ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Jan 2004, 10:47 ص]ـ
شكر الله لك أخي عبدالرحمن على هذه المشاركة القيمة
وتعليقاً عليها أقول: ليكن منهج المتعلم والقارئ حول هذه القضية:
نوع قراءاتك في مختلف فروع العلم والمعرفة لتلم بأساسيات كل علم والأمور الهامة فيه، ولكي لا تكره علما لأنك تجهله، والإنسان عدو ما جهل كما قال الشاعر:
تفنن و خذ من كل علم، فإنما * * * يفوق امرؤ في كل فن له علم
فأنت عدو للذي أنت جاهل * * * به، ولعلم أنت تتقنه سلم
ثم ركز على تخصص معين تميل أليه أكثر لتتزود منه بعلم أكبر، فتكون ثقافتك أوسع بالاطلاع على مختلف العلوم ويكون تخصصك في علم بعينه أكثر من غيره سبيلا إلى الإحاطة بمعظم جوانب هذا العلم دون أن تترك مطالعاتك للعلوم الأخرى و الأخذ من كل منها بطرف.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Jan 2004, 01:55 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التعليق، ونفع به ....
والقصة مذكورة في المنتظم لابن الجوزي 9/ 172
ووفيات الأعلام لابن خلكان 2/ 432
ـ[الموحد 2]ــــــــ[28 Jan 2004, 03:02 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Jan 2004, 08:17 م]ـ
وجدت كتابي وهذا ما أردت نقله عن ابن الجوزي رحمه الله _ صيد الخاطر 159_:
فصل التخطيط لتحصيل العلوم النافعة
رأيت الشره في تحصيل الأشياء يفوت الشره عليه مقصوده.
وقد رأينا من كان شرهاً في جمع المال فحصل له الكثير منه وهو مع ذلك حريص على الازدياد.
ولو فهم علم أن المراد من المال إنفاقه في العمر فإذا أنفق العمر في تحصيله فات المقصودان وكم رأينا من جمع المال ولم يتمتع به فأبقاه لغيره وأفنى نفسه كما قال الشاعر: كدودة القز ما تبنيه يهدمها وغيرها بالذي تبنيه ينتفع وكذلك رأينا خلقاً يحرصون على جمع الكتب فينفقون أعمارهم في كتابتها وكدأب أهل الحديث ينفقون الأعمار في النسخ والسماع إلى آخر العمر ثم ينقسمون.
فمنهم من يتشاغل بالحديث وعلمه وتصحيحه ولعله لا يفهم جواب حادثة ولعل عنده للحديث - أسلم سالما الله - مائة طريق.
وقد حكي لي عن بعض أصحاب الحديث أنه سمع جزء بن عرفة عن مائة شيخ وكان عنده سبعون نسخة.
ومنهم من يجمع الكتب ويسمعها ولا يدري ما فيها من صحة حديثها ولا من فهم معناها فتراه يقول الكتاب الفلاني سماعي وعندي له نسخة والكتاب الفلاني والفلاني فلا يعرف علم ما عنده من حيث فهم صحيحه من سقيمه.
وقد صده اشتغاله بذلك عن المهم من العلم فهم كما قال الحطيئة: زوامل للأخبار لا علم عندها بمثقلها إلاّ كعلم الأباعر لعمرك ما يدري البعير إذا غدا بأوساقه أوراح في الغرائر ثم ترى منهم من يتصدر بإتقانه للرواية وحدها فيمد يده إلى ما ليس من شغله فإن أفتى أخطأ وإن تكلم في الأصول خلط.
ولولا أني لا أحب ذكر الناس لذكرت من أخبار كبار علمائهم وما خلطوا ما يعتبر به ولكنه لا يخفى على المحقق حالهم.
فإن قال قائل: أليس في الحديث منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا.
قلت: أما العالم فلا أقول له اشبع من العلم والا اقتصر على بعضه.
بل أقول له: قدم المهم فإن العاقل من قدر عمره وعمل بمقتضاه وإن كان لا سبيل إلى العلم بمقدار العمر غير أنه يبني على الأغلب.
فإن وصل فقد أعد لكل مرحلة زاداً وإن مات قبل الوصول فنيته تسلك به.
فإذا علم العاقل أن العمر قصير وأن العلم كثير فقبيح بالعاقل الطالب لكماله الفضائل أن يتشاغل مثلاً بسماع الحديث ونسخه ليحصل كل طريق وكل رواية وكل غريب.
وهذا لا يفرغ من مقصوده منه في خمسين سنة خصوصاً إن تشاغل بالنسخ.
ثم لا يحفظ القرآن.
أو يتشاغل بعلوم القرآن ولا يعرف الحديث.
فإن قال قائل: فدبر لي ما تختار لنفسك.
فأقول: ذو الهمة لا يخفي من زمان الصبا.
كما قل سفيان بن عيينة: قال لي أبي - وقد بغت خمس عشرة سنة - إنه قد انقضت عنك شرائع الصبا فاتبع الخير تكن من أهله فجعلت وصية أبي قبلة أميل إليها ولا أميل عنها.
كما قال سفيان بن عيينة: قال لي أبي - وقد بلغت خمس عشرة سنة - إنه قد انقضت عنك شرائع الصبا فاتبع الخير تكن من أهله فجعلت وصية أبي قبلة أميل إليها ولا أميل عنها.
ثم قبل شروعي في الجواب أقول: ينبغي لمن له أنفة أن يأنف من التقصير الممكن دفعه عن النفس.
¥