تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحبابنا الكرام الكتاب طبع أخيراً بطبعة جميلة شيقة جذابة في مجلدين فقط فيها إحياء علوم الدين للإمام مجدد القرن الخامس الإمام الغزالي رحمه الله ومعها كتاب تخريج الحافظ العراقي لأحاديث الكتاب وأيضاً كتاب الإملاء على الإحياء للغزالي ط دار السلام

ولا يقدح في الكتاب بعد ذلك إلا من قد قسى قلبه فأصبح كالحجارة.

وكم من ذو نعمة محسود رحم الله الإمام الغزالي وسائر علماء المسلمين المخلصين.

من درر الإمام الغزالي

قال الغزالي: لما رأيت أصناف الخلق قد ضعف إيمانهم إلى هذا الحد بهذه الأسباب

(سبب من الفلاسفةـ ومن أدعياء التصوف ـ ومن ادعياء التعليم ـ وسبب من معاملة الموسمين بالعلم.)

ورأيت نفسي لازمة مجتهدة ملبة بكشف هذه الشبه، حتى كان فضح هؤلاء أيسر عندي من شربة الماء لكثرة خوضي في علومهم وطرقهم أنقدح في نفسي أن ذلك متعين في الوقت محتوم. فماذا تغنيك العزلة وقد عم الداء

ومرض الأطباء وأشرف الخلق على الهلاك؟

.................................................. .................

قالت نفسه: متى تشتغل أنت بكشف الغمة ومصادمة الظلمة والزمان زمان الفترة والدور دور الباطل؟ ولو اشتغلت بدعوة الخلق إلى الحق لعاداك أهل الزمان جميعهم وأنى تقاومهم فكيف تعايشهم ولا يتم ذلك إلا

بزمان مساعد ــــــــــــــ وسلطان متدين قاهر؟

فترخصت بيني وبين الله تعالى بالأستمرار على العزلة تعلالاً بالعجز عن إظهار الحق بالحجة.

فقدر الله تعالى فأمر السلطان أمر إلزام بالنهوض إلى نيسابور لتدارك هذه الفتنة.

فخطر لي أن سبب الرخصة قد ضعف فلا ينبغي أن يكون ملازمتك العزلة طلباً للكسل والراحة وطلب عز النفس وصونها عن أذى الخلق. ((ألم،أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)) .........

..........................

إلى أن قال: فشاورت في ذلك جماعة من أطباءالقلوب فاتفقوا على الإشارة بترك العزلة

والخروج من الزاوية وانضاف إلى ذلك منامات من الصالحبن كثيرة متواترة تشهد بأن هذه الحركة مبدأ خير. قدرها الله على رأس هذه المائة وقد وعد الله بإحياء دينه على رأس كل مائة. فاستحكم الرجاء وغلب حسن الظن بهذه الشهادات ويسر الله الحركة إلى نيسابور في ذي القعدة سنة 499هـ وبلغت مدة العزلة

إحدى عشرة سنة. ....

ثم قال: وأنا أعلم أني وإن رجعت إلى نشر العلم فما رجعت، فإن الرجوع عود إلى ما كان، وكنت في ذلك الزمان أنشر العلم الذي يكسب الجاه، وأدعوا إليه بقولي وعملي وكان ذلك قصدي ونيتي،

وأما الأن فأدعو إلى العلم الذي به يترك الجاه ويعرف به سقوط رتبته.

هذا الآن قصدي ونيتي ويعلم الله ذلك مني وأنا أبغي أن أصلح نفسي وغيري. ولا أدري أأصل إلى مرادي أم أخترم دون غرضي؟ ولكني أومن إيمان يقين ومشاهدة أنه لاحول ولا قوة إلا بالله وأني لم أتحرك لكنه حركني، وأني لم أعمل ولكنه استعملني، فأسأله أن يصلحني أولاً ثم يصلح بي. ويهديني ثم يهدي بي. وأن يريني الحق حقاً ويرزقني اتباعه، ويريني الباطل باطلاً ويرزقني اجتنابه.

.......... رسالة سبب نشر العلم بعد الإعراض عنه ................................

وقفات سريعة مع الرسالة:

1ـ سعة فقه الإمام الغزالي مما جعل تصحيح أحوال الأمة أيسر عنده من شربة الماء.

2ـ الفقه قبل التعبد والعزلة.

3ـ عسر الدواء لمن عرف الداء معرفة جلية فعكف يداوي نفسه (11) سنة.

4ـ بعد هذه المدة الطويلة يتردد في ترك العزلة وهذا دليل على لذة المراقبة بل المعاينة التي وجدها في العزلة.

5ـ من عظيم فضل االتعبد والعزلة إحتقار النفس ومعرفة دائها ودواءها.

6ـ حسن الأدب مع اصحابه فاستشارهم في أمر لا يخفاه فقهه أدب معهم وحفظاً لطيب المعشر.

7ـ وقفات الإمام مع نفسه وطول عذله لها وإلجامها عن رغباتها.

8ـ الفرق بين حال الإمام قبل العزلة وبعدها من حيث أحوال الباطن.

أين نحن من حالاً قريباً من حال الإمام فكم من نفس تتشوف لحب الظهور وكم من حب لفضول المخالطة

وكم من تصدر للمجالس ولما نريش بعد. أخيراً أسأل الله أن يبلغنا أعلى مقامات الإحسان فضلاً منه وتكرماً وأن يرزقنا الإقتداءبسير المحسنين وأن يثبتنا على صراطه المستقيم.وصلى الله وسلم

على أعظم خلقه سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه.

ـ[علي جاسم]ــــــــ[04 Mar 2005, 02:40 م]ـ

يقول ابن تيمية في درء التعارض " أن الغزالي قد ألقى بنفسه في بطون الفلاسفة فلما أراد أن يخرج منهم لم يقدر " لكن هل هذا القول يعني كفران الغزالي .. على أن الغزالي يقول عن نفسه " إنما أنا مزجا البضاعة " وهذا القول لا يعني بطريقة أو بخرى أنه كافر أو حتى أنه مخطي .. أما بالنسسبة لما نقل عن الغزالي من أنه قد ذم علم الكلام في منقذه من الضلال فهذا قول خداج وفهم خداج إذ يقول الغزالي في علم الكلام " فصادفته علما وافيا بمقصوده غير واف بمقصودي وإنما مقصوده حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها عن تشويش أهل البدع .. ثم يقول بعد ذلك بعدما ذكر أهل الفتن .. فأنشأ الله تعالى طائفة من المتكلمين وحرك دواعيهم لنصرة السنة بكلام مرتب يكشف عن تلبيسات أهل البدع المحدثة .... ثم يقول بعد ذلك فيهم أي أهل علم الكلام " فقد قام طائفة منهم بما ندبهم الله تعالى إليه فأحسنوا الذب عن السنة والنضال عن العقيدة ... ولعمر الله لا أجد في هذا الكلام ما يسيء لعلم الكلام .. أما قوله " فوجدته وافيا لمقصده غير واف لمقصدي " نعم ذلك لأن الغزالي كما ذكر ابن تيمية أن عنده من الذكاء ما يتشوف به إلى طريقة خاصة .. ولا ضير في هذا الأمر مع رجل كالغزالي من حيث الهمة والعلم والغاية .. ولكل من يروم معرفة فكر الغزالي فليقرأ منقذه من الضلال .. وحسسبي من الإطالة هذه الأخيرة ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير