تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قد وقعنا في هوى المحظور

منيب (بتهكم):

البوم يصرخ في الخرائبْ

بين القلوب سويعةً

بين العقولْ

(فترة صمت يتصفح المخرج فيها أوراقه ويتمعن في وجوههم ويركز نظره على مظفر، رجل ذو بشرة سمراء ولحية خفيفة)

المخرج (لمظفر):

إن في وجهك ما يوحي بشيْ

قسوة فيها صرامهْ

فلتكنْ أنت الخليفة

مظفر (بدهشه):

من أنا حتى أكون 00؟

منيب (للمخرج):

ليس يرضى

أعطه دور الوصيفهْ

المخرج (لمظفر):

لا تجادلني بشىْ

(يعود إلى مدونته يسجل فيها)

مظفر (وقد زم شفته):

فلأكنْ

ما يضيرْ

ربما أحلم أني بالأمانيْ

سيد الساداتْ

أحمل الرايات بيضاً

واذا ِنمتُ وقُمتْ

فلحافي راية الفقر بجوعٍ

أدفأتْني

المخرج (يرفع رأسه عن مدونته):

أهِ منكْ

كُفّ عنكْ ..

(ينظر إلى معين):

في سما وجهك يختال الترفْ

وعلى خديك صبحٌ يلتهبْ

فيك أحلام الشبابْ

وطموحٌ ووثوبْ

فلتكن ابن الخليفهْ

صرتَ منذ الأن مهدي الخلافهْ

(يتلهى المخرج بالتعليق على النص ـ ويضحك معين وينظر إلى جسده ويلتفت لمظفر):

أي شيءٍ غرَّهُ؟

مظفر (بخبث):

الوسامهْ

منيب:

وعلى خدك يا زيد علامهْ

لقمان:

وفؤادٌ كالنعامهْ

معين (ينظر في ثيابه):

وثيابي

منيب:

وثيابكْ

مظفر:

ثم ماذا؟

معين (متبخترا):

وشبابي

لقمان (مستهزئاً):

يخدع المظهر قوماً

معين:

لا تبالغْ

(يلتفت إليهم):

صدقوني إن أردتم

.. أو دعوني

إن في نفسي شقاءْ

(منيب بصوت عال):

يا شقاءْ

افتح الباب لقومي

لقمان (متثائبا وبصوت خفيض):

وقليلاً ما ينامْ

منيب:

رب وجهٍ ضاحكٍ

خلف ليلٍ حالكٍ

مظفر (لمعين):

تدّعي شيئا وتسخر؟

معين:

بل هو الحق وأكثرْ

مظفر:

لا تغالطْ

في نعيم الدهر تحيا

إنما سر شقائكْ

بعض ما تحيا به

(يشمخ برأسه عاليا وينفخ صدره):

ثم لا تنسَ بأني ..

.. أعتلي دور الخليفهْ

أنت ابني

ولك النصح محضتْ

معين (لمظفر):

إن قدراً فوق قدركْ

سوف يدنيك لقبركْ

ثم لو كنت الخليفهْ

قلْ على الدنيا السلام

(ينتهي المخرج من كتابة بعض التعليقات ويرى الشاعر في آخرالمسرح وفوق رأسه عمود من الدخان فيستدير ذاهبا إليه)

المخرج:

ليس للشاعر إلا شاعرٌ من مثلهِ

فلتمثلْ دورَهُ

قطرةً عن ألف قطرهْ

جمرةً عن ألف جمرهْ

الشاعر (وهو ينظر إلى سيجارته في نفسها الأخير):

إن للتمثيل قوماً يتقنونهْ

هُمْ سوايْ

المخرج:

أنت مثَّلت على نفسك حتى صدَّقتكْ

وتلاعبت بأدوار الخليقهْ

(ينظر إلى الشاعر بإصرار)

فلتمثلْ ...

(يستدير ذاهبا ثم يلتفت إليه):

أتمنى لو أراك

ماثلاً تلعب دورَكْ

الشاعر (بينه وبين نفسه):

ماثلاً يكشف زيفي

(يعود المخرج إلى الجماعة في وسط المسرح وينظرالى منيب بجسده العريض وكرشه البارز وطوله الملفت للنظر ويشير بيده):

أنت القائدْ

فلك القدرهْ

أنْ تأمرَ أنْ تصنع خطهْ

(يعتري منيب نوع من الخيلاء ويقف أمامهم بتعالي):

حقا .. حقا

.. فأنا القائدْ

ألقاكم في جسدٍ واحدْ

أقتل فيكم كل شجاعهْ

(يتكئ بذقنه على قبضة يده اليسرى):

أسفي ... لكنْ

(يضع يده على قلبه):

... قل ما أفعل؟

الجماعه (وقد رفعوا أيديهم نحوه):

لا تفعل شيئاً أو تُقتلْ

منيب (بنوع من الأسى):

فنانونَ برسم البيعْ

(يشير إلى بعضهم):

وطواطٌ في وطواطينْ

المجموعة (بصوت واحد):

أمرك فينا نور العين

منيب:

لا أسمع إلا أصواتاً

تذوي في أجفان النورْ

مظفر:

أنت القائدْ

فلكَ القدرهْ

أن تأمر أن تصنع خطه

(يفاجئه):

أن تجلس خلفي كالبطهْ

منيب (لمظفر بحدة):

دوماً تلمزْ

(ينظر إلى جسده بحقد):

ليست لي في جسدي حيلهْ

إن صمتُ تنازعتم صومي

أو نمتُ فأنتم في نومي

أشباحٌ تطرد أشباحا

(بنوع من السذاجة):

أولستُ أقلكمو أكلا؟

مظفر:

لا بل أكثرْ

لقمان:

منهم جهلا

منيب (وكأنه ينظر إلى الباب):

من هم؟

مظفر:

نحنُ

لقمان (ساخرا):

هُمْ .. مَنْ .. نحنُ

منيب:

أهنا أنتمْ؟

بضمير الغائب تحيونْ

مظفر (مبتسما):

الغائب فينا موجودْ

منيب (متلفتا):

أين الطالبُ والمطلوبْ؟

وضمير الغائب مكتومْ

(يهز يده مهددا):

ويلٌ للماضي من يومي

(يمشي مشية الخيلاء ويرفع يديه ويتعالى صوته):

وأنا الحاضرْ

وأنا الحاضرْ

لقمان (يدور حول منيب ويمسح بيده على ظهره وكأنه يعاتب مظفر):

لا تظلمهُ

تعلو الهمهْ

فوق القمهْ

رفقاً ... رفقاً

(ينتشي منيب وينفخ صدره ويفاجئه لقمان):

فضمير الحاضر منفوخْ

منبعجٌ من وسط القامهْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير