q وضرب يرجع إلى الإشتراك، وهو يقصد، والله أعلم، الإشتراك اللفظي، وهو: إستخدام اللفظ الواحد لأكثر من معنى، كلفظ العين، على سبيل المثال، فهو يطلق على عين الماء، وعلى عين الإنسان الذي يبصر بها، وعلى الذهب، وعلى الجاسوس، ومن أبرز الأمثلة القرآنية على هذا: قوله تعالى: (ثلاثة قروء)، فالقرء يطلق على الضدين (الطهر والحيض)، وبناءا عليه حدث الخلاف الشهير بين العلماء في عدة المطلقة، ولا شك أن هذا الضرب، هو من المتشابه عند من توسع في إطلاق التشابه، ولعل هذا الخلاف الفقهي، هو الذي جعلهم يطلقون عليه وصف التشابه، والله أعلم.
o ونوع يرجع إلى جملة الكلام المركب، وذكروا لذلك ثلاثة أضرب:
q ضرب ينشأ عن إختصار الكلام.
q وضرب ينشأ عن بسط الكلام.
q وضرب ينشأ بسبب نظم الكلام.
وهذه الأضرب، أفتقر إلى أمثلة عليها، وإن كنت قد سمعت تسجيلا للدكتور عبد الله بدر، حفظه الله، وهو أحد علماء الأزهر، تكلم فيه عن هذه المسألة بالتفصيل، وذكر الأمثلة الوافية عليها، ولكن لا تحضرني في هذا الوقت، فأرجوا من إخواني سد هذا النقص.
· ثانيا: ومتشابه من جهة المعنى، وهو الذي أصابه الغموض بسبب المعنى نفسه، وقد ذكر الراغب الأصفهاني رحمه الله، في "مفرداته" أن منه أوصاف الله تعالى وأوصاف القيامة، وهذا هو نفس كلام ابن قدامة رحمه الله، في "روضة الناظر"، وقد استدرك عليه الشنقيطي رحمه الله،في مذكرته في أصول الفقه، هذا الإطلاق، فينبغي أن يقيد الأمر في مسألة أوصاف الله عز وجل، بأنها متشابهة الكيفية، لا المعنى، فمعناها اللغوي واضح، وما استدرك على ابن قدامة رحمه الله، يستدرك على الراغب رحمه الله، وممن أكد على هذا شيخ الإسلام رحمه الله، حيث ذهب إلى أن إعتبار آيات الصفات من المتشابه غلط، وإن كان قد قرر أن حقيقة ما تدل عليه الآيات من حقائق الأسماء والصفات من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله، فقال: (وأما حقيقة ما دل عليه ذلك من حقائق الأسماء والصفات فهذا من تأويل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله).
¨ التقسيم الثاني:
وذكروا للمتشابه تقسيما آخر من حيث إمكانية معرفته، فقالوا: إنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
· أولا: قسم لا سبيل إلأى الوقوف عليه كوقت الساعة وخروج الدابة.
· ثانيا: وقسم للإنسان سبيل إلى معرفته، كالألفاظ الغريبة.
· ثالثا: وقسم متردد بين الأمرين، يختص بمعرفته بعض الراسخين في العلم ويخفى على من دونهم، وقد رجح الدكتور الصباغ، أن المتشابه من هذه الأضرب هو الأول فقط، وأما الألفاظ الغريبة وما يستطيع الراسخون في العلم معرفة معناه، فهو من المحكم، وإن كان إدراكه غير متيسر لكل أحد.
مسألة: المنحرفون والمتشابه:
تتضح هذه المسألة، بذكر أمثلة من سلوك المنحرفين فيها:
¨ أولا: منهج مؤولة الصفات، وجلهم من المتأخرين، الذين اعتمدوا تعريف التأويل على أنه: صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لدليل يقترن به، وعليه صرفوا ألفاظ آيات الصفات عن معانيها الظاهرة المتبادرة للذهن، إلى معان أخرى مرجوحة لأمور ظنوها قرائن تصلح في هذا المقام، مبناها تنزيه الخالق عز وجل عن مشابهة خلقه، فقالوا: (استوى) بمعنى (استولى) وأولوا صفة الوجه على أنها الذات، وصفة اليد على أنها القدرة والقوة والنعمة، وهكذا، ولو التفتوا لحقيقة، أن الإشتراك في التسمية لا يعني الإشتراك في المسمى، فليس معنى أن لله عز وجل يد، وللإنسان يد، أنهما متماثلتان، لمجرد إطلاق لفظ "اليد" على كليهما، وحقيقة أن الكلام على الصفات، فرع عن الكلام على الذوات، فكما أن ذات الخالق عز وجل لا تشابه ذوات مخلوقاته، فكذا صفاته، لا تشابه صفات مخلوقاته، لو التفتوا لكل هذا، لما وقعوا فيما وقعوا فيه من التأويل بداعي التنزيه.
¨ ثانيا: منهج الباطنية وغلاة الشيعة: وهؤلاء اعتمدوا على تأويلات باطلة، لا تمت للنصوص الشرعية بصلة، وقد نقل الدكتور الصباغ أمثلة على هذا المنهج المنحرف، من كتاب "القرامطة" لإبن الجوزي رحمه الله، ومنها:
¥