سادسا: أما فيما ذكرته من أن كلمة (البثارين) هي بلغة قومك تعني الاولاد ... الى آخر ماذكرت.
فاقول:أنعم وأكرم بك وبقوم أنت منهم.ألاياسنابرق على طلل الحمى ... لهنك من برق علي كريم
مع أنه لامزيد على ماذكرت ـ رعاك الله ـ لكن من باب المشاركة أقول: وأقعد قاعدة لم أبتدعها، ذكرها أهل العلم المستطيل من أرباب اللغة:وهي أنه اذا كان هناك كلمتين أو أكثر تشترك في حرفين. فلابد أن يكون هناك معنا مشترك بينهما، ومثال ذلك: مادة ـ هرس وفرس ـ اذا فتشت في هذا الباب وجدت أن كل الكلمات المشتقة من هذه المادة تدور على معان متقاربه وتشترك في معنا واحد وهوالدق، فالهريسه لأنها تدق ولا تكون هريسة الا بذلك، والفرس والفارس لدقه الارض وهذالدقه الاعناق، والفريسه لأن عنقها يندق ... ومثلها: أن كل لفظ صارت فاؤه فاء وعينه قافا، فإنه يدل على فتح وشق، كفقه، وفقأ، وفقع،وفقس، وفقع ... وهكذا وهي قاعدة لسانية عزيزة تفتح لك بابا واسعا من العلم في اللغة وأسرارها.
اذا علم هذا فإن هناك ثلاث كلمات ـ بثر، وبذر، وبزرـ إذا نظرت اليها من خلال هذه القاعدة وجدت أن الكلمات المشتقة منها لها معناتدور حوله وهو التكاثر، وذلك يكون عن التوالد الذي هو التناسل، وهو مانريد.
ثم أن هذه الاحرف الثلاثة (ث، ز، ذ) من الأحرف التي يطرأ عليها الإبدال *والمعاقبه ـ كخبن، وكبن، وغبن ـ بمعنا، فهي من حروف النظائر التي تتعاور في الكلام، على خلاف يطول بين علماء اللغة في ذلك يصعب مناقشة في هذا الموضع وربما جر الحديث الى باب الفروق *وغيره من ابواب اللغة، وهي ابواب من العلم يصعب الاحاطة بها. *
فتكون هذه الكلمة ـ بثارين ـ صحيحة الاستعمال في الدلالة على الاولاد (مع أنها خصت على لسان قومك ـ اعزهم الله ـ بالابناء دون البنات، لكن هذا عرف حادث وقع بعد زمن الاستشهاد)؟ * أما أن يقال بفصاحتا فهذا عزيز، اذ من شروط الفصاحة كثرة الدوران، مع انها ليست مما نزل في القرآن أوسمعت في قديم الزمان. عن مضر أوعدنان.
ورحم الله ابن فارس فقد كانت تواجهه في مقاييسه احيانا كلمات يشق عليه مصدر اشتقاقها فيقول: ربما تمحلنا للكلمة حتى نلحقها باقرب باب لها. أو نحو هذه العباره،فربما كان هذا منا والله يغفر لنا.
هذا وأرجو أن يشفع كبير مالكم عندي زلل ماأكون قد وقعت فيه. والله أعلم
الحواشي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*تقول العرب ذلك للقصيدة اذا اعجبت بها ذكر ذلك ابن خالويه رحمه الله.
*هناك كتاب بهذا الاسم للثعالبي رحمه الله، مطبوع
*للمزيد ينظر الصاحبي لأبن فارس رحمه الله، والابدال للزجاجي رحمه الله.
*للمزيد ينظر الفروق للعسكري رحمه الله
*للمزيد ينظر المزهر للسيوطي، والبلغة للقنوجي رحمهما الله
*كان هذا من باب الترويح (التحميض)