ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Mar 2006, 01:00 م]ـ
في الأغاني لأبي الفرج 8/ 37:
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا محمد بن إسحاق بن عبد الرحمن قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال حدثني أبو عبيدة قال:
التقى جرير والفرزدق بمنى ـ وهما حاجان ـ فقال: الفرزدق لجرير:
فإنك لاقٍ بالمنازل من مِنىً * فَخَارا فخبِّرْنِي بمن أنت فاخرُ
فقال له جرير: لبيك اللهم لبيك.
قال إسحاق: فكان أصحابنا يستحسنون هذا الجواب من جرير ويعجبون منه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Mar 2006, 10:05 م]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص75:
ومن لطائف المنقول:
أن بثينة وعزة دخلتا على عبد الملك بن مروان، فانحرف إلى عزة وقال:
أنت عزة كُثيّر؟
قالت: لست لكثير بعزة، لكنني أم بكر.
قال: أتروين قول كُثير:
وقد زعمت أني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغيرُ؟
قالت: لست أروي هذا، ولكنني أروي قوله:
كأني أنادي أو أكلم صخرةً * من الصم لو تمشي بها العصم زلت
ثم انحرف إلى بثينة، فقال: أنت بثية جميل؟
قالت: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: ما الذي رأى فيك جميل حتى لهج بذكرك من بين نساء العالمين؟!
قالت: الذي رأى الناس فيك فجعلوك خليفتهم!
قال: فضحك حتى بدا له ضرس أسود، ولم ير قبل ذلك! وفضل بثينة على عزة في الجائزة، ثم أمرهما أن يدخلا على عاتكة بنت يزيد، فدخلتا عليها فقالت لعزة: أخبريني عن قول كثير:
قضي كل ذي دينٍ فوفىّ غريمه * وعزة ممطولٌ معنى غريمها
ما كان دينه؟ وما كنت وعدته؟
قالت: كنت وعدته قبلة، ثم تأثمت منها.
قالت: عاتكة وددت أنك فعلت وأنا كنت تحملت أثمها عنك!!
ثم ندمت عاتكة، واستغفرت الله تعالى، وأعتقت عن هذه الكلمة أربعين رقبة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Mar 2006, 11:26 م]ـ
في سير أعلام النبلاء 10/ 248:
محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا الفلاس قال: رأيت يحيى [القطان] يوما حدث بحديث، فقال له عفان [بن مسلم]: ليس هو هكذا، فلما كان من الغد أتيت يحيى، فقال: هو كما قال عفان، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان.
قلت [الذهبي]: هكذا كان العلماء فانظر يا مسكين كيف أنت عنهم بمعزل! اهـ
وفي 11/ 487:
ويروى عنه [حاتم الأصم] قال: أفرح إذا أصاب من ناظرني، وأحزن إذا أخطأ.
وفي الحلية لأبي نعيم 9/ 118: حدثنا الحسن بن سعيد ثنا زكريا الساجي حدثني أحمد بن العباس الساجي قال سمعت أحمد بن خالد الخلال يقول: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا على النصيحة.
وسمعت أبا الوليد موسى بن أبي الجارود يقول: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق، ويسدد، ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ، وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بيّن الله الحق على لساني أو لسانه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Mar 2006, 04:17 م]ـ
قال الإمام محمد بن الحسين الآجري في كتابه العظيم أخلاق العلماء ص54:
ذكر صفة مناظرة هذا العالم إذا احتاج إلى مناظرة
اعلموا رحمكم الله، ووفقنا وإياكم للرشاد، أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين، ونفعه بالعلم، أن لا يجادل، ولا يماري، ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي، وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ، ليدفع بحقه باطل من خالف الحق، وخرج عن جماعة المسلمين، فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين، على الاضطرار إلى المناظرة، لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء، ولا يجادلهم، فأما في العلم والفقه وسائر الأحكام فلا.
فإن قال قائل: فإن احتاج إلى علم مسألة قد أشكل عليه معرفتها، لاختلاف العلماء فيها، لابد له أن يجالس العلماء ويناظرهم حتى يعرف القول فيها على صحته، وإن لم يناظر لم تقو معرفته؟
¥