ـ[علي جاسم]ــــــــ[04 Mar 2005, 02:58 م]ـ
أما بالنسبة للإحياء .. ففيه الغث والسمين ونفعه أكثر من ضره .. وكان ابن القيم وشيخه ابن تيمية إذا ما ذكرا كتاب الإحياء يسميانه " أجل كتب الغزالي "أما بالنسبة لما نسب للغزالي من أنه قاتل " ليس بالإمكان أفضل مما كان " فهذا قول الهزيلية وهم من المعتزلة والهزيلية أتباع أبي الهزيل ومن مذهبهم أن خالقية الله منتهية إلى حد أي أنه لا يقدر أن يخلق شيئا آخر .. ولا أعرف والله كيف يمكن أن يتصور مسلم أن الغزالي بغزارة علمه وسعة فكره يقول هذا القول والله تعالى لا يئوده شيء وهو على كل شيء قدير .. أما بالنسبة للرواية التي ذكرها الغزالي من أن رؤية أحد الصالحين خير من رؤية الله مائة مرة .. فهذا الكلام وكل كلام على شاكلته من أهل التصوف والعارفين له ضاهر ليس كباطن ففي رواية مشابهة .. أنه زار قبر أبا يزيد البسطامي ملك فسأل هل بقي أحد من أصحاب أبي يزيد فأشاروا لشيخ وقالوا هذا آخر أصحاب الشيخ فلما جلسس الملك إليه سأله ما تذكر من أقوال أبي يزيد فقال الشيخ أن أبا يزيد قال من رآني لا يدخل النار .. فانتفض الملك مغاضبا وقال كيف وأبو لهب رأى محمد .. فقال له الشيخ ياهذا .. أبو لهب كان يرىى يتيم أبو طالب ولم يكن يررى رسول الله محمد .. وأحسبها قد تبينت فكرة - من رآني لا يدخل النار - .. على أن الله تعالى يقول {ومنهم من ينضر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون} وهل كل رؤية رؤية .. بالتأكيد لا إذ الرؤية التي قصدها أبو يزيد تلك الرؤية التي تحرك في القلب باعث الإيمان وهذا الباعث يفضي للهداية وهذه الهداية تنجي من النار .. وهذه هي فلسفة - من رآني لا يدخل النار - .. على أن الذي بين أهل التصوف وخصومهم لا يتعدى ثلاث كلمات - من ذاق عرف - .. والحمد لله رب العالمين ..
ـ[إمداد]ــــــــ[08 Mar 2005, 11:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
للأطلاع على كلام الذهبي في الموضوع انظر المجلد 19/ 339
رأي الشيخ الألباني في الموضوع في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/ 18
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[10 Sep 2005, 04:26 م]ـ
جزى الله الإخوة الذين دفعوا الشبهة، و دافعوا عن إمام جليل من كبار أئمة المسلمين، و يكفيه مدحا و تعديلا إطباق أئمة علوم الشرع على تلقيبه " حجة الإسلام الغزالي "، و ما كان خوضه في الكلام في الفلسفة إلا لدحض دعاوى المبطلين و رد شبههم - بنفس بضاعتهم - دفاعا عن الدين، و إن كان بعض من جاء بعده - ممن لم يعش في عصره، و لم يشهد الشبه التي انبرى الإمام الغزالي لكشفها و نفيها - قد أخذوا عليه أنه ساهم في نشر الفلسفة و غيرها من علوم الكلام بقيامه بالاستدلال بها في دحض شبهات اصحابها ضد الإسلام، وهذا مجرد رأي، ولم يبدعه أحد من الأئمة المنصفين، فضلا عن أن يرميه بالضلال أو أن يكفر ه، بل أقروا بفضله و علمه، فتأمله.
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سيكون في هذه الأمة في آخرها من يلعن أوائلها، و قد وقع ما أخبر عنه صلى الله عليه و سلم، وما رمي الإمام الغزالي بما تقدم ذكره إلا مثل على ذلك.
رحم الله الإمام أبي حامد الغزالي رحمة واسعة، و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء، و حسبك في تعديله و الثناء عليه تلقيبه ب " حجة الإسلام " من أئمة الإسلام.
ألم تدع هذه التسمية من في قلوبهم بغضاء إلى التفكر في دلالتها؟
إن كل أو جل من اتهموا الغزالي - ممن ذكر آنفا - كان دافعه الهوى و التعصب لرأي ما، أو لم يقرأ كتاب " إحياء علوم الدين "، و إنما سمع من منتقديه من غير اطلاع، و هذا لا يصح مع علو مكانة المنتقد، و مع علو كبر الاتهام. وقد كان الأجدر بالمدعين عليه بالباطل أن يتفكروا في اختياره لعنوان كتابه: إحياء علوم الدين
* و مما يحزن المرء ذيوع اتهام كثير من أئمة الإسلام بالباطل، من غير تثبت أو تحقق، انتصارا لمذهب من المذاهب، و كذا رمي الأحاديث النبوية الشريفة - التي صححها أئمة علوم الحديث - بالضعف؟
إنه لم يكد يسلم لنا حديث شريف من الطعن فيه، بدعوى قول قيل في أحد رواته، بغير تحقيق أو تمحيص، و ذلك بدعوى " تخريج " الأحاديث، فإن ذكرت لهم ما قاله الأباني مثلا في مثل بعض هؤلاء من " المخرجين " المعاصرين: من قلة البضاعة و الهوى و حب الشهرة، أعرضوا، و لووا رؤسهم.بل تطاولوا و جهلوا في القول، بمثل ما طفح منهم في حق إمام جليل مثل " حجة الإسلام الغزالي " / فكيف تتوقع من تطاولهم على من دونه بدرجات؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[20 Sep 2005, 10:07 ص]ـ
و حسبك في بيان بهتان الضالين، الذين يرمون الإمام أبي حامد الغزالي بالضلال - بل و الكفر - باحتجاج أئمة كبار مثل ابن حجر و النووي بآرائه الفقهية في كتابيهما: " فتح الباري " و " المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج "، بل ذكر الذهبي في كتابه " تذكرة الحفاظ " أن الغزالي يعد مجدد الإسلام في المائة الخامسة - هو و جماعة - و كذا قال السيوطي، فتأمله
فهل هؤلاء جهال، أم غيرهم هم الجهال؟
و في مقالة تالية سأبين ذلك إن شاء الله تعالى
¥