تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Nov 2006, 10:05 م]ـ

بارك الله فيكم يا شيخ عبدالرحمن على هذه الفوائد والفرائد ...

البحر الذي سألت عنه أخانا الجكني،هو نهر السنغال،وقد صرّح به الشيخ ـ رحمه الله ـ في نفس الموضع الذي تفضل بذكره أخونا الجكني،وهذا نص كلام الشيخ هناك:

(

وقوله: {وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ} أي البحر الملح، كالبحر المحيط، وغيره من البحار التي هي ملح أجاج، وعلى هذا التفسير فلا إشكال.

وأما على القول الثاني بأن مرج بمعنى خلط، فالمعنى: أنه يوجد في بعض المواضع اختلاط الماء الملح والماء العذب في مجرى واحد، ولا يختلط أحدهما بالآخر، بل يكون بينهما حاجز من قدرة الله تعالى، وهذا محقق الوجود في بعض البلاد، ومن المواضع التي هو واقع فيها المحل الذي يختلط فيه نهر السنغال بالمحيط الأطلسي بجنب مدينة سانلويس، وقد زرت مدينة سانلويس عام ست وستين وثلاثمائة وألف هجرية، واغتسلت مرة في نهر السنغال، ومرة في المحيط، ولم آت محل اختلاطهما، ولكن أخبرني بعض المرافقين الثقاة أنه جاء إلى محل اختلاطهما، وأنه جالس يغرف بإحدى يديه عذباً فراتاً، وبالأخرى ملحاً أجاجاً، والجمع في مجرى واحد، لا يختلط أحدهما بالآخر. فسبحانه جل وعلا ما أعظمه، وما أكمل قدرته).

ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[21 Nov 2006, 12:16 م]ـ

جزاكم الله خيراً

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Nov 2006, 08:37 م]ـ

بارك الله فيكم يا شيخ عمر وجزاك خيرا.

الأخ القعقاع وجزاك الله خيرا.

قال الشيخ علي الطنطاوي:

ومما حدث لي أنني:

لما كنت أعمل في العراق سنة 1936 نقلت مرة من بغداد إلى البصرة أثر خصومة بيني وبين مفتش دخل الصف فسمع الدرس.

فلما خرج (نافق) لي فقال: إنه معجب بكتاباتي وفضلي، و (نافقت) له فقلت: إني مكبر فضله وأدبه، وأنا لم أسمع اسمه من قبل، ثم شرع ينتقد درسي فقلت: ومن أنت يا هذا؟ وقال لي وقلت له ...

وكان مشهدا طريفا أمام التلاميذ ... رأوا فيه مثلا أعلى من (تفاهم) أخوين، وصورة من تهذيب الأخلاق.

ثم كتبت عنه مقالة كسرت بها ظهره، فاستقال و (طار) إلى بلده، ونقلت أنا عقوبة إلى البصرة.

وصلت البصرة فدخلت المدرسة، فسألت عن صف (البكالوريا) بعد أن نظرت إلى لوحة البرنامج، ورأيت أن الساعة لدرس الأدب، وتوجهت إلى الصف من غير أن أكلم أحدا أو أعرفه بنفسي.

فلما دنوت من بابا الصف وجدت المدرس، وهو كهل بغدادي على أبواب التقاعد، يخطب التلاميذ يودعهم وسمعته يوصيهم (كرما منه) بخلفه الأستاذ الطنطاوي، ويقول هذا وهذا ويمدحني ...

فقلت: إنها مناسبة طيبة لأمدحه أنا أيضا وأثني عليه، ونسيت أني حاسر الرأس، وأني من الحر أحمل معطفي على ساعدي، وأمشي بالقميص وبالأكمام القصار، فقرعت الباب قرعا خفيفا، وجئت ادخل؛ فالتفت إلي وصاح: إيه زمال وين فايت؟ (والزمال الحمار في لغة البغداديين) فنظرت لنفسي هل أذني طويلتان؟ هل لي ذيل؟ ... فقال: شنو ما تفتهم (تفهم) أما زمال صحيح.

وانطلق بـ (منولوج) طويل فيه من ألوان الشتائم ما لا أعرفه، وأنا أسمع مبتسما.

ثم قال: تعال نشوف تلاميذ آخر زمان، وقف احك شو تعرف عن البحتري، حتى تعرف أنك زمال ولاّ لأ؟

فوقفت وتكلمت كلاما هادئا متسلسلا، بلهجة حلوة، ولغة فصيحة. وبحثت وحللت وسردت الشواهد وشرحتها، وقابلت بينه وبين أبي تمام، وبالاختصار ألقيت درسا يلقيه مثلي ...

والطلاب ينظرون مشدودين، ممتدة أعناقهم، محبوسة أنفاسهم، والمدرس المسكين قد نزل عن كرسيه، وانتصب أمامي، وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما من الدهشة، ولا يملك أن ينطق، ولا أنظر إليه كأني لا أراه حتى قرع الجرس ... قال: من أنت؟ ما اسمك؟ قلت: علي الطنطاوي!

وأدع للسامعين الكرام أن يتصوروا موقفه!

روائع الطنطاوي ص167 نقله من كتابه «من حديث النفس» ص118.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Jan 2007, 01:08 م]ـ

في سير أعلام النبلاء 8/ 289:

قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم (1) صاحب صحناء (2) وكامخ، فكان يمنع هشيما من الطلب، فكتب العلم حتى ناظر أبا شيبة القاضي، وجالسه، في الفقه.

قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، فقال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده!

فجاء، فوجد القاضي في داره، فقال: متى أملت أنا هذا؟!

قد كنت يا بني أمنعك، أما اليوم فلا بقيت أمنعك. اهـ

كم في أبناء المسلمين اليوم من حاله نحو حال هشيم، وهم بحاجة إلى من يكلفهم وينشئوهم على العلم.


(1) هشيم بن بشير الواسطي، قال عنه الذهبي في السير 8/ 287: الإمام شيخ الإسلام محدث بغداد وحافظها.
(2) الصحناء: بكسر الصاد: إدام يتخذ من السمك يمد ويقصر، والكامخ، ما يؤتدم به، أو المخللات المشهية، والكلمتان معربتان.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Jan 2007, 02:16 م]ـ
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 6/ 156:
وهذه قاعدة مطردة وهي: أنا إذا وجدنا حديثاً صحيحاً صريحاً فِي حكم من الأحكام، فإنه لا يرد باستنباط من نَصَّ آخر لَمْ يسق لذلك المعنى بالكلية، فلا ترد أحاديث تحريم صيد المدينة بما يستنبط من حَدِيْث النغير، ولا أحاديث توقيت صلاة العصر الصريحة بحديث: «مثلكم فيما خلا قبلكم من الأمم كمثل رَجُل استأجر أجراء» - الحَدِيْث، ولا أحاديث: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» بقوله: «فيما سقت السماء العشر».
وقد ذكر الشَّافِعِيّ أن هَذَا لَمْ يسق لبيان قدر مَا يجب مِنْهُ الزَّكَاةِ، بل لبيان قدر الزَّكَاةِ، وما أشبه هَذَا.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير