أقول: دون ـ سعاتكم ـ ما نطق به أهل اللسان فلتناقش ـ حضرتكم ـ من أردت ولتترك من رغبت في تركه، وعلى كلٍ فإن جمهور علماء العربية يحكم على المنازعة بأنها:
المخاصمة
والمشارسة
وما يضاد المسالمة
بل المعاندة
و المشارَّة
والمشاقة
والمناقرة
والمجادلة في المسائل العلمية لا لاظهار الحق.
اللهم إلا ما قاله الجوهري والأصْلُ في المُنَازَعَةِ المُجَاذَبَةُ ثمَّ عُبِّرَ بهِ عن المُخَاصَمَةِ.
ولئن ضرب موقعُنا الحبيب على ما بعد ثم ـ في عبارة الجوهري ـ ضرب إبطال، فإننا على استحياء شديد نقول: لِمَ نعمد إلى ما فيه إشكال تاركين ما خلا منه؟ أليس من النَّصفة أن نطرق الباب الأول للمادة العربية، ثم نضع في الاعتبار ما طرأ عليها، لأننا نعيش في عين ما طرأ عليها، وليس من المصلحة إنكار الواقع الذي يلقي بظلاله ـ رضينا أم أبينا ـ على ذات المادة.
ودونكم أقوال أصحاب اللسان عن المنازعة مشفوعة بمصادرها.
قال السيوطي: والمُشارزة والمُشارَسة: المنازعة {المزهر}
وقال الخليل:" التنازع: المنازعة في الخصومات ونحوها، وهي المجاذبة ـ أيضاـ كما ينازِعُ الفرسُ فارسهَ العنانَ. {العين}
وقال الجرجاني:" الصلح في اللغة: اسم من المصالحة، وهي المسالمة بعد المنازعة {التعريفات}
وقال ـ أيضا ـ الجرجاني:" المعاندة: هي المنازعة في المسألة العلمية، مع عدم العلم من كلامه وكلام صاحبه. {التعريفات}
وقال ثالثاً الجرجاني:" المكابرة هي المنازعة في المسألة العلمية، لا لإظهار الصواب بل لإلزام الخصم. {التعريفات}
وقال الجوهري:" والمُشاجَرَةُ: المنازَعةُ، وتَشاجَروا بالرماح: تطاعَنوا. {الصحاح}
وقالوا:" والمُشارَزَة: المنازعة والمشارسةُ. {الصحاح} و {القاموس} و {اللسان}
وقال الفيروزابادي:" الزِّياطُ المُنازَعَةُ، واختلافُ الأصْواتِ. {القاموس}
وقال الرازي:" واشْتَجَر القَوم وتَشَاجَرُوا تَنازَعُوا والمُشَاجَرة المُنازعة. {مختار الصحاح}
وقال ابن قتيبة:" المماظة: المشارة والمشاقة وشدة المنازعة مع طول اللزوم {غريب الحديث}
وقال الأزهري:" قال شمر: المناقرة: المنازعة، وقد ناقره، أي نازعه. {تهذيب اللغة}
وقال ـ الأزهري:" قال أبو عبيد: المُماظَّة المُشارَّة والمُشاقَّةُ، وشِدَّةُ المُنازعة مع طُول اللزوم {تهذيب اللغة}
وقال أصحاب معجم لغة الفقهاء:" المنازعة والمجادلة في المسائل العلمية لا لإظهار الحق، ولكن لمجرد الانتصار على الخصم، والْمُنَازَعَةِ: الْمُضَايَقَةِ"
وقال ابن منظور:" واشْتَجَرَ القوم وتَشاجَرُوا أَي تنازعوا والمُشاجَرة المنازعة {اللسان}
وقال:" والمُناقَرَةُ: المُنازَعَةُ {اللسان}
وقال:" " ونازَعَهُ مُنَازَعَةً ونِزاعاً: خاصَمَهُ وقيلَ: جاذَبَهُ في الخُصُومَةِ كما في الصِّحاحِ أي: مُجَاذَبَة الحُجَجِ فيما يَتَنَازَعُ فيهِ الخَصْمانِ والأصْلُ في المُنَازَعَةِ المُجَاذَبَةُ ثمَّ عُبِّرَ بهِ عن المُخَاصَمَةِ يُقَالُ: نازَعَهُ الكَلامَ ونازَعَه في كذا وهُوَ مجازٌ {اللسان}
وللعلم هذه هي الحلقة الأخيرة من نقاشي؛ لأنني أؤكد شدة حبي للملتقى الواعد، ولتكن المشاركة هذه هي الأخيرة في هذا الباب {باب النديم والمنازع} لنفيد ونستفيد بغض النظر عن المختلف عليه أو فيه، فالمتفق عليه في الملتقى أكثر بكثير من المختلف عليه، مع تحياتي لصبركم عليّ، وعلى كل حال فأنا ضيف ومن حق أصحاب البيت على الضيف أن يخفف، ومن مشاركتي هذه أدعو ملتقاكم الكريم أن يشاركنا في ملتقى أهل التفسير فمرحبا بكم.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[08 Jun 2008, 02:04 ص]ـ
رعاك الله د. خضر، وبسط في علمك، ثم لما كان تحريركم الأخير ردا على ما ذكره الأخ أبو قصي، فصار لزاما على من اطلع عليه أن يكون على دراية بما ذكر لكي يتصل عنده الجانب الفكري له، ومن ثم استسمحكم عذرا في نقل ما ذكره أبو قصي لاستحصال الربط الموضوعي وتجنب الانقطاع الفكري بغية الاستفادة المثلى من هذا الموضوع، وعليه فقد كان النص الذي تكرمتم - أستاذي- بالرد عليه لمن لم يطالعه كالآتي:
والخطاب للدكتور الفاضل خضر: " متَّعَ الله بكم، وأصلحَ شئونَكم، ووصلَكم بالتوفيقِ، والتسديدِ.
قد رأيتُ ما أوردَ د. خضر، فسّرَني منه هذه اللَّمحةُ التي تُنبئ عن معرفةٍ، وانتباهٍ، وحضورِ إدراكٍ.
¥