ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[27 Feb 2004, 06:28 م]ـ
فوائد بين يدي الشرح
الفائدة الأولى:
منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة: اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.
عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على الدليل من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم قال اله عز وجل (6 آيات)
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ( ... فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهدين الراشدين , تمسكوا بها , وعضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) رواه أبو داود 4607 والترمذي 2676 وغيرهما , وهذا لفظ أبي داود , وقال الترمذي (حديث حسن صحيح)
وفي صحيح البخاري 7280 عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى , قالوا: يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)
وفي صحيح مسلم 767 عن جابر بن عبدالله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد , وشر الأمور محدثاتها , وكل بدعة ضلالة)
وروى البخاري في صحيحه 1597 , ومسلم في صحيحه 1270 عن عابس بن ربيعة عن عمر رضي الله عنه (أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله , فقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع , ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك)
وروى البخاري في صحيحه 2697 , ومسلم في صحيحه 1718 عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي لفظ لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهود رد).
وما جاء في هذه الرواية أعم من الأولى , لأنها تشتمل على من كان مُحدثا أو تابعاً لمحدث.
وروى الإمام أحمد 16937 , وأبو داود4597 وغيرهما – واللفظ لأحمد – عن معاوية رضي الله عنه قال (إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة , وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء , كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة)
وانظر تخريجه وشواهده في تعليق الشيع شعيب الأرنؤوط وغيره على هذا الحديث في حاشية المسند.
وروى الإمام البخاري في صحيحه 5063 , ومسلم في صحيحه 1401 عن أنس في حديث طويل. آخره (فمن رغب عن سنتي فليس مني)
وإنما كانت عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على الكتاب والسنة , لأن ما يعتقد هو من علم الغيب , ولا يمكن معرفة ذلك إلا بالوحي كتابا وسنة.
وما جاء في الكتاب العزيز وثبت في السنة فإن العقل السليم يوافقه ولا يعارضه , ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب واسع اسمه (درء تعارض العقل والنقل)
والمعول عليه في فهم النصوص ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء عنهم من الفهم الصائب والعلم النافع , وقد فهموا معاني ما خوطبوا به من صفات الله عز وجل , لأن الكتاب والسنة بلغتهم , مع تفويضهم علم كيفياتها إلى الله عز وجل , لأن ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه , كما جاء عن الإمام مالك بن أنس في بيان هذا المنهج الصحيح , حيث قال عندما سئل عن كيفية الاستواء فقال (الاستواء معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة)
وقد أوضح ما كان عليه الصحابة في صفات الله عز وجل الشيخ أبو البعاس أحمد بن علي المقريزي المتوفى سنة 845هـ في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار 2/ 356 فقال (ذكر الحال في عقائد أهل الإسلام منذ ابتداء الملة الإسلامية إلى أن انتشر مذهب الأشعرية: اعلم أن الله تعالى لما بعث من العرب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا إلى الناس جميعاً وصف لهم ربهم سبحاته وتعالى بما وصف به نفسه الكريمة في كتابه العزيز الذي نزل به على قلبه صلى الله عليه وسلم الروح الأمين , وبما أوحى إليه ربه تعالى , فلم يسأله صلى الله عليه وسلم أحد من العرب بأسرهم قرويهم وبدويهم عن معنى شيء من ذلك , كما كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم , عن أمر الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك مما لله فيه سبحانه أمرٌ ونهي , وكما سألوه
¥