وعند اعتمادنا نسخة أصلا تكون النسخ الاخرى مساعدات في القراءة والنقط والضبط وزيادة ما أسقطه السهو ... وأشباه هذه الامور.
_____
(1) أنظر في هذا الباب: في منهج تحقيق المخطوطات ـ مطاع الطرابيشي ـ ص68 ـ 72. (37) هذا مجمل القول في نسخة الاصل.
وتبقى عندنا الكثرة الكاثرة من النسخ التي لا تملك من مميزات النسخة الاصل شيئا، أو التي يؤخّرها التقييم عن مرتبة الاصل، ولكن لها من القرائن الداخلية أو الخارجية ما يمنحها الثقة بها والركون إليها.
هذه النسخ أجود الطرق في تحقيقها الطريقة المعروفة بـ (التلفيق) وعلينا ـ والحالة هذه ـ أن نخرج من مجموع هذه النسخ نصا مرضيا، نتحرى فيه الصحة والكمال جهد الطاقة.
وفي الحواشي مضطرب واسع لاثبات الاختلافات بين النسخ وتوجيهها، ولتسجيل ما يعن لنا من ملاحظات واستدراكات وتوضيحات. وينبغي أن لا يفوتنا من النسخ شيء ذو فائدة، فنسجل كل ما نعثر عليه .. فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
وفي طريقتي التحقيق ـ طريقة الاصل أو طريقة التلفيق ـ تجب المحافظة على كل ما كتب في النسخ أو في هوامشها مما له علاقة بالكتاب بتسجيله في هوامش التحقيق.
تقويم النصّ:
بعد أن انتهى المحقق من اختيار الكتاب وجمع نسخه ـ وهي الان غالبا مصورات ـ وفحصها وعين منها لعمله ماعين، عليه أن يختار نسخة منها فيقرأها قراءة دقيقة فاحصة ليتمرس باسلوب المؤلف ويطلع على خصائص كتابته.
ثم تبدأ مرحلة من أدق مراحل التحقيق وأشدها تعبا، وهي مرحلة نسخ الكتاب بخط يده. وقد شاع ـ في هذه الاواخر ـ كتابة النسخة بواسطة الالة الكاتبة، وهي طريقة فيها من المحاذير مالانطيل بذكره ... اللهم إلا أن يكون الكاتب بالالة محققا ضابطاعارفا قادراً يطمأن إلى عمله.
يختار المحقق أسلم النسخ التي جمعها فينسخها بيده بخط واضح متباعد ما بين السطور فصيح الحروف بحيث يستطيع أن يدخل كلمة في السطر إن احتاج إلى إدخالها في مرحلة المقابلة.
وعند انتهاء النسخ يكون المحقق قد ازداد خبرة بكتابه ومراساً بخطه واطلاعا على مطالبه.
ثم تقابل هذه النسخة على أصلها الذي انتسخت عنه ليستدرك ما فوّته سهو النظر أو سهو الفكر.
ثم تقابل النسخ المخطوطة الاخرى ـ واحدة بعد واحدة ـ على هذه النسخة الجديدة، ويسجل المحقق ما يجده من الفروق بين النسخ في الهوامش (39).
والاولى أن تكون المقابلة بيد اثنين، يقرأ القارئ في النسخة المخطوطة وينظر المقابل في النسخة المنسوخة.
ثم يبدأ المحقق بالتدقيق والتنقير في نسخته ـ مع الرجوع إلى النسخ المخطوطة أحياناً ـ فيخرّج ما يحتاج إلى تخريج من حديث أو قول أو شعر، ويصحّح ما تصحف على النساخ، ويعلق التعليقات التي توضح غامض الكتاب أو تفسر مشكله أو ... بل يشمل بتعليقه كل ما يزيد الكتاب وضوحا أو تقوية لمطالبه، أو مناقشة لبعض مايرد فيه مما جاء العلم فيه بجديد. هذه النسخة هي مسودة المحقق التي يحتاجها إلى التبييض والترتيب ليدفع بها إلى المطبعة.
وفي عملية التبييض يجب أن يكون المحقق دقيقا في النسخ واضح الخط فصيحه مرتب الكتابة. وفي هذا الدور يكون تقطيع النص إلى فقرات، وفيه توضع علامات الترقيم الحديثة من فاصلة وعلامة تعجب و ... وفيه ـ أيضاً ـ يرتّب الهامش مناسباً للمتن. وينبغي أن تلاحظ دقة الارقام (الحسابية) التي تربط المتن بالهامش.
ومن علامات الترقيم التي شاعت وذاعت:
1 ـ النقطة (.) توضع بعد انتهاء الكلام.
2 ـ الفاصلة (،) توضع لتقسيم الجمل، وبعد كل سجعة من الكلام المسجوع.
3 ـ النقطتان المتعامدتان (:) توضعان بعد القول، مثل: قال فلان:
أما إذا تكرر القول مثل: قال محمد، قال علي: فتوضعان بعد (قال) الثانية، ويكتفى بالفاصلة بعد (قال) الاولى.
وتوضعان أيضا بعد التقسيم، مثل:
الكلام: إسم وفعل وحرف.
وتوضعان بعد التمثيل، مثل:
المبتدأ والخبر مثل: الاسلام منتصر.
وتوضعان كذلك بعد الشرح والتفصيل، مثل: (40) المبتدأ والخبر: إسمان مرفوعان ...
4 ـ علامة التعجب (!) توضع بعد جمل التعجب.
5 ـ علامة الاستفهام (؟) توضع بعد جمل الاستفهام.
6 ـ علامة الانكار (؟!).
7 ـ الشرطتان الافقيتان (ـ ـ) توضعان لحصر الجمل المعترضة.
¥