تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(ينظر مظفر إلى لقمان وهو غائب عنهم بعقله ويقترب منه)

مظفر:

ماله سيد قومي غافلاً .. ؟ وكأني لست في الدنيا معه

معين:

دعه يبكي سر يوم قد مضى لو ... له القدرة يوما أرجعه

منيب:

وانتفى عن صبيةٍ من خلفه كلهم يسحت مالاً جمّعه

معين (ينفض يديه في وجه لقمان):

ذهب العمر ولاشيء بقي والذي يطلب مجداً ضيّعه

لقمان (بحسرة):

قلت طوبى يا جروحي فارقصي جسدٌ هشٌ ونفسٌ موجعه

(يقوم من مكانه وينظر إليهم بتخاذل):

ويلكمْ فتقتموها ... ويلكمْ ارحموا .. كأس الأماني مترعه

(تدور المجموعة حول لقمان بصوت راقص):

يا جروح القلب قومي وارقصي جرح لقمان سليل النرجس

منيب:

نرجسي يا نرجسي يا نرجسي اضحكي خلف الردى أو فاعبسي

مظفر:

واذا شئتِ فزيدي وانقصي

معين:

واذا شئتِ فقومي واجلسي

المجموعة:

نرجسي يا نرجسي يا نرجسي

لقمان (صارخا فيهم):

أي جرحٍ بعد جرحي يكتسي ..

(يستند إلى المقعد ويدعي المسكنة والخضوع وتنسحب المجموعة إلى مقاعدها عدا منيب الذي يتأمل جسد لقمان ويخرج قطعة قماش من جيبه ويقترب منه بحزن وشفقه):

جرحك النازف ريان العروقْ

فلتكن درعك والسيف أمانهْ

واتخذْ هذا الكفنْ

(يخطفها لقمان ويلفها حول جسده وبلتفت إليهم):

قرّبا قبري ونوحا في المكاتبْ

يالثارات سنيني

كيف غالتها الوظيفهْ

مظفر (مقاطعا):

قرّبا لي شاهد القبر وخطّا

هاهنا قبر مظفّرْ

خارج من رحم الأم غريباً

ما تحضّرْ

معين (يبسط يديه):

يرحم الله مظفّرْ

ما تعلمْ

ضائعٌ بين الفصولْ

لقمان (بحنق):

ينسب الموت لغيري

وهو يعلمْ

منيب (مقاطعا):

هاهنا فصل شتاءٍ ...

(يتجاهل لقمان ويشير إلى مظفر):

... أجلسوه

.. مقعد الثلج ونادوا المعرفهْ

جمّدوها في العروقْ

وارفعوها درجه

مظفر:

لا أحب العلم برداً وسلاما

منيب:

فليكن فصلك (صيفي)

(مشيرا إلى معين):

افتحوا فصلاً جديدا

نصفهُ شمسٌ ونصفٌ ظلها

معين (وكأنه يتفحص أوراق الفصول):

شاغرٌ .. فصل لظى

حرّهُ عذبٌ جميلْ

مظفر:

وله القلب يميلْ

منيب:

أدخلوهُ .. فصلَ .. بَ

من لظى يومٍ عبوسْ

واجعلوا العلم بعقلٍ يحترقْ

والدما تغلي حروفاً وتثورْ

مظفر:

اختصرْ فالعلم مظهرْ

كل علمٍ في الصدورْ

قد تبخّرْ

منيب:

ما تريدْ؟

مظفر (باستعطاف):

امنحوني الورقهْ

جاهلاً فيكم وعند الناس عالمْ

منيب:

ليس فوق العلم مظهرْ

المجموعة:

امنحوه الورقهْ

منيب (وقد أخذته الشفقه):

قد منحتكْ

قم فنادِ في الوظيفهْ

لقمان (يقفز من مكانه):

لا تنادوها ..

.. فتأتيكم عجوزاً ..

.. تتبختر

(كالمستجير):

هارب منها اليكم

هارب منها اليكم

مظفر:

هارب منها اليها

سبع ساعاتٍ بوجهي

كل يومٍ تَتَنظّرْ

لقمان:

سرّ هذا العمل المشؤومُ ...

.. كم يخفي بوجهي

الف وجهٍ يتكررْ

في طريقٍ ...

مظفر (مقاطعا بتقزز):

لا تُذَكرنِّي بهِ .... لا تُذَكرْ

فلَهُ عشرون عاماً ما تغيَّرْ

كلما أغمضت عيني

يفتح الشارع عينَهْ

وإذا بي قاب قوسين وأدنى

لقمان:

كلما فكرتُ أن أمشي ورائي

دفعتني من قفاي

رغبة العيش وأعياني التعبْ

راجعاً عاهدت نفسي كل ليلهْ

ان أُحيِّي

وبلطفٍ

كل ما كان على خدي اليمين

من براميل الزبالهْ

سبعةً ثابتةً ممتلئهْ

وإذا أعياني المشي توقفت لأمشيْ

راجعاً عاهدت برميلين حلاّ

عند باب البيت إذ أدخلُ أرميْ

كل برميلٍ بعينْ

وَ أواريْ جسدي ...

(يقاطعه المخرج وهو مقبل عليهم):

بُحَّ الصوت

وانا أصرخ

قوموا ما أكسلكمْ .. قوموا

(يشير بيده وهو متجه إلى المسرح):

هيَّا .. هيَّا .. فوقْ

(يتجهون إلى خشبة المسرح ويلتفت لقمان إلى مظفر):

ماذا عسانا ننتظرْ؟

مظفر (يهز كتفيه):

ككل يومْ

ينفضّ جمعٌ عن فشلْ

(تتخذ المجموعة وضعا نصف دائري في اتجاه المخرج)

المخرج:

ها هنا نصٌ جديدْ

إقرؤوهْ

ولكلٍ منكمو أن يتخيلْ

ذاته في كل دورْ

(ضاحكا):

في غدٍ أمنحكم دوراً سواهْ

مظفر:

وعلى النسوة أن يقرأن أدوار الرجالْ

منيب:

ولنا أنْ نقرأ الأدوار في وجه النساءْ

المخرج:

التهكمْ

سِمةٌ في غيركمْ

ولكم أدواركمْ

إن أردتم أو أبيتمْ

(ينسحبون من المسرح بهدوء على أمل أن يلتقوا في المساء التالي)

ستار

الفصل الأول

المنظر الثالث

(يجتمعون فوق المسرح من جديد وبين يديهم النص)

المخرج (مبتسما):

اسمحوا لي

سوف أختار لكم أدواركم

وأعريكمْ ...

أعاديكمْ .. لكي تدروا بأني

لست أختار لكم دور العبثْ

مظفر (لمنيب بهمس):

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير