ذو االعقل يشقى في النعيم بعقله = وأخو الهاة في الشقاوة ينعم
ولو اجتمع أهل تجريد الشاعر من فضله لقول نفس المعنى الذي توارثه كل البشر وقاله المتنبي في هذا البيت , لما استطاعوا قوله في صفحات
ـ[الباز]ــــــــ[25 - 02 - 2009, 09:28 م]ـ
حَوالي ثُمْنِ قرنٍ و أنا تحتَ العذاب
مِنْ حَوالي ثُمْنِ قرنٍ وَأنا خلْفَ الحجاب
مِنْ حَوالي ثُمْنِ قرنٍ تشتكي نفسي غيابي
لله ِ درك تُتحفني دائماً بقصائدك
التي تُذكرني بالمُجلدات القديمة
¥