· ما ذكره ابن الجوزي رحمه الله، نقلا عن غلاة الشيعة الذين يعتقدون بعقيدة التناسخ الباطلة وينكرون القيامة، ونقل عنهم قولهم: (وأما النفوس المنكوسة المغموسة في عالم الطبيعة المعرضة عن طلب رشدها من الأئمة المعصومين فإنها أبدا في النار، على معنى أنها تتناسخ في الأبدان الجسمانية وكلما فارقت جسدا تلقاها آخر واستدلوا بقوله تعالى: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها)).
· ونقل عنهم أيضا أنهم يفسرون الصيام بالإمساك عن كشف السر، ويفسرون البعث يوم القيامة بالإهتداء إلى مذاهبهم.
· ومما نقل عنهم، أنه يفسرون الجنابة، بأنها إفشاء السر، وليست الجنابة، بمعناها الشرعي، عند جماهير المسلمين، والله أعلم.
· بل وذهب بعضهم، كما يقول الدكتور الصباغ، إلى تفسير الحروف المقطعة على أنها رموز لكلمات يستدلون منها على أحقية علي رضي الله عنه بالخلافة، بل استدل بعضهم على أن عليا كان أحق بالرسالة من محمد صلى الله عليه وسلم، كما ذكر ذلك محمد رشيد رضا رحمه الله.
· وذهب فريق ثان إلى تفسير هذه الحروف بحساب الجمل واستنتجوا من ذلك وقت قيام الساعة، ويهذون بهذيانات باطلة.
مسألة: فوائد المتشابه:
¨ أولا: فوائد المتشابه الذي يمكن علمه:
وقد ذكرها الدكتور الصباغ في "اللمحات"، فقال ما ملخصه:
· حث العلماء على النظر الموجب للعلم بغوامضه والبحث عن دقائقه.
· ظهور التفاضل وتفاوت الدرجات إذ لو كان القرآن كله محكما لا يحتاج إلى تأويل لاستوت منازل الخلق ولم يظهر فضل العالم على غيره.
· الحصول على الثواب الأكبر، ذلك لأن المتشابه يوجب فهمه التعمق في معرفة النحو والمعاني وغيرهما والوقوف على أساليب العرب والعلوم الأخرى.
¨ ثانيا: فوائد المتشابه الذي لا يمكن علمه:
· إبتلاء العباد بالوقوف عنده، والتوقف فيه، والتفويض والتسليم، والتعبد بالإشتغال به من جهة التلاوة كالمنسوخ وإن لم يجز العمل بما فيه.
· إستكمال جوانب التأثير في العقيدة، وذلك لتتوافر للعقيدة الصفة المهمة التي تجعلها عقيدة تملأ النفس، وتحوز الإعجاب.
· إقامة الحجة على الناس جميعا بهذا الكتاب، الذي جاء بكل ما يتطلع إليه الناس أفرادا وجماعات سواء كان في العقيدة التي تنأى عن الخرافة والباطل، وتدعو إلى الإيمان بحقائق يدرك الناس بعضها ويعجز العقل البشري عن إدراك بعضها، أو كان في التشريع المتكامل أو في الحياة الروحية السامية التي أقامها بين الناس.
· إقامة الحجة على العرب البلغاء حيث نزل القرآن بلغتهم، ومع ذلك فقد عجزو عن الوقوف على معنى بعض الآيات، فدل ذلمك على أنه منزل من عند الله تبارك وتعالى.