تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

* قوله صلي الله عليه وسلم "وأعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك " المراد: إنما يُصيب العبد في دنياه مما يضره أو ينفعه فكله مُقدّر عليه، ولا يُصيب العبد إلا ما كُتب له من مقادير ذلك في الكتاب السابق، ولو أجتهد علي ذلك الخلق كلهم جميعا. وقد قال تعالي:" قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا" وقال:" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا" وقوله:" قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ "

وأعلم أن مدار جميع هذه الوصية علي هذا الأصل وما ذُكر قبله وبعده فهو مُتفرع عليه وراجع إليه، فإن العبد إذا علم أنه لن يُصيبه إلا ما كتب الله له من خير وشر ونفع وضر وأن اجتهاد الخلق كلهم علي خلاف المقدور غير مُفيد البتة علم حينئذٍ أن الله وحده هو الضآر النافع المعطي المانع، فأوجب ذلك للعبد توحيد ربه عز وجل وإفراده بالطاعة وحفظ حدوده، فإن المعبود إنما يُقصد بعبادته جلب المنافع ودفع المضآر، ولهذا ذم الله من يعبد من لا ينفع ولا يضر ولا يُغني عن عابده شيئاً فمن يعلم أنه لا ينفع ولا يضر ولا يُعطي ولا يمنع غير الله أوجب له ذلك إفراده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والتضرع والدعاء وتقديم طاعته علي طاعة الخلق جميعاً، وأن يتقي سخطه ولو كان فيه سخط الخلق جميعاً، وأن يُفرده وحده بالاستعانة به والسؤال له وإخلاص الدعاء له في حال الشدة وحال الرخاء، وليكن لسان حاله في كل وقت من أوقاته قائلاً: اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، وأبرأ من الأمل إلا فيك، وأبرأ من التسليم إلا لك، وأبرأ من التفويض إلا إليك، وأبرأ من التوكل إلا عليك، وأبرأ من الصبر إلا علي بابك، وأبرأ من الذل إلا في طاعتك، وأبرأ من الرهبة إلا لجلالك العظيم، اللهم تتابع برك، وأتصل خيرك، وكمل عطائك، وعمت فواضلك، وتمت نوافلك، وبر قسمك، وصدق وعدك، وحق علي أعدائك وعيدك ووعدك. وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم الهم تسليماً كثيرا.

منقول من موقع صيد الفوائد

ـ[ mouad] ــــــــ[16 Jul 2004, 04:44 ص]ـ

جزاك الله خيرا

بميزان حسناتك

ـ[إمداد]ــــــــ[19 Jul 2004, 11:04 م]ـ

امين وأسأل الله أن ينفعنا بهذه الموعظة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير