تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلو كانت النبوة مثلاً تأتي بكسب لم يجز له أن يقنع بالولاية.

أو تصور أن يكون مثلاً خليفة لم يحسن به أن يقتنع بإمارة.

ولو صح له أن يكون ملكاً لم يرض أن يكون بشراً.

والمقصود أن ينتهي بالنفس إلى كمالها الممكن لها في العلم والعمل.

وقد علم قصر العمر وكثرة العلم فيبتدىء بالقرآن وحفظه وينظر في تفسيره نظراً متوسطاً لا يخفى عليه بذلك منه شيء.

وإن صح له قراءة القراءات السبعة وأشياء من النحو وكتب اللغة وابتدأ بأصول الحديث من حيث النقل كالصحاح والمسانيد والسنن ومن حيث عليم الحديث كمعرفة الضعفاء والأسماء فلينظر في أصول ذلك.

وقد رتبت العلماء من ذلك ما يستغني به الطالب عن التعب.

ولينظر في التواريخ ليعرف ما لا يستغني عنه كنسب الرسول صلى الله عليه وسلم وأقاربه وأزواجه وما جرى له.

ثم ليقبل على الفقه فلينظر في المذهب والخلاف وليكن اعتماده على مسائل الخلاف فلينظر في المسألة وما تحتوي عليه فيطلبه من مظانه كتفسير آية وحديث وكلمة لغة.

ويتشاغل بأصول الفقه وبالفرائض وليعلم أن الفقه عليه مدار العلوم.

ويكفيه من النظر في الأصول ما يستدل به على وجود الصانع فإذا أثبته بالدليل وعرف ما يجوز عليه مما لا يجوز وأثبت إرسال الرسل وعلم وجوب القبول منهم فقد احتوى على المقصود من علم الأصول.

فإن اتسع الزمان للتزيد من العلم فليكن من الفقه فإنه الأنفع.

ومهما فسح له في المهل فأمكنه تصنيف في علم فإنه يخلف بذلك خلفه خلفاً صالحاً.

ثم يعلم أن الدنيا معبرة فيلتفت إلى فهم معاملة الله عز وجل فإن مجموع ما حصله من العلم يدله عليه.

فإذا تعرض لتحقيق معرفته ووقف على باب معاملته فقل أن يقف صادقاً إلا ويجذب إلى مقام الولاية.

ومن أريد وفق.

وإن الله عز وجل أقواماً يتولى تربيتهم ويبعث إليهم في زمن الطفولية مؤدباً ويسمى العقل.

ومقوماً ويقال له الفهم ويتولى تأديبهم وتثقيفهم ويهيء لهم أسباب القرب منه.

فإن لاح قاطع قطعهم عنه حماهم منه وإن تعرضت بهم فتنة دفعها عنهم.

فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم ونعوذ به من خذلان لا ينفع معه اجتهاد.

ـ[سفير الإفادة]ــــــــ[30 Jan 2004, 01:54 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ولعبقري الدنيا الإمام ابن حزم الظاهري كلام نفيس في هذه المسألة يكتب بماء الذهب قال-عليه الرحمة والغفران: (من اقتصر على علم واحد لم يطالع غيره أوشك أن يكون ضحكة وكان ما خفي عليه من علمه الذي اقتصر عليه أكثر مما أدرك منه لتعلق العلوم بعضها ببعض كما ذكرنا وأ نها درج بعضها إلى بعض كما وصفنا ومن طلب الاحتواء على كل علم أ وشك أن ينقطع وينحسر ولا يحصل على شئ وكان كالمحضر إلى غير غاية إ ذ العمر يقصر عن ذلك وليأ خذ من كل علم بنصيب ومقدار ذلك معرفته بأغراض ذلك العلم فقط ثم يأ خذ مما به ضرورة إلى ما لابد منه كما وصفنا ثم يعتمد العلم الذي يسبق فيه بطبعه وبقلبه وبحيلته فيستكثر منه ما أمكنه فربما كان ذلك منه في علمين أ و ثلاثة أو أكثر على قدر زكاء فهمه وقوة طبعه وحضور خاطره وإكبابه على الطلب وكل ذلك بتيسير الله تعالى فلو بإرادة المرء كان لكان ُمنى كل أحد أن يكون أ فضل الناس والفهم والعناية مقسومان كقسمة المال والحال

{وا لحظ مقسوم فأ جمل في الطلب} اهـ

قال سفير الإفادة: في هذه النص النفيس فوائد يعرفها الحاذق فلا نطيل القول باستخراجها.

قال سفير الإفادة: ويتأكد ذلك (أي النظر في فن غير الفن المتخصص فيه) إذا كان الفن المتخصص فيه له تعلق بفن آ خر قال الإمام ابن الجزري: (ولاشك عند كل ذي لب أن من تكلم في علم ـ ولوكان إماماً فيه ـ وكان العلم يتعلق به علم آ خر وهو غير متقن لما يتعلق به داخله الو هم والغلط عند حا جته إليه) اهـ

قال سفير الإفادة: وقد سطر ظاهري نجد العلامة / أبو عبد الرحمن ابن عقيل تجربة له في إحدى كتاباته عن هذه المسألة فقال بعد كلام له سبق: (بل جربت أن تحقيق الموسوعيين أصلب وأمهر من تحقيق المتخصصين في الأمور النظرية بالذات لأ ن من أ نفق عمره مثلا في أ صول الفقه دارسا ومدرسا كالضفدعة في البركة يحسب أ ن الحقيقة هي مابين أسوارها الأربعة وكثيرا ما تخمل موهبة المتخصصين لإلفهم العادة والتكرار وتخلف عنصر الاشتياق وعشق العمل

أما الموسوعي إذا تطرق إلى التخصص في مسأ لة جزئية فإ نه يحمل نظرية شمولية ووسائل متعددة مع عنصر الاشتياق والعشق الذي د لف به إلى التخصص) اهـ

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 Jan 2004, 02:15 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي سفير الإفادة ... وليتك تتحفنا بذكر المصدر لما نقلت ...

ـ[سفير الإفادة]ــــــــ[06 Feb 2004, 10:21 م]ـ

قال سفير الإفادة: في تعقيبي ثلاث نصوص؛ أولها لابن حزم، وثانيها: لابن الجزري، وثالثها: لابن عقيل

أما النص الأول: فمصدره رسالة لطيفة لأبي محمد سماها (مراتب العلوم) ص: 77 - 78

قال سفير الإفادة: وهو مطبوع ضمن رسائل ابن حزم الأندلسي (ج:4) بتحقيق الدكتور النابه /إحسان عباس

وأما النص الثاني: فمرجعه مصنف جليل لأبي الخير موسوم بـ: (منجد المقرئين ومرشد الطالبين) ص:46

قال سفير الإفادة: وهو مطبوع أيضاً بعناية /علي بن محمد العمران.

والنص الأخير: اقتبسته من مقولة لأبي عبد الرحمن بعنوان: (الموسوعية وتصنيف العلوم) ضمن كتابه الأدبي الماتع (هكذا علمني ورد زورث) ص:59

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير