ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Apr 2006, 03:15 م]ـ
في بدائع الفوائد لابن القيم 4/ 1406
ومن مسائل الفضل بن زياد:
قال: سمعت أبا عبد الله قيل له: ما تقول في التزويج في هذا الزمان؟
فقال: مثل هذا الزمان ينبغي للرجل أن يتزوج، ليت أن الرجل إذا تزوج اليوم ثنتين يُفْلِت، ما يأمن أحدكم أن ينظر النظرة = فيحبط عمله!
قلت له: كيف يصنع؟ من أين يطعمهم؟
فقال: أرزاقهم عليك؟! أرزاقهم على الله عز وجل اهـ.
قلت: كيف لو رأى فتن هذا الزمان؟!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Apr 2006, 04:22 م]ـ
في بدائع الفوائد لابن القيم 4/ 1429 [في معرض سرد بعض أسئلة الفضل بن زياد للإمام أحمد]
قلت: رجل يقرئ رجلا مائتي آية، ويقرئ آخر مائة آية؟
قال: ينبغي له أن ينصف بين الناس.
قلت: إنه يأخذ على هذا مائتي آية؛ لأنه يرجو أن يكون عاملا به، ويأخذ على هذا أقل؛ لأنه لم يبلغ مبلغ هذا في العمل.
قال: ما أحسن الإنصاف في كل شيء.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:17 م]ـ
قال ابن القيم: زاد المعاد ج: 1/ 51 [معنى تضعيف السيئات في الحرم]
ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها فإن السيئة جزاؤها سيئة لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها، وصغيرة جزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده، وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:18 م]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 182:
وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، وكان يضحك مما يضحك منه وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب وقوعه ويستندر، وللضحك أسباب عديدة هذا أحدها.
والثاني: ضحك الفرح، وهو: أن يرى ما يسره أو يباشره.
والثالث: ضحك الغضب، وهو كثيرا ما يعتري الغضبان إذا اشتد غضبه، وسببه تعجب الغضبان مما أورد عليه الغضب، وشعور نفسه بالقدرة على خصمه، وأنه في قبضته وقد يكون ضحكه لملكه نفسه عند الغضب، وإعراضه عمن أغضبه، وعدم اكتراثه به.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:18 م]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 183:
وأما بكاؤه، فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق، ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفا على أمته وشفقه عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو: بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية، ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال: "تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون "، وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء، وانتهى فيها إلى قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)، وبكى لما مات عثمان بن مظعون، وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف، وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول: "رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك "، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته، وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل.
والبكاء أنواع: أحدها: بكاء الرحمة والرقة.
والثاني: بكاء الخوف والخشية،.
والثالث: بكاء المحبة والشوق.
والرابع: بكاء الفرح والسرور.
والخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله.
والسادس: بكاء الحزن.
والفرق بينه وبين بكاء الخوف: أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب، وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك.
والفرق بين بكاء السرور والفرح، وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان، ودمعة الحزن حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لما يفرح به: هو قرة عين، وأقر الله به عينه، ولما يحزن: سخينة العين، وأسخن الله عينه به.
والسابع: بكاء الخور والضعف.
والثامن: بكاء النفاق، وهو: أن تدمع العين، والقلب قاس، فيظهر صاحبه الخشوع، وهو من أقسى الناس قلبا.
والتاسع: البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال عمر بن الخطاب: تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها.
والعاشر: بكاء الموافقة، وهو: أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم، ولا يدري لأي شيء يبكون، ولكن يراهم يبكون فيبكي.
وما كان من ذلك دمعا بلا صوت فهو بكى مقصور، وما كان معه صوت فهو بكاء ممدود على بناء الأصوات، وقال الشاعر:
بكت عيني وحق لها بكاها * * وما يغني البكاء ولا العويل
وما كان منه مستدعى متكلفا فهو التباكي، وهو نوعان:
محمود ومذموم، فالمحمود: أن يستجلب لرقة القلب، ولخشية الله لا للرياء والسمعة.
والمذموم: أن يجتلب لأجل الخلق، وقد قال عمر بن الخطاب: للنبي صلى الله عليه وسلم ـ وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر ـ أخبرني ما يبكيك يا رسول الله؟ فإن وجدتُ بكاء بكيت، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما. ولم ينكر عليه، وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا.
¥