ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Jul 2006, 12:16 ص]ـ
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/ 89:
وَقَدْ رَأَيْت فِي بَعْضِ التَّوَارِيخِ الْقَدِيمَةِ:
أَنَّ أَحَدَ قُضَاةِ الْعَدْلِ فِي بَنْيِ إسْرَائِيلَ أَوْصَاهُمْ إذَا دَفَنُوهُ أَنْ يَنْبُشُوا قَبْرَهُ بَعْدَ مُدَّةٍ فَيَنْظُرُوا هَلْ تَغَيَّرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لا!
وَقَالَ: «إنِّي لَمْ أجر قَطُّ فِي حُكْمٍ، وَلَمْ أُحَابِ فِيهِ، غَيْرَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيَّ خَصْمَانِ كَانَ أَحَدُهُمَا صِدِّيقًا لِي فَجَعَلْت أُصْغِي إلَيْهِ بِأُذُنِي أَكْثَرَ مِنْ إصْغَائِي إلَى الْآخَرِ، فَفَعَلُوا مَا أَوْصَاهُمْ بِهِ، فَرَأَوْا أُذُنَهُ قَدْ أَكَلَهَا التُّرَابُ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ جَسَدُهُ».
وَفِي تَخْصِيصِ أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ بِمَجْلِسٍ أَوْ إقْبَالٍ أَوْ إكْرَامٍ مَفْسَدَتَانِ:
إحْدَاهُمَا: طَمَعُهُ فِي أَنْ تَكُونَ الْحُكُومَةُ لَهُ = فَيَقْوَى قَلْبُهُ وَجِنَانُهُ.
وَالثَّانِيَةُ: أَنَّ الآخَرَ يَيْأَسُ مِنْ عَدْلِهِ، وَيَضْعُفُ قَلْبُهُ، وَتَنْكَسِرُ حُجَّتُهُ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Aug 2006, 02:53 م]ـ
- قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/ 99:
وَقَدْ احْتَجَّ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَالْفُقَهَاءُ قَاطِبَةً بصْحِيفَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَلَا يُعْرَفُ فِي أَئِمَّةِ الْفَتْوَى إلَّا مَنْ احْتَاجَ إلَيْهَا وَاحْتَجَّ بِهَا، وَإِنَّمَا طَعَنَ فِيهَا مَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ أَعْبَاءَ الْفِقْهِ وَالْفَتْوَى كَأَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ وَابْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِمَا.
- في رحلة الحج إلى بيت الله الحرام للإمام محمد الأمين الشنقيطي ص69:
[عند ذكر مجلس لهم في قرية «النعمة» مع بعض الأدباء قال:]
وربما حضر مذاكرتنا بعض العوام الذين لا يفهمون، ومن جهلهم أن واحدا منهم قال لنا بكلامه الدارجي ما مضمونه: إنه يغبطنا ويغار منا بسبب أننا نمر بأرض السودان التي فيها موضع شريف؟
قلنا له: وما ذاك الموضع الشريف؟
قال: الخرطوم.
قلنا: وأي شرف للخرطوم؟
قال: لأنه مذكور في القرآن (سنسمه على الخرطوم) فقلنا له: ذاك خرطوم آخر غير الخرطوم الذي تعني. فضحك من فهم من الحاضرين.
واستدل بعضهم بدليل هو عليه لا له، فقال له الأديب العلوي [محمد المختار بن محمد فال بن بابه]: هذا مغني اللصوص، فضحك من له خبرة بقصة مغني اللصوص، وهي قصة مشهورة حاصلها:
أن بعض الأمراء أسر لصوصا كانوا يقطعون الطريق، فقدهم للقتل واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم إلا واحدا، فقال: لا تقتلوني، فإني لست من اللصوص، وإنما كنت مغنيا لهم أطربهم بالأناشيد والأغاريد.
فقالوا له: بم كنت تغنيهم؟
فقال: بقول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
فإن كان ذا شر فجانب بسرعة * وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي.
[فقيل له: صدقت! وأمر بقتله.]
ما بين القوسين تتمتها من محاضرات الأدباء 1/ 131 للراغب.
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Aug 2006, 12:23 ص]ـ
وبمناسبة ذكر الشيخ الشنقيطي رحمه الله فقد ذكر في أضواء البيان (6/ 339:الطبعة القديمة) أثناء حديثه عن قول الله تعالى " وهذا ملح أجاج " قال:"ولكن أخبرني بعض المرافقين الثقاة أنه جاء إلى محل اختلاطهما،وأنه جلس يغرف بإحدى يديه عذباً فراتاً وبالأخرى ملحاً أجاجاً والجميع في مجرى واحد لا يختلط أحدهما بالآخر " 0
وقد مكثت زمناً أحاول أن أعرف من هو هذا الثقة،وبعد زمن عرفت أنه الشيخ: أحمد بن محمد الأمين بن أحمد المختار،وسألته شخصياً على الإبهام وكأني ما عرفته فأكد لي ذلك وأنه لا زال يذكر المكان الذي أخبر الشيخ فيه 0والشيخ أحمد حفظه الله معروف مشهور 0
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Aug 2006, 09:30 م]ـ
وأنه لا زال يذكر المكان الذي أخبر الشيخ فيه.
بارك الله فيكم، هلا سلألته عن المكان في أي بحر؟
وسمعت قديما من أحد الإخوة من مدينة الجبيل ـ أظن ـ أن هناك عيونا حلوة تنبع في وسط البحر لا تختلط بالمالح وأمكانها معروفة عندهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي 14/ 481:
¥