أقول: هذا كلامٌ كَذِبٌ؛ قال تعالى (وما خَلقتُ الجِنَّ والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56]، وما خَلقهم –سبحانه وتعالى- ليختاروا إلهًا مِن إلَهين –كما يزعُم الكاتِب-. وقال –عَزَّ وَجَلّ- (وإذ أخذ ربُّك مِن بَني آدمَ من ظهورهم ذُرِّيَّتَهم وأشْهَدَهُم على أنفُسِهم ألستُ بِرَبِّكم قالو بلَى شَهِدْنا ... ) [الأعراف: 172]؛ فهم قد شَهِدوا أن الله سبحانه وتعالى هو إلههم ومَليكهم، سبحانه وتعالى. ولم ينُكِر أحَدٌ قط "ربوبية" الله –سبحانه وتعالى- على مَر العُصور، إلا (فرعون) –كما قال شيخُ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله تعالى-، وقد أنكرها بلسانه ولم تتجاوَز ذلك، فهو يُقِرُّ في نَفسِه أنه مَخلوق، وهل له إلا ذلك؟
ولقد قال اللهُ –سبحانه وتعالى- في كتابه: (كانَ النَّاسُ أمَّةً واحِدَةً فبعث الله النَّبِيِّين مُبشرين ومُنذرين ... ) [البقرة: 213]؛ قال الإمامُ (ابن جرير) -رحمه الله تعالى-: "عن (ابن عباس) –رضي الله عنهما- قال: كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا فبعث اللّه النبيين مبشرين ومنذرين ... "؛ فانظر كيف كان الناس يُفرِدون الله –سبحانه وتعالى- بالعبادة، ولم يختلفوا –وذلك بعبادة الأصنام- إلا بعد عشرة قرون، لا أنهم خُلِقوا لاختيار إله مِن إلَهين –كما يَزعُم الكاتِب (عامله الله بما يستحق) -.
7 - قوله: "بخلاف الاعتقاد السائد لم تكن الخطيئة الأصلية هي مخالفة آدم لأمر الله عندما أكل من الشجرة المحرمة، لكن الخطيئة الأصلية كانت فشلنا للامتثال لسلطة الله المطلقة خلال الخصام العظيم في الملأ الأعلى" اهـ
هذا كلام كَذِبٌ، أجبنا عنه تحت رقم (2)، فانظره هناك.
8 - قوله: "أما عدم كفاءة وفشل إبليس كإله فقد تم إثباتها بالفعل من خلال الفوضى الشائعة في الأرض والمرض والحوادث والبؤس والحرب من خلال سلطته على الأرض" اهـ.
أقول: هذا كلامٌ خَطيرٌ فاسِدٌ، يُنَبىء عن اعتقاد صاحِبه الفاسِد؛ فهو ينسب الأمراض والحوادِث والحُروب- التي هي مِن تَقديرات الله عَزَّ وَجَلَّ بإجماع المُسلمين- ينسبها إلى (إبليس) وفَشلِه في ألوهيته للأرض!!!
قال الله –تعالى-: (وإن تُصِبهم حسنةٌ يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كلٌ من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حَديثًا) [النساء: 78]، وقال تعالى (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) [البقرة: 102]، وقال تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وُزلزِلوا ... ) [البقرة: 214]، وقال تعالى (وأما إذا ما ابتله فَقَدَر عليه رِزْقَه فيقولُ رَبي أهانَن) [الفجر: 16]، وغيرها من الآيات. وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَن يُرِد الله به خيرًا يُصِبْ مِنه" [رواه البخاريُّ]. ومن أسمائه الحُسنَى –سبحانه وتعالى-: "الضَّار النَّافِع".
والأمراض والحروب والحوادِث مِن سُنَن الله الكونية (الطبيعية) التي لا تتغير ولا تتبَدَّل، ولا يُنكرِها إلا مَن زال عَقلُه!
وفي هذا القَدر الكِفاية؛ فإلى هُنا قد كُسِرَ القَلَمُ ....
وفي الختام: أقول لشيخنا الحبيب (أبي عبد الله = عبد الرحمن الشهري): لقد صدقت فراستك حينما قلتَ: "يبدو لي -أخي الكريم- أن الذي كتب هذا الكلام ليس بمسلم، أو أنه مسلم لم ينل حظاً من العلم"، فلله درك من فاضل مُنصِف كريم، فلعلك قد تيقنت من ذلك الآن!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Feb 2004, 10:52 م]ـ
أخي الكريم الشيخ محمد بن يوسف حفظه الله، وزاده هدى وعلماً وبصيرة.
أسأل الله أن يرزقك الجنة بما كتبت ووضحت وأفدت، وقد خشيت عدم وصول رسالتي، فدفعني حبي لأخي خالد الشمري وأمثاله من أهل الحرص على دينهم، والغيرة على نبيهم صلى الله عليه وسلم، الذين يقرأون مثل هذا الكلام إلى كتابة ما كتبته بشكل مختصر مخل، خوفاً من أن يظن أخي خالد أننا قد تركنا سؤاله، وأعرضنا عنه، وإنما هو ضيق الوقت، وإلا فما تصدينا للكتابة هنا إلا من أجل نفع إخواننا المسلمين كافة، ولو تيقنت من وصول رسالتي إليك ما تقدمت بين يديك، فجزاك الله خيراً فقد وضحت لنا مدى حرص الأعداء على النيل من ديننا، ولكن هيهات هيهات! لا بد من ظهور هذا الدين! فاللهم لك الحمد على نعمة الإيمان، ونسأل الله أن يستعملنا في طاعته، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
ـ[خالدالشمري]ــــــــ[11 Feb 2004, 10:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوي عبدالرحمن الشهري
وأخوي محمد بن يوسف
ماذا عساني أن أقول بعد هذا الكلام العطر
والرد الشافي والوافي القاطع للشك والجالب لليقين
الله يوفقكم ويرزقكم الرزق الحلال
ويثبتنا ويثبتكم على طاعته وإتباع سنة رسولنا الكريم
محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين
ويكتب لكم الفردوس الأعلى
شاكرين لكم سرعة تجاوبكم وأخذ الكثير من وقتكم وجهدكم
الله يجعلكم ذخر للإسلام والمسلمين
¥