تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

توفي صلى الله عليه وسلم وقد ترك أمته على المحجة البيضاء والطريقة الواضحة الجلية ليلها كنهارها أنحرف من أنحرف من العرب وارتد من ارتد من العرب وكاد الإسلام أن يذهب وكاد دولة الإسلام أن تقيض وكاد، وكاد ولكن ثبت الله قلوب أصحابه الكرام ولا سيما الصديق رضي الله عنه فظهر من قوة إيمانه ويقينه وقوة غيرته على دين الله ما تحققت به معجزة النبي حيث أشار بخلافته وأومأ أو نص على خلافته فقام بالمهمة خير قيام إلى أن رد العرب إلى حضيرة الإسلام وقضا على مدعي النبوة وعلى كل معارض ومجادل فعاد الناس إلى حضيرة الإسلام ثم انطلقت تلك الجحافل المؤمنة شرقاً وغرباً تفتح القلوب والبلاد وتنير الطريق وتهدي العباد وتخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى مضى على ذلك حقبة من الزمن ولكن من حكمة الله أن يكون بين الحق وبين الباطل نزال وجدال وأن الحق لا يمكن أ ينفرد وحده بل لا بد من الباطل يقارنه ليظهر الحق من الباطل " هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ليبلوكم أيكم أحسن عملاً" فالحق لا بد أن يقارنه باطل حكمة الله " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين ".

بدأت تلك الظاهرة متمثلة في فرقة الخوارج الذين خرجوا في أواخر عهد عثمان فقالوا في عثمان بآرائهم الباطلة وأفها مهم الخاطئة ما قالوا إلى أن قتل الخليفة ظلماً وعدواناً فسل السيف على أهل الإسلام وعاث المسلمون في دمائهم وخرجت الخوارج على علي لتكفر علي والصحابة وتدعي أنهم كفار فارقوا الشرع وعصوا الرب وهكذا إلى أن قاتلهم الصحابة ولكن بقاياهم لا يزالون يتواجدون ثم خرجت فرق شتى وضلالات متباينة كلها شذت عن منهج الله القويم وعن طريق المستقيم ونبينا قد قال لنا:" إني تارك فيكم ما لم تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله " لكن لما فرطت الأمة في هذا الاعتصام بكتاب الله وبدأ الضعف حصلت تلك المبادئ والبدع والآراء المتباينة الضالة والنبي أخبرنا " أن خير القرون قرنه ثم الذين يلونه ثم الذين يلونه فما مضى القرن الثالث إلا وقد لوث العالم الإسلامي ببدع وأفكار غريبة وآراء باطلة هدامة وفدت إليها من أفكار غير المسلمين ومن تراث اليونان وغيرهم من فلاسفة وغيرهم وما زال هذا الباطل ينمو حتى حورب أصل الإسلام وشيد البناء على القبور وطيف بها كما يطاف بالبيت العتيق وحصل على الإسلام من النكسات ومن الآلام ما الله به عليم وتتابعة الفتن والمحن على هذه الأمة ولكن مع كثرة الفتن والمحن فالشرع لا يزال قائماً لأن الله ضمن لهذا الدين البقاء والقرآن لا يزال محفوظاً والسنة لا تزال محفوظة " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وفي كل قرن يهيئ الله لهذه الأمة من يجدد لها معالم دينها ومن يردها إلى الصواب ومن يهديها إلى الطريق المستقيم فما موقف أئمة الإسلام وعلماء الصحابة ثم التابعون وتابعيهم وما موقف الإمام أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة والبخاري ومسلم وأبو خزيمة وغيرهم من أئمة الإسلام وما مواقف من جاء بعدهم ومن سار على نهجهم من علماء الأمة في شرق الأرض وغربها يناضلون عنها هذه الشريعة ويدافعون عنها ويوضحون الحجة ويدحضون بالحق الباطل " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ".

وجاءت حروب التتار وكم قتل من المسلمين من قتل ودمر من مساجدهم وأتلف من تراثهم ما أتلف ومع هذا فقد عادت الأمة بعد جراحها قوية ....

وجاءت الحروب الصليبية إلى غير ذلك مما توالت على الأمة من محن وفتن ومع هذا كله فشرع الله لا يزال عزيزاً باقياً مهما حاول الأعداء القضاء عليه " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " فشت البدع في الأمة بدع الشرك وتعظيم القبور والطواف بها والذبح إلى أهلها والاستغاثة بهم والالتجاء إليهم وضعف التمسك بالدين وعادت بعض دول الإسلام إلى مشابهة الجاهلية في عدم وجود الحق وعدم من يقوم لهذا الدين بالدعوة والتوحيد.

أما جزيرة العرب ماعدا الحرمين وخاصة نجد فقد عادت في القرون المتأخرة في جهالة وبعد عن الخير فليس فيها مطامع لأحد صحراء قاحلة لا يأتيها إلا أفذاذ من الناس هاربين ولاجئين إليها عندما تضيق بهم الأمور في بلادهم كانت نجد في غاية من ..... والقلة والضعف منذ حرب اليمامة في عهد الصديق ونجد أخبارها طويت أو ضعفت وقلت.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير