تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما رأيك في أمات فؤادي؟ أليست جوابا لجملة جثا؟ فلو قلت فمات لكان أوضح في بيان أن موت فؤادك كان نتيجة جثيان الحزن على صدرك

إن اتفقنا هنا فيبقى أن نبحث عن شيء غير الموت كالاختناق؟

عندما نظمتها كنت أقول في نفسي (هذا الحزن كسا وجهي بلون سواد – هذا الحزن جثا على صدري فأثقله – هذا الحزن أمات قلبي) فكأني أعدد ما فعله الحزن بي (هكذا جاءت):)

أما تغيير الموت بالاختناق فالموت (بنظري) أبلغ، فليس المقصود بالموت هو فقد الحياة والانتقال من عالم الدنيا إلى ظلمة القبر لا، ألم يقل الأول:

فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى= قتيلك. قالت: أيهم؟ فهم كثر

فكيف يكون قتيلا وهو يحدثها؟!! هذه مثلها

قلت:

نعود للشطر الأول: سواد الوجه مكروه فهو - من منظور الدين - وصف للكفار يوم القيامة

ومن منظور عاداتنا وتقاليدنا فإن من أقبح الشتم أن تصف رجلا بسواد الوجه

أتفقك معك في هذا يا أستاذي الفاضل لو أني تركت اللفظة عامة

فلقد تعمد أن أبدأ القصيدة بجملة اسمية (حزن ٌ كسا) حتى أبعد عن الأذهان أفكارًا أخرى، أي أن هذا السواد الذي يعلو المحيا ليس إلا نتيجة للحزن وليس بسبب عمل رديء قمت به!: d ( فبيض الله وجهي ووجهك:))

ثم إن السواد هو لون الحزن لهذا يعد لون الحداد في كثير من ثقافات العالم

قلت:

وما رأيك في ارتداء ثوب حداد بالفرح؟ نقيضان

وهذا ما أردته

تخيل معي يا أستاذي عندما لا تغير أيام الفرح (كالأعياد مثلا) شيئا فيك!

فتبقى تلك الثياب السوداء عليك حتى في يوم من المفروض أن تفرح فيه!

هل هناك حزن أعظم من هذا؟!

قلت:

وَعَرَفتُ كُلَّ الهَمِّ لا بَل ذُقتُهُ

فَكَأنَّ جِسمِي لِلهُمُومِ يُنَادِي

التشبيه بعيد

كما أن لفظة جسم تكررت كثيرا كما لو كان الحزن لا يؤثر إلا على الجسم

فيما يخص لفظة (جسمي) فما رأيك لو جعلناها (روحي) أظن أننا سنتجاوز تلك الملاحظة

أما التشبيه فسأقول رأيي

في نظري أن في هذا البيت إشراقة جميلة وابتعاد عن النمطية في التشبيه (هذا رأيي)

تخيل أني أقف في مكان ٍ عال ٍ فكأني أنا من ينادي بصوت جهوري (أيها الحزن أقبل) فتتجمع الأحزان من كل حدب وصوب إلي!

أو تخيل بأن شخصا ً ينادي بأصوات معينة فتتجمع حوله الأحزان والهموم وكأنها قطعان من إبل ونحوه، تلك زفراتي وآهاتي تخرج من صدري لكنها لا تخفف ما بي بل تزيده!! (هكذا تخيلتها)

قلت:

جِسمٌ ضَعِيفٌ ذَابِلٌ مُتَهَالِكٌ

تَنمُو عَلَى أَطرَافِهِ أَصفَادِي

فكرة مبتكرة

أصفادك أم أصفاد الحزن؟

الأصفاد في يديَّ وتعمدت أن أقول (تنمو) لأن هذه الكلمة موحية بالحياة والتجدد والاستمرار فكأن أصفادي تنمو حول أطرافي وتزيد بازدياد الهم والحزن (علاقة طردية) فالحزن والهم بازدياد

قلت:

وكَأنَّهَا المَاءَ الزُلَالَ لِصَادِي

لا فرق عند العطشان بين الزلال وغيره

فالعطشان لا يريد إلا ما يمكن شربه

لكنه لو خير بين الماء الزلال وغيره فسيختار أيهما؟

إذن فأدمعي كأنها أفضل ما يشربه الهم فيترك كل ماء ويأتي ليرتوي منها

قلت:

عموما من ناحية الوزن كن واثقا أنك تجيده

ولكن عليك أن تتمهل وتتخير الأفكار والألفاظ التي تخدم فكرتك التي كونتها لإيصال مرادك إلى المتلقي

لا أن تختار ما يناسب إكمال البيت ليصبح أكثر ما في ابيت حشوا كـ

ف

َأقَمتَ فِي جَسَدي مَلَكتَ مَدَامِعِي

للهَمِّ لِلأَحزَانِ لِلأَحقَادِ

سأضع هذه النصيحة نصب عيني وسأتذكرها دوما ً فجزاك الله خيرا ً يا أستاذي فقد أفدتني والله

هذه لم أرها إلا الآن:

اقتباس:

حسنا ً سأنتظر الحكم الفصل من أحد أساتذتنا المراقبين

مهمة المراقب الرقابة , الحذف , التعديل ,

ليس بالضرورة أن يكون مجيدا للنقد

هو تواضعكم الجم لكني رأيت في مراقبينا علما كثيرا استفدت منه فأحسنت الظن ولم يخب ظني

وفقك الله يا أستاذي على هذه الفائدة العظيمة

أبو الشمقمق

ـ[أبوالشمقمق]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 03:55 م]ـ

قصيدة جميلة جدا

و تعقيب الأخ بحر الرمل يدل على تمكنه فاستفد منه يا أبا الشمقمق

و ما عرض عليك من تغيير لكلمة الفرح بالبشْر أحسن و الله يوفقك

أهلا وسهلا بأستاذنا القدير

أشكرك يا أستاذي على ردك الطيب وأنا هنا والله لأستفيد من الأستاذ بحر الرمل ومن الأساتذة الفضلاء

وفقك المولى

أبو الشمقمق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير