تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

انظر اليهْ (يشير إلى الشاعر)

هوَ ذاك في وهمٍ غريقْ

منيب (وكأنه يفكر):

تنوي على أمرٍ مُريبْ

مظفر (بخبث):

الدورُ دورك والعبثْ

منيب:

تغتال نفسي رِقةٌ

أخشى عليه اللائمهْ

مظفر:

ذات الرضى مُحترقهْ

إنبذْ سمومَ الشفقهْ

منيب:

هو شاعرٌ

مظفر:

الشعر ليس الذل .. لا والمسْكَنهْ

الشعر تجديدُ الدماءِ الآسِنَهْ

منيب (يقلب عينيه):

ما الآسِنَهْ؟

مظفر (بضيق وحدة):

أكثرت في طلب السؤالْ

منيب:

ما كان إلا واحداً

مظفر:

في كل يوم تسألُ

منيب:

بي شغفٌ للأسئلهْ

في جسدي مسترسلهْ

مظفر:

إقرأ لتعرفَ ما يُقالْ

منيب:

تُرهِقُ نفسي المعرفهْ

فلستُ أدري من أنا

ومن أكونْ؟

وأيّ سرٍ أو صِفهْ .. ؟

مظفر (ينظر إليه باستغراب ودهشة):

حيناً أراكَ كما أراكْ

حيناً أراكَ ولا أراكْ

منيب (مستعجلا):

هوَ ذا سؤال في الشفَهْ

مظفر (ضاحكا):

لا .. لا أُطيقْ

دعهُ لسرِ المعرفهْ

(يتضاحكان ويتجهان إلى المكان الذي يجلس فيه الشاعر وقد قررا العبث به ويقفان بحيث يسمع صوتهما)

مظفر (بصوت مرتفع لمنيب):

بالباب شاعرْ

بالباب نايٌ ووترْ

بالباب ينتظر القمرْ

(يلتفت أكثر إلى منيب):

انظر إلى المهديِّ لا أحد معهْ

وينتهي الفعل ونحن أربعهْ

مهدينا وحاجبهْ

بريده وكاتبهْ

منيب:

أربعة بامرأتينْ

لقمان (كالمستدرك):

وغلامهُ

مظفر:

أين تكون الحاشيهْ ... ؟

وزراؤهُ .. أُمراؤهُ؟

الشاعر (متجها بالحديث إليهما والى المجموعة):

لا .. لا تسيئوا مقصدي

مالي وللوزراء والحشم

إني إلى أمرٍ سعيتْ

وليس فيكم من فهمْ

لقمان:

حتى علينا يكذبُ

منيب (ينظر في ساعته):

يكذب الشاعر عند السابعهْ

لقمان:

ويوالي كذِباً في الثامنهْ

مظفر:

لو تدور العقاربْ ساعةً بعد ساعهْ

فهو في الناس كاذبْ لا تجوز الشفاعهْ

منيب:

فليعترفْ

فليعترفْ

الشاعر:

بمَ .. بمَ؟

منيب:

بأيِّ شيءْ

(يلتفت إلى لقمان):

أتظنه ثوباً (يُفَصِّلهُ) كما يهوى؟

لقمان:

ثوباً (يفصّله) ويلبس غيرَهُ؟

منيب:

شاعرٌ ليس يدري ربْحَهُ والخسارهْ

كلما ازداد ذلاً أغرق المالُ دارهْ

الشاعر:

لا أطلب المجد من قومٍ تجارتهم الهمُ والغمُ والافلاسُ والنكدُ

حتى الأمانيّ صرعى في مجالسهم أكفانها الحقد والبغضاء والحسدُ

مظفر:

مِتُ غيظاً

(يلتفت إلى منيب وهو يشير إلى الشاعر):

قُمْ فكفِّنْهُ وصَلِّ واقترحْ دوراً يُسلِّيْ

(يقرر مظفر قلب الطاولة على الشاعر وزيادة جرعة العبث ويغمز لمنيب .. يقوم منيب بالبحث تحت الوسائد وأسفل الكراسي).

مظفر (بتغابٍ):

عن أي شيءٍ تبحثُ؟

منيب:

عن مُخْرِجٍ ضيَّعْتُهُ

(يدخل يده في جيوبه):

إن الجيوب مُشققهْ

(تنظر إليه المجموعة ببلاهة وهو يذرع ارض المسرح بيده).

منيب:

يا دولة سدَّتْ جبين الشمسْ

هاأنتِ بين أصابعي

(ينظر إلى أصابعه):

مضغوطة وموجعهْ

(يرمي بأصابعه في اتجاه المسرح):

كوني هنا

في مسرحٍ مهدمٍ

أربعةٍ في عشرةٍ

أمتاره مرقّعهْ

(ينظر إليهم بجنون):

أتعجبونْ .. !!

من دولةٍ مضغوطةٍ 00؟

وتنكرونَ

.. المخرج فيها ينضغطْ00؟

(يتلفت حوله ويصيح):

أضَعْتُهُ يا ويْلَهُ

(سليمى بابتسامة العجب):

رأيتُهُ حينَ خرَجْ في خفةٍ وعَجَلَهْ

(ينظر إليها مظفر بخبث وكأنه يسألها عن سر الاهتمام ويتغير لونها وترتبك)

مظفر (يصفق بيديه ويرقص):

ذهبَ المخرج عنّا ليتهُ ما كان مِنّا

اسألوا عنه سليمى فهي أدرى بالمُعَنَّى

(تجاريه المجموعة في الرقص وتنظر سليمى إليهم بغضب وتنظر إلى الشاعر بنوع من العتاب وتخرج وتستمر المجموعة):

منيب:

اسألوها واسألوني حيثما كانت وكنّا

الشاعر:

لا تسيئوا الظن فيها أحسنوا بالناس ظنَّا

معين:

أحسنوا قد ذابَ وجداً وارتوى شكاً وأنَّ

منيب:

قلبه في راحتيهِ والخُطا من خلفهنَّ

الشاعر:

لا أراني بين إنسٍ جُنَّ من عاشرَ جِنَّا

(ينظر منيب إلى مظفر ويضحك ويشتعل رقصا ويضرب الأرض بقدميه):

منيب:

أَسْمِعوني اللحنَ عذباً راقصاً فيَّ تثنَّى

أسْمِعوني .... أسْمِعوني جُنَّ جُنَّ .... جُنَّ جُنَّ

(يكرر البيت وتدور المجموعة على الشاعر في شكل حلقة راقصة):

زاد في الحب قتيلٌ دمهُ حلٌّ لهُنَّ

ارحموهُ ليس يقوى صرَّح الحبُ وغنَّى

(يخرج الشاعر غاضبا وتلاحقه أصوات المجموعة):

قد تجنينا فعذراً ليس كالحب تجنَّى

عُدْ إلينا نحن نهوى قد تمنينا وأنَّى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير