تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تنهار أجزاء كبيرة من النفق ويقصف المنزل المدمر مرة أخرى مما يؤدي إلى إصابة أبي محمد إصابات بالغة الخطورة بعد انهيار أجزاء المنزل فوق رأسه ويدخل في غيبوبة ...

يصبح النفق مظلماً جداً ...

يشعل أبو حمزة مصباحاً صغيراً بواسطة "البطاريات" الكهربائية المتاحة لديهم ..

http://www12.0zz0.com/2009/03/24/22/250754009.jpg (http://www.0zz0.com)

يقوم المجاهدان أبو حمزة وعمار بسحب أخيهم أبي محمد برفق إلى داخل ما تبقى من النفق بعد الانهيارات المتتابعة ... وقد ملئ الجزء المتبقي من النفق بالدخان الكثيف الذي كاد أن يودي بحياتهم جميعاً ...

عمار يحزن حزناً شديداً بسبب إصابة رفيق دربه ومعلمه أبي محمد ..

عمار:" يجب أن نفعل شيئاً ... هل سنتركه هكذا حتى توافيه المنية؟ "

أبو حمزة:" أرجو أن تكون رابط الجأش، فجميعنا معرضون لمثل ذلك"

عمار:" لا أستطيع رؤيته على هذه الحال دون أن أحزن "

أبو حمزة:" ماذا كنت ستفعل لو كان قد استشهد؟ "

عمار:" الشهادة أفضل من هذا الوضع الذي هو عليه الآن "

أبو حمزة:" وهل تعتقد أننا أفضل حالاً منه .. هل تعتقد أننا سننجو من هذه الورطة ... لقد سجنا في حفرة صغيرة مظلمة، ولا نعرف مصيرنا، هل سنستشهد أم هل سنموت جوعاً أو اختناقاً!! "

يتابع المجاهدان اعتناءهما برفيقهما أبي محمد وهو بين الحياة والموت ..

عمار يهمس في أذن أبي حمزة:" أبا حمزة أبا حمزة، لقد فتح عينيه ونظر إلي وابتسم ونطق بالشهادتين ثم أغمض عينيه ثانيةً"

أبو حمزة ينظر لأبي محمد فيوقن أنه قد استشهد، يضع أذنه على صدره ويحاول أن يسمع أنفاسه ...

أبو حمزة:" رحمك الله يا أبا محمد "

عمار: "هل استشهد أبو محمد؟؟ "

أبو حمزة: "نعم لقد أنعم الله عليه بالشهادة "

عمار:" الحمد لله الحمد لله الذي من عليه بالشهادة وأراحه ورحمه مما كان فيه "

عمار:" سأنتقم له بإذن الله، أخي أبا حمزة أريدك أن تعلمني كيف أستعمل بندقية القنص"

أبو حمزة:" سأعلمك إن شاء الله، لكن أولاً علينا أن نبحث عن وسيلة لفتح فوهة على الأقل تطل على الخارج"

ويعمل المجاهدان أبو حمزة وعمار على إيجاد وسيلة لعمل فتحة إلى الخارج، ويظلان على هذه الحال حتى يجدا فوهة صغيرة جداً لا تكاد ترى بالعين المجردة، فيدركا أنها منطقة ضعيفة، فيجدا في توسيعها مدة طويلة حتى تصبح مناسبة للرؤية خارج النفق.

عمار:"هيا أخي أبا حمزة، أريد التعلم الآن، وفوراً، على القنص، وبعد ذلك أرجو أن تعلمني كيفية استخدام "البي 29" فلا ندري ما الذي سيحدث"

أبو حمزة:" نعم فقد أستشهد أنا أيضاً، هذا صحيح"

عمار:" وقد أستشهد قبلك أخي أبا حمزة، لا نعلم من سينال الشهادة أولاً"

أبو حمزة:" نعم هذا صحيح، سأعلمك كل ما تريد لكن علينا أن نقوم بواجب الشهيد أبي محمد رحمه الله أولاً "

عمار:" نعم أخي أبا حمزة لم يفتني هذا "

ثم يقوم المجاهدان أبو حمزة وعمار بالصلاة على الشهيد ودفنه في أحد القبرين اللذين أعدا لهذا الأمر ..

http://www12.0zz0.com/2009/03/24/22/763944593.jpg (http://www.0zz0.com)

أبو حمزة مداعباً:" لم تبق إلا حفرة، ترى من الذي سيفوز بها"

عمار مبتسماً:" فلنجرِ قرعة "

أبو حمزة: "هيا هيا لا يوجد وقت للنقاش، لقد توقف القصف، تعال معي لأعلمك القنص"

أبو حمزة يحمل بندقية القنص:" هذه البندقية كما ترى مزودة بمنظار للتقريب، وبما أننا سنستخدمها من مكان مكشوف وبعيد عن العمران سيكون من السهل التعرف إلى مكان إطلاق النار، لذلك فقد زودت أيضاً بكاتم للصوت ... هذا هو كاتم الصوت في مقدمة البندقية كما ترى، تستطيع تركيبه وإزالته ... هكذا"

أبو حمزة يدرب عماراً على البندقية قبل عودة الجيش الصهيوني للتقدم مجدداً ..

عمار يتعلم بسرعة ويثبت قدرته بجدارة وذلك بقنص بعض أغصان الأشجار البعيدة وإسقاطها على الأرض ..

http://www12.0zz0.com/2009/03/24/22/627394830.jpg (http://www.0zz0.com)

بعد أن يطمئن أبو حمزة على قدرة عمار على القنص جيداً .. يبدأ بتعليمه شفوياً على مضاد الدروع (بي29)، وذلك لأسباب عديدة منها: إن المنطقة مكشوفة وقريبة من الحدود وذلك قد يؤدي لكشفهما، القذائف معدودة وقليلة بسبب عزلتهم، كما أن القاذف يستخدم لمرة واحدة ...

أبو حمزة:" اُنظر ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير