والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ... وأراه أسهل ما عليك يُضيّع
يحكى أن أبا موسى الأشعري اجتهد قبل موته، فقيل له: لو رفقت بنفسك؟ فقال: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها. والذي بقي من أجلي أقل من ذلك.
وماالمرء إلا راكب ظهر عمره ... على سفر يطويه باليوم والشهر
يبيت ويضحى كل يوم وليلة ... بعيداً عن الدنيا قريباً من القبر
ياهذا .. أمس أجل، واليوم عمل، وغداً أمل. فلا يلهينك الأمل عن العمل.
كان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: (ويحك يا يزيد، من ذا الذي يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا الذي يرضي ربك عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟).
ترحل من الدنيا بزاد من التقى ... فعمرك أيام وهن قلائل
قال ابن مسعود رضي رضي الله عنه: (إنكم في ممر من الليل والنهار، في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة. فمن يزرع خير فيوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شراً فيوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع ما زرع).
تمر الليالي والحوادث تنقضي ... كأضغاث أحلام ونحن رقود
وأعجب من ذا أنها كل ساعة ... تجدّ بنا سيراً ونحن قعود
قال يحيى بن معاذ: (لست أبكي على نفسي إن ماتت، إنما أبكي لحاجتي إن فاتت).
نروح ونغدو لحاجتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجته ... وتبقى له حاجة ما بقي
أخي الحبيب .. هل آن الأوان لكي تبادر وتشمّر في جمع الغنائم الباردة قبل أن تُمنعها؟!
قال أحمد بن عاصم الأنطاكي: (هذه غنيمة باردة: أصلح ما بقي من عمرك؛ يغفر لك ما مضى).
ولله در القائل:
إذا كنت أعلم علماً يقيناً ... بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنيناً بها ... وأجعلها في صلاح وطاعة؟
طوبى لمن سمع ووعى، وحقق ما ادعى، ونهى النفس عن الهوى، وعلم أن الفائز من ارعوى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أويس القرني]ــــــــ[04 Aug 2004, 01:52 م]ـ
جزاك الله خيرا على نصحك، ونفع بك أينما كنت
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Aug 2004, 05:10 م]ـ
بورك فيك يا أخ كساب، وكم نحن ـ والله ـ بحاجة لمثل هذه الأقوال في الرقائق، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.