تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المستشار الفني]ــــــــ[20 Jun 2004, 08:07 م]ـ

جزاك الله خيراً

ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[23 Jun 2004, 09:47 م]ـ

الفائدة التاسعة

عقيدة الأئمَّة الأربعة ومَن تفقَّه بمذاهبهم

من أئمة أهل السنة الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله , وعقيدتهم هي عقيدة السلف من الصحابة ومن سار على نهجهم.

وأما المشتغلون بالفقه بعدهم , فمنهم من يستفيد من علمهم في الفروع , ويُعول علي ما دلَّ عليه الدليل , أخذاً بوصايا الأئمة ا، فسهم , فإن كل واحد منهم جاء عنه الأمر باتباع الدليل , وتركِ قوله إذا كان الدليلُ على خلافه , وهؤلاء موافقون لهم في العقيدة.

ومنهم مَن يُقلدهم في مسائل الفروع , دون سعي إلى معرفة الراجح بالدليل , وهؤلاء منهم مَن يُوافقهم في العقيدة , وكثيرون منهم يتبعون مذهب الأشاعرة.

ومن أمثلة من تفقه في المذهب الحنفي وهو على عقيدة السلف الإمام أبوجعفر الطحاوي صاحب عقيدة أهل السنة والجماعة , وشارح هذه العقيدة علي بن أبي العز الحنفي , ومنهم في المذهب الشافعي عبدالرحمن ابن إسماعيل الصابوني , مؤلف عقيدة السلف و أصحاب الحديث , والذهبي صاحب كتاب العلو , وابن كثير صاحب التفسير , ومنهم في المذهب المالكي ابن أبي زيد القيرواني , وأبو عمر الطلمنكي , وأبو عمر بن عبدالبر , ومنهم في المذهب الحنبلي الإمام ابن تيمية , والإمام ابن القيم والإمام محمد بن عبدالوهاب.

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة كما في مختصره لابن الموصلي اثنين وأربعين وجهاً في إبطال قول من فسَّر الاستواء على العرش بالاستيلاء عليه , وذكر أن كثيراً من المالكية على منهج السلف في العقيدة فقال في 2/ 132 - 136 (الوجه الثاني عشر: أن الإجماع منعقدٌ على أن الله سبحانه استوى على عرشه حقيقة لا مجازاً , قال الإمام أبو عمر الطلمنكي – أحد أئمة المالكية وهو شيخ أبي عمر بن عبدالبر – في كتابه الكبير الذي سماه " الوصول إلى معرفة الأصول " فذكر فيه أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم وأقوال مالك وأئمة أصحابه , ما إذا وقف عليه الواقفُ علمَ حقيقة مذهب السلف , وقال في هذا الكتاب: أجمع أهل السنة على أن الله تعالى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.

القول الثالث عشر: قال الإمام أبو عمر بن عبدالبر في كتاب التمهيد في شرح حديث النزول " وفيه دليلٌ على أن الله تعالى في السماء على العرش فوق سبع سموات , كما قالت الجماعة وقرر ذلك " , إلى أن قال " وأهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في القرآن والسنة , والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز , إلا أنهم لا يُكيفون شيئاً من ذلك , ولا يُحدُّون فيه صفة مخصوصة , وأما أهل البدع الجمهية والمعتزلة والخوارج , فكلهم يُنكروها ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة , ويزعمون أن من أقر بها مشبهٌ , وهم عند من أقر بها نافون للمعبود.

وقال أبو عبدالله القرطبي في تفسيره المشهور في قوله (الرحمن على العرش استوى): هذه المسألة للفقهاء فيها كلام , ثم ذكر أقوال المتكلمين , ثم قال: وقد كان السلف الأول لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك , بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق به في كتابه , وأخبرت به رسلُه , ولم يًنكر أحدٌ من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة , وإنما جهلوا كيفية الاستواء , كما قال مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول.

الوجه الرابع عشر: أن الجهمية لما قالوا إن الاستواء مجازٌ صرح أهل السنة بأنه مستوٍ بذاته على عرشه , وأكثرُ من صرح بذلك أئمة المالكية , فصرح به الإمام أبو محمد بن أبي زيد في ثلاثة مواضع من كتبه , وأشهرها الرسالة , وفي كتاب جامع النوادر , وفي كتاب الآداب , فمن أراد الوقوف على ذلك فهذه كتبه , وصرح بذلك القاضي عبدالوهاب , وقال: إنه استوى بالذات على العرش , وصرح به القاضي أبوبكر الباقلاني وكان مالكيا , حكاه عنه القاضي عبدالوهاب نصا , وصرح به أبو عبدالله القرطبي في كتاب شرح أسماء الله الحسنى , فقال: ذكر أبو محمد الحضرمي من قول الطبري يعني محمد بن جرير وأبي محمد بن أبي زيد وجماعة من شيوخ الفقه والحديث , وهو ظاهر كتاب القاضي عن القاضي أبي بكر نصا , وهو أنه سبحانه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير