ومن العَجَائِبِ قولُهُم لمن اقتدى= بالوحيِ من أثرٍ ومن قُرآنِ
حَشَوِيَّةٌ يعنون حَشواً في الوجُو=د وفضلةً في أُمَّةِ الإنسانِ
ويظنُ جاهلُهُم بأنَّهُمُ حَشَوا= ربَّ العِبَادِ بداخلِ الأكوَانِ
إذ قَولُهُم فوقَ العِبَادِ وَفِي السَّمَا=ء الرَّبُّ ذُو المَلكُوتِ والسُّلطَانِِ
ظنَّ الحميرُ بأنَّ في للظَّرفِ والرَّ= حمنُ محوىٌّ بظرفِ مكانِِ
والله لم يسمع بذا من فرقةٍ= قالتهُ في زمنٍ من الأزمانِِ
لا تَبهتُوا أهل الحديث به فما= ذا قولُهُم تباً لذي البُهتانِ
بل قولُهُم أن السَّمواتِ العُلَى= في كفِّ خالق هذه الأكوانِ
حقا كخردلة ترى في كفِّ مم=سكها تعالَى الله ذو السُّلطانِ
أترونَهُ المحصور بعد أمِ السَّمَا= يا قومنا ارتدعوا عن العُداونِ!
كم ذا مشبهةٌ وكم حشويةٌ= فالبهت لا يخفى على الرحمنِ!
أما ما ذكره الإمام البيهقي رحمه الله تعالى أن الإمام مسلما " أخرجه مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية، وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه "، فصحيح مسلم بين أيدينا والقصة موجودة فيه، فلا نتركها، مع ورود الاحتمال على ما ذكره بأن ذلك بحسب النسخة التي وقف عليها، كما أشار إليه بعض الأفاضل.
أما حديث أبي هريرة ففي إسناده المسعودي اختلط بآخره، ويزيد بن هارون الراوي عنه أخذ عنه بعد الاختلاط كما أشار إلى ذلك محقق كتاب العلو (1/ 261).
ويستغرب من تركك رواية الصحيح لهذه الرواية وبناء استنتاجاتك عليها!.
أما القول بأن السماء قبلة الدعاء فهو قول مفتقر إلى دليل.
أما التأويل المتكلف المبتدع الذي ذكرته في قوله تعالى " أأمنتم من في السماء "، فينقضه هذا السؤال: هل المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " [أخرجه الترمذي وصححه وأبو دواد وصححه العراقي والذهبي] أن الملائكة ترحم الناس؟!.
وهل المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا " [أخرجه مسلم] أن الملائكة تبيت ساخطة عليها؟!.
وهل كان إبراهيم عليه السلام مخطئاً حين قال لله: " اللهم إنك واحد في السماء، وأنا في الأرض واحد أعبدك "؟ [أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية وحسنه الذهبي والمناوي وابن حجر].
أما التأويل الذي نقلته بأن معنى قوله: " في السماء ": استعلام الفرق بين الرتبتين في المنزلة والدرجة فهو التأويل الذي ذكره الأستاذ أبو بكر بن فورك رحمه الله في مشكل الحديث، وهذا الكتاب متأثر بتأويلات الجهمية كبشر المريسي كما أفاده شيخ الإسلام.
فليتك كلفت نفسك مراجعة كتب أهل الحديث قبل ان تكتب ما كتبته.
قال الإمام ابن القيم في ذكر الأدلة على علو الله:
هذا ورابع عشرها اقرار سا=ئلة بلفظ الأين للرحمن
ولقد رواه أبو رزين بعدما= سأل الرسول بلفظه بوزان
ورواه تبليغا له ومقررا= لما أقر به بلا نكران
هذا وما كان الجواب جواب من= لكن جواب اللفظ بالميزان
كلا وليس لمن دخول قط في= هذا السياق لمن له أذنان
دع ذا فقد قال الرسول بنفسه= اين الاله لعالم بلسان
والله ما قصد المخاطب غير معن=اها الذي وضعت له الحقاني
والله ما فهم المخاطب غيره=واللفظ موضوع لقصد بيان
يا قوم لفظ الأين ممتنع على الرحمـ=ـن عندكم وذو بطلان
ويكاد قائلكم يكفرنا به= بل قد وهذا غاية العدوان
لفظ صريح جاء عن خير الورى= قولا واقرارا هما نوعان
والله ما كان الرسول بعاجز= عن لفظ من مع أنها حرفان
والأين أحرفها ثلاث وهي ذو= لبس ومن غاية التبيان
والله ما الملكان أفصح منه اذ= في القبر من رب السما يسلان
ويقول أين الله يعني من فلا=والله ما اللفظان متحدان
كلا ولا معناهما أيضا لذي =لغة ولا شرع ولا انسان
ـ[العرابلي]ــــــــ[24 Jul 2008, 11:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: أن علو الله تعالى ثابت في القرآن الكريم قبل ثبوته في السنة النبوية فالله تعالى هو؛ (المتعال، العلي، الأعلى) بأدلة قطعية الثبوت والدلالة:
قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) الرعد.
¥