تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رابعاً: أليس من العدل أن نعود عوداً حميداً إلى السيل الجرار الكائن في أكباد المعاجم والقواميس بدلا من هذا التلمس الذي يفضي إلى مزيد من الحساسية ضد كلمة " نديم"؟!!

خامساًً: أستميح الدكتور مروان عذراً عندما يقول: ابن النديم، هل يصلح أن يكون ابن شارب الخمر وهو من هو!!!

قلت: عندما يكون جد فلان من الناس {كلاب} مثلا، نقول كيف يكون جد فلان كلبا بل جمع من الكلاب وهو من هو؟؟؟!!

سادساً: ما هدف الملتقى من إبراز ما فيه مشاحّة واختلاف أليست هناك ألفاظ صافية كافية يتفق عليها القاصي والداني والقديم من العرب العرْباء، والمعاصر الذي يدري من اللغة قدر الضرورة؟

أليس من الحكمة أن ندلف إلى المتفق عليه، المسطور في عين الكتب التي نستخرج منها أدلة الموافق والمخالف؟!

سابعاً: إذا كان المستهدف جبر قلب المشارك في الملتقى فنصفه بالنديم، مستخلصين فيه صفوة الصداقة وقمة التلازم بيننا وبينه، فإني أقول: أليست الصحبة تعبِّر عن ذلك وزيادة، لذا سمي من له معيَّة مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحابياً لا نديماً.

أليست الخُلَّة أوفق من الندامة؟؟؟ فيجدر بنا أن نختارها بدلا عنها؟ لحديث الصحيحين:" وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ "

أليست الأخوَّة والخلّة والصحبة، والصداقة، والصفوة، والوصف بالحِب، والمسامر أكثر إيناساً من مادة: {ن د م} الكائنة في {عربيتنا} المظللة بمعانيها غير المرغوبة مهما طال النقاش؟!!!

أما المنازعة، فمع كامل تقديري للمكرم أبي قصي الذي يقول: عن لفظ المنازعة " فإنَّما توهَّمَ بعضُ الفضلاءِ أنَّه يقتضي خلافًا وخصامًا، لغلبةِ استعمالِه في العصورِ المتأخرةِ بهذا المعنَى. والحقُّ أنَّ هذا اللفظَ لا يقتضي ذلكَ" أ. هـ

أقول: دون ـ سعاتكم ـ ما نطق به أهل اللسان فلتناقش ـ حضرتكم ـ من أردت ولتترك من رغبت في تركه، وعلى كلٍ فإن جمهور علماء العربية يحكم على المنازعة بأنها:

المخاصمة

والمشارسة

وما يضاد المسالمة

بل المعاندة

و المشارَّة

والمشاقة

والمناقرة

والمجادلة في المسائل العلمية لا لاظهار الحق.

اللهم إلا ما قاله الجوهري والأصْلُ في المُنَازَعَةِ المُجَاذَبَةُ ثمَّ عُبِّرَ بهِ عن المُخَاصَمَةِ.

ولئن ضرب موقعُنا الحبيب على ما بعد ثم ـ في عبارة الجوهري ـ ضرب إبطال، فإننا على استحياء شديد نقول: لِمَ نعمد إلى ما فيه إشكال تاركين ما خلا منه؟ أليس من النَّصفة أن نطرق الباب الأول للمادة العربية، ثم نضع في الاعتبار ما طرأ عليها، لأننا نعيش في عين ما طرأ عليها، وليس من المصلحة إنكار الواقع الذي يلقي بظلاله ـ رضينا أم أبينا ـ على ذات المادة.

ودونكم أقوال أصحاب اللسان عن المنازعة مشفوعة بمصادرها.

قال السيوطي: والمُشارزة والمُشارَسة: المنازعة {المزهر}

وقال الخليل:" التنازع: المنازعة في الخصومات ونحوها، وهي المجاذبة ـ أيضاـ كما ينازِعُ الفرسُ فارسهَ العنانَ. {العين}

وقال الجرجاني:" الصلح في اللغة: اسم من المصالحة، وهي المسالمة بعد المنازعة {التعريفات}

وقال ـ أيضا ـ الجرجاني:" المعاندة: هي المنازعة في المسألة العلمية، مع عدم العلم من كلامه وكلام صاحبه. {التعريفات}

وقال ثالثاً الجرجاني:" المكابرة هي المنازعة في المسألة العلمية، لا لإظهار الصواب بل لإلزام الخصم. {التعريفات}

وقال الجوهري:" والمُشاجَرَةُ: المنازَعةُ، وتَشاجَروا بالرماح: تطاعَنوا. {الصحاح}

وقالوا:" والمُشارَزَة: المنازعة والمشارسةُ. {الصحاح} و {القاموس} و {اللسان}

وقال الفيروزابادي:" الزِّياطُ المُنازَعَةُ، واختلافُ الأصْواتِ. {القاموس}

وقال الرازي:" واشْتَجَر القَوم وتَشَاجَرُوا تَنازَعُوا والمُشَاجَرة المُنازعة. {مختار الصحاح}

وقال ابن قتيبة:" المماظة: المشارة والمشاقة وشدة المنازعة مع طول اللزوم {غريب الحديث}

وقال الأزهري:" قال شمر: المناقرة: المنازعة، وقد ناقره، أي نازعه. {تهذيب اللغة}

وقال ـ الأزهري:" قال أبو عبيد: المُماظَّة المُشارَّة والمُشاقَّةُ، وشِدَّةُ المُنازعة مع طُول اللزوم {تهذيب اللغة}

وقال أصحاب معجم لغة الفقهاء:" المنازعة والمجادلة في المسائل العلمية لا لإظهار الحق، ولكن لمجرد الانتصار على الخصم، والْمُنَازَعَةِ: الْمُضَايَقَةِ"

وقال ابن منظور:" واشْتَجَرَ القوم وتَشاجَرُوا أَي تنازعوا والمُشاجَرة المنازعة {اللسان}

وقال:" والمُناقَرَةُ: المُنازَعَةُ {اللسان}

وقال:" " ونازَعَهُ مُنَازَعَةً ونِزاعاً: خاصَمَهُ وقيلَ: جاذَبَهُ في الخُصُومَةِ كما في الصِّحاحِ أي: مُجَاذَبَة الحُجَجِ فيما يَتَنَازَعُ فيهِ الخَصْمانِ والأصْلُ في المُنَازَعَةِ المُجَاذَبَةُ ثمَّ عُبِّرَ بهِ عن المُخَاصَمَةِ يُقَالُ: نازَعَهُ الكَلامَ ونازَعَه في كذا وهُوَ مجازٌ {اللسان}

وللعلم هذه هي الحلقة الأخيرة من نقاشي؛ لأنني أؤكد شدة حبي للملتقى الواعد، ولتكن المشاركة هذه هي الأخيرة في هذا الباب {باب النديم والمنازع} لنفيد ونستفيد بغض النظر عن المختلف عليه أو فيه، فالمتفق عليه في الملتقى أكثر بكثير من المختلف عليه، مع تحياتي لصبركم عليّ، وعلى كل حال فأنا ضيف ومن حق أصحاب البيت على الضيف أن يخفف، ومن مشاركتي هذه أدعو ملتقاكم الكريم أن يشاركنا في ملتقى أهل التفسير فمرحبا بكم.

رد علمي مقنع، أحسنتم أستاذنا الفاضل أبا عمر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير