تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأول: كلا؛ الكاتب لا يَعني هذا؛ لأنه قال بعد هذا: "ونتيجة لكفر الشيطان حدث نزاع وانقسام في الملأ الأعلى، وانقسمت كل مخلوقات الله إلى أربعة (كذا؛ والصواب: أربع) فئات: ملائكة ... حيوانات ... جن ... بشر". فهو حكم بكفر إبليس قبل خَلق (آدم)، وهذا تكذيبٌ لصريح القرآن.

الثاني: حتى وإن قَصَد الكاتِبُ هذا، فهذا كلامٌ مُختلِقٌ أيضًا؛ لأن (إبليس) –لعنه الله- لم يعتقد أن "القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إلهًا بجانب الله" ولم يتحدى "سلطة الله المطلقة" –كما يزعُم الكاتِب-. بُرهان ذلك قول الله –تعالى- عَن إبليس: (قال فَبِعِزَّتِك لأغوينَّهم أجمَعين * إلا عبادك مِنهم المُخلَصين) [ص: 82، 83]، فانظر كيف أقسم (إبليس) بعزة الله، واستثنى عباد الله المُخلصين مِن الغواية، شاهِدًا أنه لا يستطيع غوايتَهم، فكيف يتحدى –بعد ذلك، كما يزعم الكاتب- سلطة الله المُطلَقَة؟! بل قال الله –سبحانه- قبل هاتين الآيتين بثلاث آيات عَن إبليس (قال رَبِّ فأنظِرني إلى يوم يُبْعَثون) [ص: 79]، فكيف يتحدى سُلطَة الله المُطلقَة –عليه وعلى غيره- ثم يطلُب منه أن يُنظِرَه إلى يوم يُبْعَثون، إلا إذا كان مُتيَقِّنًا أنَّ اللهَ له (مُلك السَّموات والأرض، وهو رَبُّ العالمين، الصَّمد، وهو على كل شَىءٍ قَدير؟! بل نَقَل الله –سبحانه وتعالى- لنا في القُرآن اعترافَ (إبليس) بقولِه (وما كان لي عليكم مِن سُلطانٍ إلا أن دعوتُكم فاستَجَبْتُم لي) [إبراهيم 22]، فهل لا زال الكاتِبُ مُصِرًّا على افتراءاتِه وكَذِبِه بعد ذلك؟!

وعندما علَلَّ الله –سبحانه وتعالى- كُفْر (إبليس)، قال: (فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان مِن الكافِرين) [البقرة: 37]، وقال: (ففسق عَن أمر رَبِّه) [الكهف: 50]، وقال (فسجدوا إلا إبليس أبى) [116]، وقال (قال فاهْبِطْ مِنها فما يكون لك أن تَتَتكَبَّر فيها فاخْرُجْ فإنك مِن الصَّاغِرين) [الأعراف: 13]، ولم يَقُل –سبحانه- في آيةٍ واحِدَةٍ أن سَبَبَ كُفر (إبليس) أنه "اعتقد أن القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إلهًا بجانب الله" –كما يَزعُم الكاتِب-؛ فقد قال بَعدها: "ولم تكن فكرة الشيطان هذه كفرًا فحسب بل كانت خطأ أيضًا".

فأين في القُرآن أو في السُّنَّة أن إبليس ادَّعَى "بأنه يمكنه أن يكون إلهًا بجانب الله" –كما يَزعُم الكاتِب-؟!

5 - قوله: "ثم أخبر الملائكة بأنه سيعين إبليس خليفة (إله) على مكان مثل ذرة غبار صغيرة في الكون تسمى الأرض ... والحسابات القرآنية المعنية بتعيين إبليس خليفة إله مؤقت على الأرض تؤيد ما سبق" اهـ.

سبحانك هذا بُهتانٌ عَظيمٌ؛ قال تعالى (وإذا قال رَبُّك للملائكة إني جاعِل في الأرض خليفة ... وعلم آدم الأسماء كُلَّها) [البقرة: 30، 31]، فانظُر كيف أخبر الله –سبحانه وتعالى- أنَّه جاعِلٌ نَبيَّه (آدم) -عليه السلام- خليفة في الأرض، وجعَلَ الكاتِبُ (إبليس) هو الخليفة؟! بل ولم يَكتَفِ بذلك بل قال بأنَّ الله –سبحانه وتعالى- "عَيَّنَه" (إلهًا)، و"الإله" هو "المَعبود"، ولا إله إلا الله وحدَه لا شَريك له. والله –سبحانه وتعالى- يَقول: (لو كان فيهما ءالهةٌ إلا اللهُ لفسدتا فسبحن الله رب العرش عما يصفون) [الأنبياء: 21، 22]. وقد نَزَّه اللهُ –سبحانه وتعالى- نفسَه عَن الأمر بالفَحشاء؛ فقال –جل شأنُه- (قل إن الله لا يأمُر بالفَحشاء أتقولون على الله ما لاتَعلَمون) [الأعراف: 28]، فهل يأمُر الله –سبحانه وتعالى- (إبليسًا) أن يكون إلهًا على الأرض وهو –سبحانه وتعالى- لا يأمُر بالفحشاء التي هي أقَلُ مِن ذَلِك بكثير؟! وهو الحَكيم العَليم الحَميد –سبحانه وتعالى عما يقولون الظَّالِمون عُلُوًّا كبيرًا. والله –سبحانه وتعالى- يقول: (إن تكفروا فإن الله غَنيٌّ عَنكم ولا يرضى لعباده الكُفر وإن تَشكروا يرضَهُ لكم) [الزمر: 7]، فهل يليق أن يأمُر بالكفر وهو لا يرضاه –سبحانه وتعالى-؟!

6 - قوله: "ثم إحضار البشر والجن الى هذا العالم ليبدأوا حياة جديدة ... وبذلك يبدأون الحياة بدون أي تحيزات وبحرية تامة ... لكي يختاروا بين التسليم بسلطة الله المطلقة ... أو التسليم بنظرية الشيطان بأنه إله آخر" اهـ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير