تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Nov 2005, 10:04 م]ـ

في كتاب نسب قريش (1) لمصعب الزبيري ص637:

وكان مسلم بن عقبة، بعد ما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة في إمرة يزيد بن معاوية، وأنهبها

ثلاثاً، أتي بقوم من أهل المدينة؛ فكان أول من قدم إليه محمد بن أبي جهم؛ فقال له: تبايع أمير المؤمنين يزيد على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء، استرقك!

قال محمد: بل، أبايع على أني ابن عم كريم حر، فقال: اضربوا عنقه؛ فقتل، ثم قدم إليه يزيد بن عبد الله بن زمعة؛ فقال له مثل ذلك؛ فأجابه مثل جواب محمد فقدمه، فقتله؛

ثم قدم إليه سعيد بن المسيب؛ فقال له: بايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء استرقك!

قال سعيد: لا أبايع عبداً ولا حراً

فقال مسلم: مجنون اخنقاه ـ للذين أتيا به ـ فخنقاه حتى ثقل [في المخطوط: تفل] في أيديهما؛ فظنا أنه قد مات؛ فأرسلاه، فسقط، ثم أفاق، فقال: لا والله لا والله، فتقدم إليه مروان بن الحكم، وعمرو بن عثمان، فشهدا أنه مجنون.

فقال: قد ظننت ذلك، أرسلاه فانصرف راجعاً إلى المدينة؛ فلحقه مروان وعمرو بن

عثمان، فقالا: الحمد لله الذي سلمك يا أبا محمد، فقال: اذهبا إليكما عني، أتشهدان بالزور وأنا أسمع، وتنفسان على الشهادة؟! والله لا أكلمكما أبداً!.


(1) النسخة الألكترونية، وصححت بعض العبارات المضطربة من مخطوط "ملخص مسند يعقوب بن شيبة " [39 /أ/ب] فقد ذكرها عنه.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Nov 2005, 01:25 م]ـ
في كتاب أخبار القضاة لوكيع 3/ 241:
قال أخبرني عبد الله بن شبيب أبو سعيد قال حدثني يحيى بن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبدالرحمن بن أبي الصديق قال حدثني سليمان بن بلال قال كان يحيى بن سعيد قد ضاق واشتدت حاله حتى جلس في البيت فبينا هو على ذلك إذ جاءه كتاب أبي العباس يأمره بالخروج إليه، فكنت أنا الذي جهزته، ووكلني بالقيام على أهله، والنفقة عليهم، فلما خرجنا من داره ـ وهو يريد العراق ـ كان أول ما لقينا جنازة قد طلعت فتغير وجهي لذلك؛ فقال: كأنك تطيرتَ؟
فقلتُ: نعم.
فقال: فلا تفعل، فوالله لئن صدقنا الفأل لينعشن الله أمري، فكان كما قال، فأصاب خيرا، وبعث إلى بقضاء دينه، وقال لي، وأنا معه: ما من شيء إلا وقد علمتُه.
قال سليمان بن بلال: ثم جاءني كتابه بعد ما استقضي قد كتب:
قلت لك: ما من شيء إلا وقد علمتُه، فأقسم لك بالله لأول خصمين جلسا بين يدي في أمر لا والله ما سمعت فيه بشيء!!
فإذا جاءك كتابي هذا فاسأل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن كذا وعن كذا، ولا تخبره أني كتبت إليك تسأله، فجئت ربيعة فسألته، فقال: صاحبك كتب إليك تسألني عن هذا؟
قال: فكأني أمسكتُ.
قال: فإني أسألك؟ وقال: لا أجيبك حتى تخبرني.
فأخبرته؛ فأجابني، وكتبت إلى يحيى بن سعيد بذلك. اهـ

- يحيى بن سعيد الأنصاري سمع من أنس رضي الله، وكان من كبار علماء المدينة.
- و لعله هذا من تأديب الله تعالى له على تلك الكلمة، وتشبه هذا القصة ما وقع لنبي الله موسى عليه السلام، وما جرى بعدها من حكايته مع الخضر.
- في بيان الإمام يحيى بن سعيد لسليمان بلال هذه الحادثة يدل على صدقه، وندمه على كلامه، وحرصه على بيان ذلك لصاحبه ليكون درسا له أيضا، وإلا فقد كان يمكنه أن يرسل بالسؤال من غير بيان لما حدث له.
والله أعلم.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[10 Nov 2005, 01:22 ص]ـ
قال العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع 3/ 252:

وقد حدثني بعضُ النَّاسِ أنَّهم في هذا البلد هنا في «عُنَيزة» كانوا يَحْفِرُون لسور البلد الخارجي، فمرُّوا على قَبْرٍ فانفتح اللَّحْدُ فوجدوا فيه ميتاً قد أكلت كَفَنَه الأرضُ، وبقي جسمُه يابساً؛ لكن لم تأكل منه شيئاً، حتى إنهم قالوا: إنهم رأوا لحيته وفيها الحناء، وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك، فتوقَّفوا وذهبوا إلى الشيخ، وكان في ذلك الوقت «عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين» وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه وجنِّبوا عنه، فاحفِروا عن يمين أو يسار.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Nov 2005, 05:06 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص195:
سمعت إسحاق بن عمر بن سليط يقول: سمعت حماد بن زيد يقول:
سمعت أيوب يقول: من أراد أن يعرف خطا معلمه فليجلس إلى غيره.
ونحوه في المعرفة والتاريخ 2/ 138، وحلية الأولياء 3/ 9.

وقال ابن حزم في مراتب العلوم ص77 [ضمن مجموع رسائله ج4]: [في وصايا لطالب العلم]
.. وسكنى حاضرة فيها العلم، ولقاء المتنازعين، وحضور المتناظرين = فبهذا تلوح الحقائق، فليس من تكلم عن نفسه وما يعتقده، كمن تكلم عن غيره، ليست الثكلى كالنائحة المستأجرة، ومن لم يسمع إلا من عالم واحد = أوشك أن لا يحصل على طائل، وكان كمن يشرب من بئر واحدة، ولعله اختار الملح المكدر، وقد ترك العذب، ومع اعتراك الأقران ومعارضتهم يلوح الباطل من الحق، ولا بد، فمن طلبه كما ذكرنا أوشك أن ينجح مطلبه، وأن لا ينفق سعيه، وأن يحصل في المدة اليسيرة على الفائدة العظيمة، ومن تعدى هذه الطريقة كثر تعبه، وقلت منفعته.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير