تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عمامة المنصور نِعْمَ المنزِلهْ

تكون لي .. وتكون لهْ

(يرميها على منيب فيتفحصها):

عمامة تطوي العصورْ

(يدخل اصبعه في أحد الثقوب):

قديمة مهلهَلَهْ

المخرج:

عليهِ أنْ يرضى بها

طويلةً ...

قصيرةً ...

قديمةً ...

جديدهْ

مظفر (لمنيب):

وقصة مخلخلةْ

عليك أن ترضى بها

المجموعة:

طويلةً ...

قصيرةً ...

قديمةً ...

جديدهْ

مظفر:

لاشيءَ في مسرحنا هذا جديدْ

لقمان:

أفكارنا ..

منيب:

قلوبنا ..

معين:

وجوهنا ..

(يحاول مظفر وهو يخلع البردة أن يستفز المخرج وهو ينظر إلى لقمان):

وإن في البردةِ ضيقاً كلما عالجتها

تَفَتَّقَتْ

المخرج:

طالبتكم أنْ تدفعوا

لكنكم لم تسمعوا

فكيف لي أنْ أشتريْ؟

فلتدفعوا كي تلبسوا

منيب:

فلتلبسوا كي تدفعوا

المخرج:

كلما طالبتكم ماطلتموني

من يريد المجد يدفع ثمنَهْ

مظفر (وهو ينظرالى المخرج بتبرم):

أنْحَفَني غيظي فبردي يتسعْ

عمامتي خفَّت ورأسي يرتفعْ

(يلتفت إلى المجموعة):

أعطيته الفينَ الفاً قبلَ أمسْ

المخرج (بسخرية):

أعطيتها لمنْ مَلَكْ

وليس يرضى بالقليلْ

منيب (بتحسر):

يا مسرحا فينا هلك

معين:

كبيرةٌ أحلامنا

مظفر:

وقليلةٌ أموالنا

المخرج:

أُذيع سراً قد كَتَمتْ

هدَّدني .. بهدمِ يوماً ما بَنَيْتْ

يريدها بقالةً ومجزرهْ

مظفر:

ومشغلاً لنسوةٍ

منيب:

ومعصرهْ

ومنجرهْ

(يرفع يديه في حركة المشدوه):

تَرَهْ .. تَرَهْ .. تَرَهْ .. تَرَهْ

(ويبدأ الشاعر هو الآخر يضرب على الطاولة بحركة هستيرية ويتغنى):

تِرِمْ تِرِمْ تِرِمْ تَِرَه

العصر عصرالثرْثرهْ

اشرب حليبَ البقرهْ

«بالفتح قولٌ يُفهَمُ

والكسر قولٌ مؤلمُ

والضم أرضٌ تبرمُ

في شدة التصلّبِ» *

تِرِمْ تِرِمْ تِرِمْ تَرَهْ

(يخرج الشاعر راكضا من باب المسرح ويبدأ صوته في الخفوت وتعتري الممثلين فترة اندهاش وصمت).

المخرج:

لا تيأسوا

يعود من حيث بدا

مظفر:

تقاربت أبياتُهُ

المخرج:

تقاربٌ فيه الجنونْ

(يلتفت إليهم):

لم يبق إلا مشهدٌ

يعتز فيه شاعرٌ

وينتهي دور الهزلْ

فلا حديث بعدهُ

أمامكم جمهوركم

وخلفكم

سياط نقدٍ حانيهْ

تخلق منكم أنْفُسَاً

أنذرتكم فلا ....

(يقطع صوته سماع جرارة تهدر خلف المبنى ويستمع إليها بذهول، ويقبل الشاعر صارخا من الفرح وفي يده رزمة من النقود، وفي اليد الأخرى ورقة ويخاطبهم راكضا باتجاههم):

ألا ابشروا

ألا ابشروا

(يرمي بالنقود في وجوههم):

فرجٌ ... فرَجْ

المال سيدنا المطاعْ

عشرون ألف ...

خمسون ألف ...

ستون ألف ...

لا بل مئهْ ...

(يحثوها ويقذفها في وجوههم من جديد .... وينظر إليه المخرج والورقة في يده لا تسقط وبسؤال فيه حدة وسخرية):

ما في اليمنى؟

الشاعر (يرفع يده):

هذيْ ... ؟

(ينظر اليها)

لاشيْ

(مظفر الذي لا يبرح مكانه وهو ينظر إلى يد الشاعر):

يبدو شيءٌ00 عنّي يخفى

(يلتقط منيب ورقة نقدية من الأرض وينظر إليها):

يخفى عنّي شيءٌ00 يبدو

(مظفر للشاعر وهو يشير إلى المقاعد الخالية من الجمهور):

النهر نهر الخائفينْ

ألق الصحيفة وازدجرْ

(يلتفت الشاعر إلى المقاعد ينظراليها بشغف ويخطف المخرج الورقة من يده)

الشاعر:

الهدمُ .. الهدمْ

المالك يعطي .. كي يهدمْ

أن نبني عشرينَ بخمسهْ

(ينظر إلي يده في جنون وفرح وتتعلق عيناه بأصابعه):

أنْ نبنيْ تسعينَ بخمسهْ

الآن سآكل

حتى التخمهْ

حتى النقمهْ

هاهٍ ..

... هاه

حتى النقمهْ

(يدور مظفر حول الشاعر في حركة هستيرية وهو يصرخ فيه):

عمرو بن هند في الطريقْ والموت خلفكَ ينتظرْ

قد قلتُ ما صدّقتني ألق الصحيفة وازدجرْ

(يتلفت الشاعر في كل اتجاه وصوت الجرار يضرب جدار المسرح ويهرول من الجنون خارجا تاركا النقود):

سجائري ...

... بلا ديونْ

حتى أنا ...

... بلا ديونْ

حُريتي ...

... حُريتيْ

الهدمُ

.... هدمْ

الهدمُ

.... هدمْ

(يخرج الممثلون من المسرح بصمت ويسقط المخرج على مقعده مغشيا عليه ويستمر الهدم)

ستار

الختام

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير